يالا (تايلاند): أعلن مسؤولون محليون اليوم الاثنين ان حصيلة سلسلة الهجمات التي يشهدها الجنوب المسلم في تايلاند ارتفعت الى ثمانية قتلى وخمسة واربعين جريحا. وادى الاعتداء الاخير بالقنبلة صباح اليوم الاثنين الى مقتل لفتنانت كولونيل في الجيش التايلاندي امام منزله بمنطقة يالا كما اوضحت الشرطة. وهذه العمليات التي نسبت الى متمردين اسلاميين انفصاليين تزامنت مع السنة القمرية الجديدة.

وقتل ثلاثة اشخاص في تراشق بالنيران وخمسة اخرون في اعتداءات بالقنبلة في مناطق يالا وناراثيوات وباتاني بالقرب من ماليزيا كما اكد حكام هذه المناطق . كذلك سجلت حرائق متعمدة في سائر انحاء المنطقة وما زال 25 شخصا على الاقل في المستشفيات بحسب المصادر نفسها. واسفرت اعمال العنف في هذه المنطقة عن سقوط الفي قتيل على الاقل خلال ثلاث سنوات. ولم تعلن اي جهة مسؤوليتها عن الهجمات. وفي هذا القطاع الحدودي مع ماليزيا الذي كان فيما مضى سلطنة تتمتع نسبيا بالاستقلال ينتمي السكان بغالبيتهم الكبرى الى اتنية ماليزية مسلمة خلافا لبقية مناطق تايلاند التي يعتنق سكانها البوذية. وتأتي هذه التطورات فيما تسعى تايلاند وماليزيا الى بدء محادثات مع بعض جماعات المتمردين، علما بان قسما من المتمردين مقربا من التيار الاسلامي المتشدد لا يرغب باجراء اي مفاوضات مع بانكوك بحسب بعض المحللين.

واستبعدت السلطات اي رابط بين اعتداءات بانكوك وحركة التمرد الانفصالية التي تسببت بمقتل ما يقرب من الفي شخص منذ ثلاث سنوات في المناطق الجنوبية للبلاد على الحدود مع ماليزيا. وليل الاحد الاثنين كان الجنوب المالي والمسلم لتايلاند مسرحا ل33 اعتداء بالقنبلة و14 حريقا متعمدا وعمليتي تراشق بالنيران على ما اكدت السلطات المحلية.

والحصيلة هي ثلاثة اشخاص قتلوا بالتراشق بالنيران وخمسة قتلوا في تفجيرات. وما زال اكثر من 25 شخصا في المستشفيات اليوم. وتسببت قنبلة ايضا بوقوع اضرار في محطة كهربائية مما اغرق قسما كبيرا من مدينة باتاني في الظلمة خلال ساعة. وانتهت الليلة بتفجير عبوة ناسفة امام منزل لفتنانت كولونيل في الجيش التايلاندي ادى الى مقتله في منطقة يالا.

وقال المتحدث العسكري الكولونيل اسار تيبروش ان معظم الهجمات استهدفت مواقع بوذية وصينية فيما كان العديد من الاشخاص يحتفلون بالسنة القمرية الجديدة. واعتبر سوناي فاسوك المستشار في منظمة هيومن رايتس ووتش أن quot;الهدف هو ممارسة الضغط على التايلانديين البوذيين بمن فيهم من اصل صيني ليغادروا الجنوبquot; التايلاندي.

وفي هذه المنطقة الحدودية مع ماليزيا والتي كانت حتى قبل قرن من الزمن سلطنة تتمتع نسبيا بالاستقلال، ينتمي السكان بغالبيتهم الكبرى الى اتنية مالية مسلمة خلافا لبقية مناطق تايلاند التي يعتنق سكانها البوذية. وتأتي هذه الهجمات فيما تسعى تايلاند وماليزيا الى بدء محادثات مع بعض جماعات المتمردين.

وقال بعض المحللين ان قسما من المتمردين قريبين من التيار الاسلامي الراديكالي شددوا موقفهم خلال الاشهر الاخيرة ولا يريدون السماع باي حديث عن اي تفاوض مع بانكوك. وكان سورايود الذي التقى قبل بضعة ايام في تايلاند نظيره الماليزي عبدالله احمد بدوي، اعلن الجمعة الماضي انه يوافق بدون شروط على عرض تقدمت به كوالالمبور لتنظيم محادثات جديدة مع مجموعات من المتمردين.

ومنذ الانقلاب العسكري الذي اطاح في ايلول/سبتمبر برئيس الوزراء التايلاندي تاكسين شينواترا الذي كان مكروها في الجنوب المسلم تكثر السلطات الجديدة في بانكوك من بادرات الانفتاح باتجاه السكان والمتمردين الانفصاليين. لكن هؤلاء الاخيرين ينتمون الى مجموعات عديدة لا يعرف عنها الكثير ولا تتبنى مطلقا الاعتداءات.

وبحسب سوناي فان المتمردين منقسمون اكثر فاكثر بين الجيل القديم من الانفصاليين الناشطين منذ نحو ثلاثين سنة والمستعدين اليوم للحوار، وجيل جديد من المقاتلين القريبين من التيار الاسلامي الراديكالي والرافضين لاي تسوية مع بانكوك.