بشار دراغمه-خلف خلف من رام الله: من المتوقع أن يلقي رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية اليوم خطاب شامل يودع خلاله الحكومة الحالية وبانتظار أن يقوم الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتكليفه مجددا بتشكيل حكومة وحدة وطنية. وقالت مصادر فلسطينية أن هنية سيعلن في خطابه كامل التفاصيل حول الاتفاق الذي جرى في مكة المكرمة. ووصل هنية إلى قطاع غزة اليوم عائدا من المملكة العربية السعودية.

إلى ذلك قال تيسير خالد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين أن الجبهة الديمقراطية ترفض ثقافة ثقافة المحاصصة في تشكيل حكومة وحدة وطنية. وأوضح في تصريح له أن مثل هذه الثقافة هي الطريق الأسهل والأقصر لحكومة شلل وباعتبارها تنكراً صريحاً وواضحاً للتعددية السياسية والحزبية في المجتمع الفلسطيني وتعكس ميولاً خطيرة لمصادرة هذه التعددية لصالح احتكارية ثنائية تغلب المصالح الأنانية والفئوية الضيقة على المصالح الوطنية الأوسع والأشمل.

ودعا القوى والهيئات والشخصيات الديمقراطية والتقدمية ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص في الساحة الفلسطينية إلى تنسيق مواقفها من أجل تصحيح وتطوير ما تم الاتفاق عليه في مكة المكرمة، وتوفير متطلبات تشكيل حكومة وطنية حقيقية بعيداً عن ثقافة المحاصصة السائدة في أوساط حركتي فتح وحماس تؤسس لشراكة سياسية فعلية واستقرار في الوضع الحكومي القادم.

وأضاف أن ما تم الاتفاق عليه حول الأسس السياسية لتشكيل حكومة وحدة وطنية قابل للبحث باعتباره يعكس الرغبة في التوصل إلى برنامج قواسم سياسية مشتركة، يستند في الأساس إلى وثيقة الوفاق الوطني، التي أجمعت عليها جميع القوى السياسية ومؤسسات وشخصيات المجتمع المدني والقطاع الخاص من أجل مواصلة الجهود مع الأشقاء العرب والأسرة الدولية لرفع الحصار الظالم المفروض على الشعب الفلسطيني ومن أجل مواجهة المناورات السياسية لحكومة إسرائيل والولايات المتحدة واستئناف الحوار الوطني الشامل لتطوير وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية .

وفي ختام تصريحه أكد تيسير خالد، حرص الجبهة الديمقراطية على توفير كل متطلبات وحدة الصف الوطني لوضع حد للفلتان الأمني ومنع الانزلاق نحو فتنة داخلية كادت تعصف في الأسابيع الأخيرة بآمال الشعب في التحرر من الاحتلال وإنجاز الاستقلال ، وحرصها في الوقت نفسه على ضرورة توفير متطلبات الاستقرار والتوازن في التشكيل الحكومي القادم، الذي لا يمكن أن يتوفر إلا من خلال حكومة وحدة وطنية حقيقية وشراكة سياسية حقيقية يشارك فيها الجميع على قدم المساواة في الحقوق والواجبات بعيداً عن سياسة الانفراد والتفرد والاستئثار فردية كانت أم ثنائية.

الاستخبارات الإسرائيلية: حماس هي الرابح الأكبر من اتفاق مكة

quot;الرابح الأكبر من اتفاق مكة هو دون ريب حماس. المنتصر الأكبر هو خالد مشعل الذي عزز مكانته كزعيم سياسي موازٍ لابو مازن بل وربما أقوى منهquot; هكذا يتبين من التحليل الذي عرضه رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية العسكرية quot;أمانquot; اللواء عاموس يدلين ونائب رئيس المخابرات quot;الشاباكquot;، في جلسة الحكومة الإسرائيلية حول المعاني الاستخبارية لاتفاق مكة.

وقال يدلين حسب صحيفة يديعوت انه بتقدير شعبة الاستخبارات فان quot;حماس لم تتخلى عن مبادئها. يمكنها أن واصل التعاظم العسكري وتحظى بالشرعية حيث أن ابو مازن يبيض حكومة حماسquot;. وقضى يدلين بالقطع بان الاتفاق بين فتح وحماس لا يتطابق مع شروط الرباعية: quot;الاتفاق يعنى بوقف المواجهات الداخلية الفلسطينية بين المنظمات. إسرائيل غير مذكورة في الاتفاق. ولا يوجد تنديد بالعنف والإرهابquot;.

نائب رئيس المخابرات الإسرائيلية قال أن الاتفاق بين هاتين الهيئتين يميل بشكل كبير نحو موقف حماس. quot;حماس كسبت الوقت الذي يمكنها فيه أن تستغل لصالح مكانتها الجماهيرية وكذا لمواصلة تعاظم القوىquot;. وحسب يدلينفان quot;الحقائب الوزارية الاجتماعية، مثل الرفاه، بقيت بيد حماس التي تعتبر أن لمثل هذه الحقائب أهمية استراتيجيةquot;. وشدد يدليد على أنه quot;حسب رؤية المخابرات، فقد ثبت خالد مشعل موقعه كزعيم سياسي داخلي وخارجي بالتوازي مع ابو مازن، بل وربما أصبح في ضوء النتائج أقوى من ابو مازنquot;.