آمال الحكومة معلقة على حوار مكة
تشكيك شعبي بنجاح أي اتفاق بين حماس وفتح
ويعيش الشارع الفلسطيني حالة مريعة جراء تدهور الأوضاع الأمنية واستباحة الدم في الشوارع علنا وأمام أعينهم وأطفالهم ، ما فاقم معاناتهم وأوضاعهم النفسية ، وعدم قدرتهم على توضيح ملابسات ما يجري لأطفالهم وتساؤلاتهم الكثيرة. الحاج أبو ماهر في منتصف العقد السادس من عمره يقول ، quot; لم نتوقع أبدا أن تنقلب الأمور هكذا في قطاع غزة ، فقد عشنا أيام احتلال عصيبة ، ولكن لم نشهد مثل هذه الأيامquot;.
ولم يخف أبو ماهر الذي يعمل أبناؤه الثلاثة في سلك أجهزة الأمن الفلسطينية خلال حديثه لـquot;إيلافquot; ، مدى روعته وخوفه على أبنائه من أن يصيبهم مكروه جراء الحرب الدائرة في الشوارع . وشكك الحاج الذي عمل لسنوات طويلة في حكومة فتح حتى حصل على تقاعده ، بإمكانية فرص نجاح أي اتفاق بين المتناحرين ، مؤكدا ان تشكيل الحكومة الوطنية بات حلما للمواطنين الذين يعيشون أوضاعا أمنية واقتصادية مكفهرة.
وحول توقعاته للحوار المقرر عقده في مكة المكرمة بناء على دعوة العاهل السعودي ، أعرب عن أمله في ان يحد هذا الحوار من لغة الرصاص الدارجة في الشارع ، وان يسفر عن اتفاق بين المتنازعين ، ولاسيما ان مكان الحوار له قدسية خاصة.
ثقة مفقودة
بدورها فقدت أم طارق صاحبة مركز تجميل للسيدات في غزة ، ثقتها بكل الزعماء والساسة على الساحة الفلسطينية ، متهمة إياهم بالوقوف خلف الحرب الدائرة وإشعالها بتصريحاتهم التي وصفتها بـquot;الغبيةquot;. وتفضل أم طارق قتل الاحتلال لأبنائها وأهلها ، على ان ترى الأخوة يفتحون نيرانهم ويفجرون منازل بعضهم بعضا ، مشككة في الوقت ذاته ، بفرص نجاح أي اتفاق بين الجانبين ، غير أنها دعت لهم الهداية والتوبة في الحوار المقرر إجراؤه في مكة المكرمة ، على أمل أن يتوصلوا إلى أي اتفاق لقدسية المكان وتجنيب الشعب ويلات الحرب.
العم أبو يونس صاحب كشك لبيع الفلافل والفول ، لم يختلف كثيرا في حديثه عما قاله أبو ماهر وأم طارق لـquot;إيلافquot; ، سوى انه يشكي لعدم عودة زبائنه للشراء منه كالأيام السابقة بسبب الإقامة الجبرية التي فرضوها على أنفسهم في منازلهم خشية من نيران الشوارع. ودعا العم أبو يونس ، الزعماء والقادة الذين سيلتقون في الديار الحجازية ، إلى احترام قدسية المكان ، والتوصل إلى اتفاق ينشل الشعب من أوضاعه المتردية.
وبحسب أبو يونس ، فان هذا اللقاء والحوار سيكون آخر مائدة تجمع الفرقاء ، فإما الاتفاق والتوجه إلى حكومة ملونة سياسيا ، وإما الحرب التي ستقضي على كل شيء ولن تحمد عقباها، بحسب توقعاته.
أفضل الطرق الانتخابات
الطالب الجامعي احمد إسماعيل 21 عاما ، دعا إلى اختصار الطرق ، وإنهاء الحرب بالذهاب إلى انتخابات مبكرة لتقرر صناديق الاقتراع مجددا من يحكم الشعب الذي مات من الجوع وقتله الأمن المسلوب. وحمل ميسرا أبو النور صاحب محل لبيع الأجهزة الكهربائية ، حماس وفتح المسؤولية عن تأجيج الصراع في الشارع ، مشيرا إلى أن اعتراض سيارات حرس الرئاسة كان خطأ كبيرا ، واستهداف الجامعات خطأ أكبر. وأكد أبو النور لـquot;إيلافquot; ، أن عدم تنازل الأطراف المتناحرة لبعضها البعض أجج الاقتتال في الشوارع ، وأضاف قائلا ، quot; الكل يتصارع على أشياء وهمية لا تسمن ولا تغني من جوعquot;. وأعرب عن أمله في ان يتم التوصل إلى اتفاق في الحوار القادم في الديار الحجازية ، داعيا القادة إلى الجلوس والتفاوض قبل الذهاب إلى حوار مكة المكرمة ، حتى لا يخيبوا آمال العالم الذي سيتابع عن كثب مجريات الحوار.
ويبدو من خلال الأحاديث المنفصلة التي أجرتها quot;إيلافquot; مع شرائح مختلفة من الفلسطينيين ، بان الجميع يشكك بفرص نجاح أي حوار بين فتح وحماس ، وانه لن يكون هناك حل في القريب العاجل بين الأطراف المتناحرة لمشكلة باتت شوكة في حلق المجتمع الدولي والعربي.
التعليقات