محمد الخامري من صنعاء : بعد التحليلات السياسية التي رافقت رحلة رئيس الوزراء عبدالقادر باجمّال إلى لندن والتي توقعت خلافات حادة مع الرئيس علي عبدالله صالح وراء تلك الزيارة التي لم يعلن عنها في الصحافة ووسائل الإعلام الرسمية ، وتعززت عندما لاحظ الشارع اليمني عدم اتصال الرئيس صالح هاتفياً برئيس وزرائه للاطمئنان عليه كما هي عادته مع جميع من يغادر اليمن للعلاج ، عاد إلى صنعاء فجر اليوم رئيس الحكومة عبد القادر باجمّال الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام الحاكم وهي العودة التي قطعت الخط لمزيد من التكهنات السياسية والتوقعات بوجود خلافات بين الرئيس صالح من جهة وامين عام حزبه ورئيس وزرائه من جهة ثانية.

وقالت الأنباء الرسمية إن عودة باجمّال إلى صنعاء بعد زيارة علاجية للمملكة المتحدة التي وصلها مطلع الشهر الحالي للعلاج عقب زيارة رسمية لسوريا ، حيث أجرى فحوصات أولية في مستشفى (كرومويل) بلندن ثم انتقل إلى مستشفى (هارفيل) خارج لندن وأنهى المرحلة الأولى من العلاج بعملية سريعة تتعلق بوظائف القلب تكللت بالنجاح الكامل.

وكان رئيس الوزراء عبدالقادر عبد الرحمن باجمّال وعقب اختتام زيارته الرسمية إلى سوريا أواخر الشهر الماضي والتي رأس خلالها اجتماعات اللجنة العليا السورية اليمنية مع نظيره السوري المهندس محمد ناجي عطري وبدلاً من العودة ضمن الوفد الذي رأسه إلى صنعاء ، فضل الاتجاه صوب عاصمة الضباب لندن دون الإعلان عن ذلك في وسائل الإعلام الرسمية ، الأمر الذي رسم العديد من علامات الاستفهام حول هذا القرار المفاجئ.

وهو القرار الذي فتح الباب واسعاً للعديد من علامات الاستفهام التي يمكن أن تقرأ وإن بطريقة مغلوطة نظراً لعدم وجود أي تصريحات أو تصحيحات من قبل الجهات الرسمية ، حيث أشار عدد من المتابعين لإيلاف إلى الحملة الإعلامية التي شنتها وسائل الإعلام اليمنية المعارضة منها والرسمية والتي أجمعت على إزاحة باجمّال من رئاسة الحكومة وتكهنت بالعديد من الأسماء الأخرى قد تكون سبباً رئيسياً في تلك الزيارة المفاجئة للعاصمة البريطانية لندن.

وقالوا أن هذه القراءة يمكن أن تكون معقولة وقريبة إلى المنطق السياسي في إطار التسريبات الإعلامية التي قالت أن الرئيس علي عبدالله صالح اجّل الإعلان عن التشكيل الحكومي الجديد إلى شباط فبراير الجاري ، وبالتالي فإن رئيس الوزراء باجمّال فضل أن يتم الإعلان عن إزاحته من رئاسة الحكومة وهو خارج اليمن تحاشيا لأي مواقف أو احتكاكا تضعه في وضع محرج مع المعارضة التي انتقدت أداء حكومته كثيراً وأساءت إليه كما قال الأمين العام المساعد للإصلاح عبد الوهاب الآنسي أن الأصل في التغيير الحكومي هو إما إزاحة الموجودين لان هناك من هو أفضل منهم وأكفأ أو تغييرهم لأنهم في أنفسهم فاشلين وغير صالحين وبالتالي هم مدانين ويحالون للمسائلة .

وقال الكاتب والمحلل السياسي محمد سالم الصرمي في حديثه لإيلاف إن القرار المفاجئ لرئيس الوزراء باجمّال الذي كان منتظراً عودته إلى اليمن لترؤس جلسة الحكومة بمحافظة إب 110 كلم جنوب العاصمة صنعاء لإضفاء نوع من الأهمية للمحافظة كونها ستكون المحطة القادمة للاحتفال بعيد الوحدة الـ17 وهو التقليد الذي أرساه الرئيس صالح بجعل الاحتفالات بالوحدة دورية في المحافظات كان مفاجئاً وغير متوقعاً خصوصاً مع تجدد المواجهات الدامية بين الدولة وأتباع الحوثي بمحافظة صعده وبالتالي فان هناك العديد من التفسيرات ستطرح للزيارة.

وأضاف الصرمي أن هذه الزيارة أعادت إلى الأذهان قيام باجمّال عقب إقرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية وما اسمي شعبياً بالجرعة الرابعة والأخيرة ضمن برنامج الإصلاح الشامل الذي نفذه اليمن منذ العام 1995م والتي كانت آخرها في تموز يوليو 2005م والمظاهرات التي نتجت جراءها بأخذ إجازة مفاجئة والسفر إلى الخارج رغم القرار الرئاسي الذي صدر آنذاك وقضى بمنع سفر مسؤولي الدولة لقضاء إجازاتهم في الخارج كدلالة على إظهار تقشف الدولة حينها ، وهو ما عده مراقبون إعلاناً صريحاُ من باجمّال عن عدم رضاه عن تحميله فشل السياسات الاقتصادية التي لا يتحملها وحده خصوصاً بعد أن هتفت المظاهرات مطالبة باستقالته من الحكومة.

وكان هذا الخبر الذي نشرته إيلاف مطلع الشهر الجاري تسبب في حرج كبير لقيادة الحزب الحاكم الذي يرأسه باجمّال والتي سارعت إلى نفي الخبر عبر أكثر من مصدر مما أوضح حالة الارتباك التي أصيبت بها خصوصاً بعد تناقل الصحافة المحلية الخبر نقلاً عن إيلاف.

وفي السياق ذاته نشرت وكالة الأنباء الرسمية خبراً مطولاً منسوباً إلى رئيس الحكومة عبد القادر باجمّال قالت فيه انه أبدى استغرابه الشديد من اللغط الغريب الذي يدور حول وجوده في المملكة المتحدة لتلقي العلاج ، مشيراً إلى انه من المؤسف أن تستغل بعض الأطراف السياسية والإعلامية ما يمكن أن يصيب أي إنسان من عارض صحي هو من طبائع الحياة البشرية وتوظفه بطريقة تسئ للشخص نفسه من ناحية وتشكك في الأقدار الإلهية من ناحية أخرى.

وأضاف الخبر quot;وقد تابعت باستغراب شديد هذا اللغط الغريب الذي يدور حول وجودي في المملكة المتحدة لتلقي العلاج من حالة صحية عارضة تعرضت لها في القلب قبل سفري إلى سوريا لترؤس الجانب اليمني في أعمال اللجنة العليا اليمنية السوريةquot;.

وأوضح رئيس مجلس الوزراء أنه بعد مغادرته دمشق إلى لندن أجرى فحوصات أولية في مستشفى( كرومويل) بلندن ثم انتقل إلى مستشفى (هارفيل) خارج لندن حيث أنهى المرحلة الأولى من العلاج بعملية سريعة تتعلق بوظائف القلب يوم الاثنين تكللت بالنجاح الكامل .

ونقلت وكالة الأنباء اليمنية عن رئيس الوزراء قوله quot; أني أواصل العلاج لبعض الجوانب الصحية الأخرى حيث الوضع الصحي يسير إلى الأفضل ولا مخاطر صحية حقيقية ،كما أني على تواصل دائم مع الرئيس وتواصل يومي بمكتبي وبالوزراء وبقيادة المؤتمر الشعبي العام وكل الأصدقاء الذين يسألون عن صحتي وأطلع يوميا على الصحف اليوميةquot;.

وأعرب باجمال عن انزعاجه من تلك التناولات وقال : لقد أزعجني بعض الشيء هذه التخرصات التي لدى البعض وأحلام اليقظة التي يعيشونها بهدف المساس بوحدة القيادة السياسية من خلال توظيف المرض الذي يمكن أن يتعرض له أي إنسان ،لذلك فإن الحقيقة تظل هي ما يؤمن به الرجال ويظل الصدق هو مقياس لهذه الحقيقة .

وإختتم تصريحه قائلا: وإنشاء لله سأعود لمواصلة العمل ولا شئ غير ذلك بعد إنهاء العلاج ومواصلة المسيرة إلى جانب القائد الإنسان الرئيس على عبدالله صالح