واشنطن: أقرت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) الجمعة بالتأثير على اجهزة الاستخبارات الوطنية للايحاء بوجود علاقة بين الرئيس العراقي الراحل صدام حسين وتنظيم القاعدة وذلك خلال المرحلة التي سبقت الغزو الأميركي للعراق في العام 2003. وقال كبير المفتشين في البنتاغون الجنرال توماس غيمبل في شهادة له امام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ ان ذلك التأثير قد حدث عبر اصرار مسؤولي وزارة الدفاع في تقاريرهم المرفوعة الى البيت الأبيض على وجود quot;علاقة واضحةquot; بين صدام حسين والقاعدة.

وأضاف غيمبل أن المدير السابق للسياسات في البنتاغون دوغلاس فيث اتخذ quot;اجراءات غير ملائمةquot; في استخلاص نتائج بوجود صلات بين القاعدة وصدام على الرغم من عدم وجود معلومات من وكالات الاستخبارات الأميركية تدعم تلك الافتراضات. واتهم غيمبل مكتب السياسات في البنتاغون بعدم quot;تقديم تحليلات دقيقة للمعلومات الاستخباراتية الى كبار صناع القرار في البيت الأبيضquot; وذلك في الفترة التي سبقت الحرب في العراق.

من ناحيته قال عضو لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ السيناتور الديمقراطي كارل ليفين ان اشاعة معلومات بشأن التقاء قائد المجموعة التي نفذت هجمات ال11 من سبتمبر محمد عطا مع ضابط مخابرات عراقي في براغ قبل خمسة اشهر من تلك الهجمات والايحاء بوجود مجالات تعاون مختلفة بين القاعدة والعراق بما في ذلك السعي لامتلاك اسلحة دمار شامل كانت عوامل استخدمتها الادارة انذاك لاقناع الشعب الأمريكي بالحاجة الى شن الحرب ضد العراق.

وفي المقابل قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو تعليقا على تلك المعلومات ان الرئيس بوش اتخذ قراره بتعيين مدير للاستخبارات الوطنية واجرى عدة تغييرات اخرى في مجتمع الاستخبارات لتجنب وجود معلومات استخباراتية غير دقيقة تؤثر على عملية اتخاذ القرار.

واضافت في لقاء مع الصحافيين هنا اليوم أن الرئيس بوش تحمل المسؤولية عما حدث قبل حرب العراق واقر بخطأ اجهزة الاستخبارات واتخذ قرارات لتنقيح تلك الاجهزة والتأكد من عدم حدوث مثل ذلك الامر مرة ثانية.

وكان السيناتور كارل ليفين قد ذكر في تصريحات صحافية منشورة هنا اليوم ان المعلومات المغلوطة التي قدمتها البنتاغون دعمت رؤى سياسية لمسؤولين كبار في ادارة الرئيس بوش بدلا من ان تكون متسقة مع ما خلصت اليه اجهزة الاستخبارات.