اندريه مهاوج من باريس: مع انتهاء قمة افريقيا فرنسا الرابعة والعشرين في مدينة كان الفرنسية تنتهي حقبة من النهج السياسي المعاصر في فرنسا ومن تاريخ طويل في العلاقات بين فرنسا والقارة الافريقية وضع ركنه الاساسي الجنرال الراحل شارل ديغول وورثه خلفاؤه في قصر الاليزيه وتحول الى تقليد عقد قمم مشتركة منذ عام 1973 .

فقمة كان التي انتهت اليوم انهت معها حصرية مشاركة دول افريقيا وفرنسا في هذه اللقاءات التي تعقد دوريا كل سنتين في فرنسا او في بلد افريقي . ولاول مرة حظيت اوروبا ومجموعة كبار هذا العالم بمقعد الشريك الكامل من خلال حضور المستشارة الالمانية انجيلا ماركيل بصفتها رئيسة الدورة الحالية للاتحاد الاوروبي ولمجموعة الدول الصناعية الثماني وقد عبرت ماركيل في كلمتها بوضوح عن الرغبة بدور اوروبي ريادي من خلال قولها quot;نريد ان نضطلع بمسؤلياتنا كاملة فلا وجود لما يسمى بالتحديات الافريقية من جهة مقابل التحديات الاوروبية في الجهة الاخرى بل هناك تحديات مشتركة قالت ماركيل مضيفة ان هذه المقاربة الجديدة للامور تدفعنا الى وضع رؤية واحدة .

قمة كان هي ايضا القمة الاخيرة للرئيس جاك شيراك وفقا لتوقعات الكثيرين على الرغم من ان سيد الاليزيه لم يقل كلمته النهائية بعد بل زاد الغموض غموضا في المؤتمر الصحافي الختامي، بشان قراره من الاستحقاق الرئاسي المقبل .فقد اجاب شيراك على سؤال عما اذا كان سيترشح لولاية ثالثة بالقول تسالون عما اذا كانت هذه القمة اخر قمة لي اقول لكم نعم انها الاخيرة هذه السنة . شيراك دعا كل المرشحين للانتخابات الرئاسية المقررة في ايار مايو المقبل الى ادراج الشؤون الافريقية في برامجهم الانتخابية قائلا اتمنى ان يعي كل المرشحين للانتخابات الرئاسية الاهمية القصوى التي تشكلها افريقيا بالنسبة الى العالم وان يعوا ايضا ان الاهمية التي ترتديها مساعدة افريقيا على تحقيق النمو بالنسبة الى التوازن والاستقرار في العالم بغض النظر عن كل المشاكل الاخلاقية التي تثيرها هذه القضية وان يعي الجميع كم هي اساسية العلاقات الفرنسية الافريقية بالنسبة لبلدنا فرنسا .

وكان الرئيس شيراك الذي جعل من نفسه مدافعا عن القضايا الافريقية في المحافل الدولية انتقد بشدة الدول الصناعية التي تستمر بتقديم الدعم لمزارعي القطن مما يحرم الدول الافريقية التي تعتمد على هذه الرزاعة من فرص متساوية لمواجهة المنافسة في الاسواق العالمية .

كذلك وافقت 18 دولة افريقية رسميا على انضمامها الى اتفاقية نظام التمويل الخاص لمحاربة الامراض الكبرى مثل فيروس فقدان المناعة المكتسبة السيدا او الايدزمن خلال فرض ضريبة خاصة على بطاقات السفر وهو فكرة تعود للرئيس شيراك الذي قال في حفل التوقيع ان محاربة الامراض المعدية هو واحد من المعارك الاكثر الحاحا واستعجالا في وقتنا الراهن .

الدول التي انضمت الى هذه الاتفاقية هي كل من جنوب افريقيا والبنين وبوركينا فاسو والكامرون والكونغو وساحل العاج والغابون وليبريا ومدغشقر ومالي وجزر موريس وناميبيا والنيجر وجمهورية افريقيا الوسطى والسنغال وتوغو وبذلك يرتفع عدد الدول الموقعة على هذه الاتفاقية الى 42 دولة على الرغم من تحفظات بعض الدول الكبرى في طليعتها الولايات المتحدة الاميركية.

النزاعات المسلحة التي تعصف بالقارة الافريقية طرحت على النقاش خلال القمة وتم على هامشها التوصل الى اتفاق بين السودان والتشاد وافريقيا الوسطى التزم من خلاله كل طرف باحترام سيادة الطرف الاخر وعدم دعم حركات التمرد المسلحة . ولكن فرنسا التي نفت ان تكون لعبت دور الوسيط بل دور المسهل في عقد اللقاء لم تستطع اقناع الرئيس السوداني عمر البشير بالموافقة النهائية على نشر قوات دولية في اقليم دارفور لمساندة قوة الاتحاد الافريقي المنتشرة هناك .

ازمة اخرى تعصف بافريقيا وهي الاضطرابات السياسية في غينيا حيث التزم المعنيون بحماية المدنيين ووضع الية سياسية للحل.