الدوحة، الرياض: أكد الامين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبد الرحمن بن حمد العطية الاهمية الاستثنائية للقمة الخليجية الثامنة والعشرين التي ستعقد في الدوحة يومي الاثنين والثلاثاء القادمين تحت رئاسة أمير دولة قطر سمو الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني.
و رأى العطية في حديث لصحيفة quot;الرايةquot; القطرية اليوم أن قمة الدوحة تنطوي على أهمية استثنائية لانها تعقد في ظل معطيات مغايرة سواء على صعيد القضايا المطروحة عليها الخاصة بتفعيل مسار منظومة مجلس التعاون نحو افاق أكثر رحابة تركز على المفردات التي تخدم المواطن الخليجي بكل الدول الاعضاء أو على صعيد قضايا الاستقرار الاقليمي التي تفرض نفسها على القمة لتحديد اطر التعامل معها خليجيا بعد أن أضحى مجلس التعاون رقما مهما في المعادلة الاقليمية .
وقال ان القمة ستتخذ الكثير من القرارات التي تعلي من شأن المواطنة الخليجية وهو المطلب الاساسي بل والمحوري لمواطني دول المجلس لافتافي هذا السياق الى أن القمة ستقر الاعلان الرسمي لقيام السوق الخليجية المشتركة مطلع العام المقبل كما ستتخذ القرارات التي من شأنها تذليل معوقات سير العمل بالاتحاد الجمركي الخليجي الى جانب خطوات اقامة الاتحاد النقدي بحلول عام 2010.
وأضاف ان قمة الدوحة ستعتمد نتائج دراسة الجدوى الاقتصادية الخاصة بمشروع الربط المائي والكهربائي بين دول المجلس وإنشاء السكك الحديدية واستكمال ترتيبات البطاقة الذكية ذات الفوائد لانتقال المواطنين بين دول المجلس كما انها ستعتمد ورقة دولة الكويت حول التحديات الاقليمية والدولية التي قدمت الى القمة التشاورية عام 2006 .
واوضح انه على صعيد الاستقرار الاقليمي فإن القمة ستبلور رؤى منظومة مجلس التعاون تجاه التحديات الامنية في ما يتصل بأزمة الملف النووي الايراني او الوضع المتدهور الذي يشهده العراق منذ احتلاله في عام 2003 كما تستعرض القمة تقارير تتعلق بالتعاون الدفاعي والعسكري وتطوير قوة درع الجزيرة .
وعن التحديات التي تواجه المنطقة في ظل ازمة الملف النووي الايراني خاصة في ضوء التهديدات المتعددة من قبل بعض الاطراف الدولية وبالذات من الولايات المتحدة بتوجيه ضربة عسكرية لطهران اوضح الامين العام لمجلس التعاون عبدالرحمن بن حمد العطية ان دول مجلس التعاون تعارض من حيث المبدأ إدخال العامل النووي العسكري من أي طرف في معادلة ميزان القوى الاقليمية لانه سينطوي على سباق جديد للتسلح النووي في المنطقة وما يجلبه ذلك من مخاطر اضافية وتؤكد في الوقت ذاته على حق دول المنطقة في امتلاك الخبرة في مجال الطاقة النووية للاغراض السلمية .
وعن المساحة التي سيشغلها العراق في القمة قال العطية إن العراق مازال يشهد ترديا في مجمل الجوانب الامنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية واننا في مجلس التعاون نرى ان العراق يشكل عنصرا اساسيا في منظومة التوازن الاقليمي في الخليج والتي يعد احد اقطابها الى جانب كل من ايران ودول المجلس .
واضاف امين عام مجلس التعاون ان قمة الدوحة ستعمل على دعم الجهود الوطنية العراقية لاستعادة الامن والاستقرار والحيلولة دون توظيف التباينات الطائفية والعرقية والمذهبية لتحقيق مصالح قوى خارجية تضر بالمصالح الكلية للعراق مؤكدا ان دول المجلس ترفض كل الاطروحات الرامية الى تقسيم العراق وتجزئته والنيل من وحدته ارضا وشعبا .
وعن القضية الفلسطينية اشار الى ان مجلس التعاون أكد جملة من الثوابت اهمها انه لاسلام من دون اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وانسحاب اسرائيل الى حدود الرابع من يونيو عام 1967 وحق عودة اللاجئين الفلسطينيين .
وعن الخلاف الفلسطيني الفلسطيني قال اننا في مجلس التعاون لدينا موقف واضح تجاه هذا الصراع الداخلي الفلسطيني تم التعبير عنه في غير مناسبة وتمثل في دعوة كافة الاطراف الفلسطينية الى العودة الى الحوار والتفاهم لحل خلافاتها في اطار احترام الشرعية الفلسطينية برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس واحترام المؤسسات الفلسطينية المنبثقة من منظمة التحرير وان من المهم الالتزام باتفاق مكة وبما تعاهدوا واقسموا عليه امام الكعبة المشرفة.
العاهل السعودي سيحضر القمة
من جهة ثانية قال مصدر سعودي رسمي السبت ان العاهل السعودي عبدالله بن عبدالعزيز سيحضر القمة، وذلك في مؤشر جديد تجاوز الدولتين لخلاف بينهما تكلل بسحب سفير الرياض من الدوحة في 2002. وكانت العلاقات بين البلدين تراجعت عندما سحبت الرياض في 2002 سفيرها من الدوحة احتجاجا على بث قناة الجزيرة برنامجا تناولت فيه العائلة الحاكمة السعودية. الا ان تقاربا بين البلدين سجل منذ فترة، تجسد خصوصا بزيارة امير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني مرتين الى الرياض لحضور القمة الخليجية الماضية وقمة منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) الشهر الماضي.