اعتبرت ان حماس هي المستفيد الأول
الاستخبارات الإسرائيلية: اتّفاق مكة رزمة فارغة

عباس ومشعل وهنية يصلون في مكة
بشار دراغمه من رام الله: وصفت الاستخبارات الاسرائيلية الاتفاق الذي تم التوصل إليه في مكة المكرمة بين حركتي فتح وحماس لتشكيل حكومة وحدة وطنية بأنه quot;رزمة فارغةquot; معتبرة أن المستفيد الأول من هذا الاتفاق هو حركة حماس.وقالت الاستخبارات التي تقود نهجاً متصلباً ومتشككاً من اتفاق الوحدة الفلسطينية الذي تحقق في مكة إن إسرائيل تترقب لروية كيفية تطبيق الاتفاق وكم ستكون الاطراف الفلسطينية قادرة على الايفاء بشروط الرباعية. واعتبر مصادر استخباراتية في حديثها لـيديعوت أحرنوت إن المؤشرات الناشئة غير مشجعة، موضحة ان quot;الفلسطينيين يسوّقون لرزمة فارغة - ومن يريد هذه، مثل روسيا والاتحاد، في نهاية الامر سيشتريهاquot;. ورأتهذهالمصادر ان اعتراف حماس بالاتفاقات مع اسرائيل محدود للغاية.

وتدعي الأجهزة الأمنية أن فتح وحماس لم تتمكنا من ايجاد حلول للكثير من المشاكل بينهما، كمالم تتبلور الخطوط الرئيسية، مشيرة الى تضارب فيالجداول الزمنية. وقالت الاستخبارات الإسرائيلية إنه في quot;الجانب الفلسطيني، الجميع يطالب حماس بالصمت وعدم طرح التفسيرات، الامر الذي سيسهل على ابو مازن تسويق الاتفاقquot;، ولفتت quot;نهاية القصة معروفة: اسرائيل ستضطر الى منح المال والتسهيلات لابو مازن، ولكن كل المكاسب ستصل الى حماسquot;.

وأشارت يديعوتالى القلق السائد فيالأوساط الإسرائيلية من موقف الإدارة الأميركية، الأمر الذي من شأنه ان quot;يتضمن استعدادا للحديث مع بعض وزراء الحكومة الجديدة، الذين سيكونون من غير رجال حماسquot;. وتابعت الصحيفة: quot;لطف اولمرت الأجواء قليلا عندما أعلن موقف اسرائيل بالنسبة للاتفاق،فقال في جلسة الحكومة: quot;في هذه المرحلة اسرائيل لا ترد ولا تقبل بالاتفاق. وعلى نحو يشبه الاسرة الدولية، نحن ندرس ما تحقق، وما جاء فيه وما هو أساس الاتفاقquot;.

وقرر اولمرت عدم انتقاد الاتفاق، في أعقاب بيان الرباعية والادارة بانهما تصران على الشروط الثلاثة التي طرحت على الحكومة الفلسطينية وهي: الاعتراف باسرائيل، ونبذ الارهاب واحترام الاتفاقات وخريطة الطريق.

وتفضل إسرائيل وسطهذه الملابسات، أن تبقى في الظلكي لا تعد رافضة للسلام. وفي حديثه مع المستشارة الالمانية انجيلا ماركل قال أولمرت انه يتعين مطالبة الحكومة الفلسطينية الجديدة بالعمل على تحرير جلعاد شليط كخطوة أولى، موضحا ان quot;الاسرة الدولية ملزمة بالاصرار على تحقيق شروط الرباعيةquot;. أما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فأخبر اولمرت ان روسيا متمسكة بمواقف الرباعية.

وفي موضوع آخر لنفس الصحيفة، ترى الاستخبارات الإسرائيلية أن الرابح الاكبر من اتفاق مكة هو حماس. وتقول يديعوت نقلا عن كبار المسؤولين في الاستخبارات: quot;المنتصر الاكبر هو خالد مشعل الذي عزز مكانته كزعيم سياسي موازٍ لابو مازن بل وربما اقوى منهquot;. ويظهرالتحليل الذي عرضه رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية quot;امانquot; اللواء عاموس يدلين ونائب رئيس المخابرات quot;الشاباكquot;، في جلسة الحكومة حول المعاني الاستخبارية لاتفاق مكة أن quot;حماس لم تتخلى عن مبادئها، ويمكنها أن تواصل التعاظم العسكري وتحظى بالشرعية حيث أن ابو مازن يبيض صفحاتحكومة حماسquot;.

وقضى يدلين بالقطع بان الاتفاق بين فتح وحماس لا يتطابق مع شروط الرباعية، وقال quot;الاتفاق يعنى بوقف المواجهات الداخلية الفلسطينية بين المنظمات. اسرائيل غير مذكورة في الاتفاق. ولا يوجد تنديد بالعنف والارهابquot;.

وقال نائب رئيس المخابرات ان الاتفاق بين هاتين الهيئتين يميل بشكل كبير نحو موقف حماس. وأضاف: quot;حماس كسبت الوقت الذي يمكنها أن تستغله لصالح مكانتها الجماهيرية وكذا لمواصلة تعاظم القوىquot;. وحسب رأيه فان الحقائب الوزارية الاجتماعية، مثل الرفاه، بقيت بيد حماس التي تعتبر ان لمثل هذه الحقائب أهمية استراتيجية. وشدد على أنه حسب رؤية المخابرات quot;فقد ثبت خالد مشعل موقعه كزعيم سياسي داخلي وخارجي بالتوازي مع ابو مازن، بل وربما أصبح في ضوء النتائج أقوى من ابو مازنquot;.