اندريه مهاوج من باريس : لم يعد فرنسوا بايرو مرشح اليمين الوسط للانتخابات الرئاسية في فرنسا مجرد ظاهرة او طفرة سياسية آنية ستضمحل تباعا مع اقتراب موعد الجولة الاولى من الانتخابات . فالرجل اصبح على ما يبدو رقما اساسيا في المعادلة الراهنة لا بد للساعين لدخول قصر الاليزيه من التنبه الى المنافسة الجدية التي يشكلها quot;ابن المزارعquot; الخارج من صفوف القاعدة العريضة اي من صفوف المزارعين الذين يشكلون الشريحة الاكبر من شرائح المجتمع الفرنسي .

ويوما بعد يوم يتاكد رسوخ بايرو في المعادلة الانتخابية بعدما استطاع ان يستقطب الناخبين من اليمين واليسار على حد سواء من خلال تشخيصه البسيط للاوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلاد ومن خلال قدرته على التعامل بديماغوجية مع اشلان السياسي العام عبر اقتباسه من برنامج المرشحة الاشتراكية سيغولان رويال كل ما يطمح اليه الناخبون اليساريون من تحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة في الحظوظ ومن خلال تبنيه النقاط الواردة في برنامج مرشح الغالبية الحاكمة نيقولا ساركوزي والتي يجمع عليها ناخبو اليمين .

وبفضل هذه القدرة اصبح بايرو المرشح الانسب للناخبين الاشتراكيين من انصار دومينيك ستروس خان ولورون فابيوس ومن انصار التيارات الاخرى داخل الحزب الاشتراكي والذين يعبرون ان سيغولان رويال لا تجسد طموحاتهم وانها تفتقد الى الخبرة في ادارة شؤون الدولة كما اصبح الرئيس الافضل بالنسبة الى الناخبين اليمينيين الذين يخافون من الطموحات الشخصية لنيقولا ساركوزي او بالنسبة الى اليمينيين المتشددين الذين يعتبرون ان بايرو قادر على تغليب مصلحة فرنسا والفرنسيين من دون ان يتهم بالعنصرية على غرار جان ماري لوبن في حين يبقى بايرو احد الرهانات الممكنة للرئيس جاك شيراك ومن بقي معه من مؤيدين لمنع ساركوزي من تحقيق احلامه في الوصول الى الرئاسة هذا اذا لم يترشح شيراك نفسه .

وقد تجلى صعود نجم بايرو اكثر ما تجلى باستطلاع للراي نشر في 15 من الشهر الحالي وجاء فيه ان بايرو سيفوز بالرئاسة في الدور الثاني من الانتخابات ايا كانت خصمه فهو سيحصل على 52 بالمئة من الاصوات اذا ما تواجه مع ساركوزي وعلى 54 بالمئة اذا ما تواجه مع رويال ولكن العقبة الاساسية امام بايرو تبقى في تخطي الدور الاول اذ انه حسب الاحصاءات سيحل في المرتبة الثالثة من هذا الدور مما سيرحمه من الانتقال الى الدور الثاني ولكن استطلاعا على الانترنيت هو الاول من نوعه كان الوحيد الذي اظهر ان بايرو قد ينتقل الى الدور الثاني بحصوله على 21 بالمئة من الاصوات متقدما على رويال التي لن تحصل الا على 19 بالمئة .

ومهما يكن فان بايرو يستقطب المزيد من الناخبين خصوصا من الذين لم يحسموا خيارهم بعد وهم يتخطون الثلاثين بالمئة في حين تشهد مؤلفاته اقبالا ومنها تحديدا كتاب quot; نعم مرافعة من اجل الدستور الاوروبي quot; الذي يؤكد فيه ان فرنسا تستمد قوتها من اوروبا ويبني بايرو مشروعه السياسي على نظرية بسسيطة تقوم على رفض هيمنة الدولة على الطريقة الاشتراكية وعلى رفض هيمنة الليبرالية على طريقة اليمين الجديد.