فتح وحماس تبادلتا المخطوفين فجر اليوم

غضب في إسرائيل لعدم استقبال بيرز بشكل رسمي

سمية درويش، خلف خلف: تجددت الاشتباكات العنيفة شمال مدينة غزة بين عناصر حركتي فتح وحماس ، ما يهدد اتفاق الهدنة الذي تم التوصل إليه بين الفرقاء مساء الاثنين الماضي برعاية مصرية ، بعد أيام دامية شهدتها مناطق قطاع غزة. وقال المتحدث باسم كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح ، بان المواجهات اندلعت بين مسلحي فتح والقوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية ، إثر محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها بشير عيسى القيادي في كتائب الأقصى ، مناشدا القوى الوطنية والإسلامية التدخل لمنع انهيار التهدئة.

ودعا سمير أبو مدللة عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير ، الجميع للالتزام واحترام ما تم الاتفاق عليه ، والعودة إلى طاولة الحوار لمعالجة كافة القضايا ، واعتماد لغة الحوار لغة التخاطب الوحيدة بين فصائل العمل الفلسطيني ، ومحاسبة كل من يخرج عن هذا الاتفاق، مهما كان موقعه أو تنظيمه أو مسؤولياته.

ومن المقرر أن تجوب مسيرات حاشدة الأراضي الفلسطينية يوم غد الخميس عقب دعوة أطلقتها القوى الوطنية والإسلامية للتعبير عن رفض الاقتتال الداخلي والعودة للغة الحوار. ورحب جمال نزال الناطق الإعلامي باسم حركة فتح ، بفكرة أن ينخرط أعضاء القوة التنفيذية في أجهزة الأمن الوطنية التي أقامتها السلطة الوطنية منذ العام 1994، معتبرا أن الأجهزة الأمنية قامت دائما على أساس وطني حصري وفي مسار جعلها هدفا للقصف الإسرائيلي في كل مدينة وقرية فلسطينية.

ومنذ صبيحة الثلاثاء والهدوء المشوب بالحذر يعم مختلف الأراضي الفلسطيني بعد الأيام الدامية التي شهدتها مختلف مناطق قطاع غزة ، حيث يخشى الفلسطينيون من عودة الأطراف المتنازعة مجددا إلى الاقتتال ، لاسيما وان إسرائيل تهدد بالقيام بعملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة ، وذلك ردا على الهجوم التفجيري الذي نفذه احد سكان غزة في منتجع ايلات السياحي أمس.

ويراقب الشارع شانه شان باقي الفصائل السياسية مدى التزام الجانبين بذلك الاتفاق ، حيث يخضع الجميع فتح وحماس أمام الاختبار الصعب ، في محاولة لإخراج الساحة الداخلية من الصراع الدموي الذي دشنته قيادته السياسية. ولم يخف شاهر أبو حسين في العقد الثالث من عمره ، تشاؤمه من تلك الهدنة ، وشكك في إمكانية التوصل لاتفاق بين المتنازعين ، حيث قال لـquot;إيلافquot; ، quot; بعد كل جولة قتل دامية يخرجون ndash;يقصد لجنة الحوار- ببيان للناس بأنه تم الاتفاق وسرعان ما يذوب حبر البيان في اليوم التاليquot;. وصب المواطن الذي يعاني من أزمة اقتصادية خانقة ، جم غضبه على قادة حماس وفتح ، محملهم سويا مسؤولية الأحداث التي تشهدها الساحة من اقتتال وجوع وفقر.

وقد سقط ما يزيد عن 36 فلسطينيا منذ الخميس الماضي في المعارك العنيفة التي دارت رحاها في شمال ووسط وجنوب قطاع غزة ، ناهيك عن المقرات والمؤسسات والمنازل التي دمرت فوق رؤوس قاطنيها. ورحبت مختلف المؤسسات الحزبية والشعبية باتفاق التهدئة الذي تم برعاية مصرية ، حيث دعا المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان في بيان تلقته quot;إيلافquot; ، إلى العودة فورا إلى الحوار السياسي بين الفرقاء باعتباره الخيار الوحيد للخروج من المأزق الراهن ، والوصول إلى اتفاق سياسي.

وطالب المركز الحقوقي ، جميع الأطراف ذات العلاقة إلى سحب كافة المظاهر المسلحة من الشوارع والأحياء السكنية ، حيث لازالت مظاهر العسكرة في الشوارع رغم سريان وقف إطلاق النار بين الجانبين.

اتصالات سرية بين البرغوثي ومشعل

سياسياعلمت ايلاف الليلة من مصدر فلسطيني مطلع أن اتصالات سرية تجري بين القيادي البارز في حركة فتح النائب الأسير مروان البرغوثي وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في دمشق، وحسبما بين المصدر فأن وفداً فلسطينياً زار سوريا مؤخراً وحمل رسالة من البرغوثي تحدث خلالها عن ضرورة التوصل لاتفاق فلسطيني لوقف الاقتتال الداخلي، وأهمية أن يكون هناك حوار استراتيجي لكي لا تكون التفاهمات عرضة للفشل أو الاهتزاز في المستقبل، وكيفية إدارة المفاوضات.

وكان القيادي في حركة فتح قدورة فارس أعلن اليوم أن الاتصالات بين فتح وحماس قطعت شوطاً مهما، وقال فارس في تصريحات إذاعية أن هناك تجاوبات من قبل حماس بشأن حكومة الوحدة الوطنية: من بينها الفصل بين الحكومة وتوجهات حركة حماس، بالمعنى السياسي يعني احترام كل الاتفاقيات الصادرة عن القمم العربية، والأمم المتحدة وكل ما تم التوقيع عليه من قبل المجالس الوطنية، وان مشكلة الحقائب الوزارية الثلاثة محلولة. وأوضح أن الاعتراف بالاتفاقيات لا يعني الاعتراف بإسرائيل وان موضوع الاعتراف بإسرائيل وشروط اللجنة الرباعية هي ليست المسألة الأهم في الوقت الحالي.