الياس توما من براغ: لم يتحول بعد عيد العشاق إلى عيد محلي يحتفل به جميع التشيك بغض النظر عن أعمارهم وأوضاعهم المادية والاجتماعية كما في العديد من الدول الأخرى في العالم، غير انه أصبح بالتدريج يأخذ مكانة مرموقة في الروزنامة السنوية في الرابع عشر من شباط/ فبراير ولاسيما بالنسبة للجيل الشاب والطلاب من الفتيات والفتيان على حد سواء .

ويرجع السبب في عدم تجذر هذا العيد في تشيكيا إلى كونه جديدا بالنسبة لهم إذ لم يبدأ الاحتفال به من قبل البعض منهم إلا بعد سقوط النظام الشيوعي في عام 1989 والى أن الكثير من الناس لا يزالون يعتبرونه عيدا اجنبيا لا يخصهم .ويرتبط الاحتفال بهذا العيد أو عدم الاحتفال به بالعمر بشكل رئيسي هنا فمختلف استطلاعات الرأي أشارت إلى أن أكثر من ثلاثة أرباع التشيك الذين تقل أعمارهم عن 29 عاما يحتفلون سنويا بهذا العيد أما بعد هذا العمر فيلاحظ تراجع المحتفلين به بشكل واضح إذ يحتفل به كل ثاني شخص من الرجال والنساء الذين تتراوح أعمارهم بين 30ــ 44 عاما .

و لا يعتبر التشيك من المبتكرين في مجال تقديم الهدايا فيما بينهم لان اغلب الهدايا تنحصر بتقديم الورود من جهة والسكاكر والحلويات المختلفة من جهة أخرى فيما يقدم نحو 17% من المحتفلين به الألعاب و15% العطور وأدوات التجميل ونحو 9% يقومون بدعوة محبيهم إلى دور السينما والمسارح .

وعلى خلاف عيد الميلاد الذي يعتبر العيد الأول في تشيكيا والأكثر احتفالا من قبل التشيك فان نفقات التشيك في عيد العشاق لهذا العام تقدر بمليارونصف المليار كورون تشيكي الأمر الذي لا يعتبر قليلا غير أن هذا الرقم يتخلف كثيرا عن إنفاق التشيك على هدايا عيد الميلاد التي تم إنفاق نحو 250 مليار كورون عليها العام الماضي .

وينفق التشيكي في المعدل المتوسطي على الهدايا بعيد العشاق وفق استطلاع قامت به وكالة فاكتوم اينفينيو نحو 384 كورون تشيكي أي نحو 18 دولارا، غير ان الوكالة تشدد على أن هنالك اختلافات كبيرة في هذا الأمر من شخص إلى أخر حسب وضعه المالي وفيما إذا كان شاب أو شابة وأيضا وفق مستواه التعليمي وفيما إذا كان عاشقا عازبا أم عاشقا متزوجا.

وتطغى مظاهر الاحتفال بهذا العيد بطبيعة الحال على واجهات المحلات المختلفة منذ عدة أيام كي تجذب العاشقين إليها غيران الأمر لا يقتصر عليها أيضا فقد بدأت مكاتب السياحة وشركات الطيران أيضا تستغل هذا العيد لتعرض على المحبين تذاكر سفر بالطائرات إلى مدن مختلفة في العالم ولاسيما الأوروبية منها لإمضاء عطلة نهاية الأسبوع بتذاكر رخيصة تحمل اسم تذاكر فالنتين