بيروت : في الوقت الذي ترددت فيه أنباء عودة الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى الى بيروت منتصف الشهر الحالي لاستكمال وساطته بين الفرقاء اللبنانيين اعلن المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للجامعة علاء رشدي ان موسى سيبدأ أوائل الأسبوع القادم زيارة رسمية إلى روسيا. وقال إن المباحثات بين الأمين العام للجامعة العربية والقيادة الروسية سوف تتناول المسائل الملحة لمنطقة الشرق الأوسط وكذلك العلاقات بين روسيا والعالم العربي.
وأفاد الناطق باسم المنظمة التي تتخذ القاهرة مقرا لها أن عمرو موسى سوف يجري يوم الأحد المقبل مباحثات مع مستشارة ألمانيا أنجيلا ميركل التي ستقوم بزيارة مصر. وقال رشدي quot;إن أمين عام الجامعة العربية والمستشارة الألمانية سوف يبحثان أهم القضايا الإقليمية وفي مقدمتها استئناف مسيرة السلام في الشرق الأوسط والوضع في فلسطين والعراق ولبنان والسودان والصومال وكذلك الملف النووي في المنطقة.
وقال موسى لصحيفة السفير اللبنانية في عددها الصادر اليوم انه قرر العودة الى بيروت منتصف الاسبوع المقبل معززا مهمته بمحصلة المشاورات المستمرة بين عدد كبير من العواصم الدولية والاقليمية المعنية بالشأن اللبناني، مشيرا الى انه ينسق تحركه مع الرياض والقاهرة ودمشق ويتواصل مع القيادتين الروسية والايرانية ومع الاوروبيين في الاتجاه نفسه.
وقال موسى انه لا وجود لأي مبادرة دولية او عربية او لبنانية إلا مبادرة الجامعة العربية التي باتت باعتراف الجميع تشكل المدخل الوحيد لتسوية الازمة اللبنانية، لافتا الى حجم التأييد الدولي والعربي الواضح الذي حظيت به حتى الآن، وقال إننا quot;سنقوم بإدخال بعض التحسينات والاضافات عليهاraquo;، وشدد على اهمية حصول مبادرته laquo;على دعم عربي وغير عربيquot; قبل استئناف مهمته في بيروت.
وردا على سؤال، قال موسى لـلصحيفة نفسها ان الاتصالات السعودية الايرانية، بشأن الملف اللبناني، quot;وصلت الى نقطة متقدمةquot;، وأشار الى انه التقى كلا من الرئيس الفرنسي جاك شيراك ووزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس على هامش مشاركته في مؤتمر باريس 3 وان البحث تركز حول سبل تنشيط المبادرة العربية.
وشدد موسى على ركيزتي التوازن والتوازي اللتين شكلتا وما تزالان اساس المبادرة العربية في موضوعي حكومة الوحدة الوطنية والمحكمة الدولية، وجدد موقفه القائل بوجوب التوصل الى تسوية سياسية تنقذ الموقف في لبنان، فلا يكسب هذا ولا ذاك ولا يخسر هذا ولا ذاك ولا يكون هناك غالب او مغلوب.
وقالت الصحيفة نقلا عن مصادر دبلوماسية عربية في بيروت ان حركة الاتصالات الدولية والاقليمية بلغت مرحلة متقدمة على صعيد تبادل الافكار، واوضحت أن مساعد الامين العام لمجلس الامن الوطني السعودي رحاب محمد ابراهيم مسعود قد انهى زيارته الى طهران وعاد الى الرياض حاملا معه افكارا جديدة، بالتزامن مع انتهاء زيارة الامير بندر بن سلطان ورئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري الى العاصمة الروسية وعودتهما، كل على حدة، الى العاصمة السعودية.
من جهتها نقلت صحيفة الاخبار اللبنانية عن مصادر واسعة الاطلاع أن المحادثات السعودية الإيرانية لم تصل إلى نتيجة بعد، وأن تدخلات اجنبية اميركية وفرنسية ادت الى إجهاض التفاهمات الاولية ونقلت الصحيفة عن مصادرها ان هناك تطورات خطرة جداً من شأنها فتح الباب أمام تصعيد يدمّر البلاد، ويمنع أي اتفاق سياسي داخلي أو إقليمي .
ونقلت الصحيفة نفسها عن رئيس مجلس النواب نبيه بري quot; إنه تلقى معلومات مؤكدة عن نية رئيس لجنة التحقيق الدولية سيرج براميرتس مغادرة عمله في حزيران المقبل وأنه سوف يقدم تقريراً تقنياً عن أعمال التحقيق دون أن يكون قد توصّل الى خلاصة نهائية أو إعداد قرار اتهامي وسوف يحيل الملف الى مدّعي عام المحكمة لكي يتابع التحقيق، وان إثارة هذا الأمر الآن تعني في رأي بري أن هناك من الدول الخارجية من لا يريد تحقيق التفاهم المبدئي الذي تم بين السعودية وإيران والذي أبلغه بفحواه السفيران السعودي والإيراني في بيروت، حول ترك أمر المحكمة لما بعد انتهاء التحقيق الدولي.
وتتابع صحيفة الاخبار نقلا عن بري ان هناك من يريد إدخال لبنان مجدداً في لعبة تضييع الوقت، وإن فريق 14 آذار يتحدث الآن عن هدوء ويحض الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى على العودة سريعاً الى بيروت من أجل إدارة محادثات لا تستند الى أفكار قابلة لإنتاج حل سريع. وقال بري إن فريق 14 آذار يريد كسب الوقت لأجل امرين: الأول إشاعة مناخات هادئة وإعطاء انطباع للعالم بأن الامور في لبنان تسير بشكل عادي وأن اعتراض فريق من اللبنانيين لا يؤثر على شيء، وذلك خشية أن يؤثر الخلاف السياسي الداخلي على نتائج مؤتمر باريس ـ3. كما انهم يريدون استخدام موسى لأجل إدارة حوار من دون طائل يستمر حتى نهاية شباط الحالي حتى إذا أتى آذار فتحت الدورة العادية للمجلس النيابي ما يعني أنهم سوف يأتون الى المجلس بغية إقرار المحكمة الدولية وما يريدون من مشاريع قوانين دون التوافق عليها مسبقاً.
وقال بري إنه أبلغ من يهمه الأمر في لبنان وخارجه بأنه لا يعارض مبدأ الاجتماع والحوار مع أحد ولفت بري الى أن ما سمعه من السفيرين السعودي والايراني كان مشجعاً وأن هناك قبولاً لتأليف حكومة من 19 وزيراً للموالاة و11 وزيراً للمعارضة وأن البحث في أمر المحكمة يمكن ربطه بنتائج التحقيق وان النقاش مستمر في الأمور الاخرى ومن بينها ملف الانتخابات النيابية والرئاسية. ولكن يبدو أن هناك ما عطل الامور وجعل الوضع معقداً للغاية،
وعن الاستعدادات للاحتفال بذكرى اغتيال الحريري قال بري: quot;من قال إن هذه الذكرى تخصّهم وحدهم، نعرف من هُمُ ولمن هُمُ ولمن تُمثَّل هذه الأدوار وليسمحوا لنا بهاrdquo;. وقد طلب بري من قيادة حركة أمل في الجنوب إقامة مهرجان خطابي في المناسبة بحضور جميع فاعليات المنطقة، وسوف تكون له كلمة في المناسبةquot;.
التعليقات