بشار دراغمه من رام الله: كشفت مصادر إسرائيلية اليوم الأربعاء أن هناك توجهاً لإقامة مشروع استيطاني جديد قرب مدينة القدس يعتبر هو الأكبر منذ عام 1967، وحسب صحيفة هآرتس الصادرة اليوم فإن أوساطا حكومية إسرائيلية تعمل منذ عدة أسابيع على تقديم مخطط لبناء حي استيطاني جديد في القدس الشرقية يشمل 11 ألف وحدة سكنية، بالقرب من حاجز قلنديا شرق القدس.

وتشمل الخطة حفر نفق من تحت الحي الفلسطيني كفر عقب لربط الحي الجديد بالكتلة الاستيطانية شرقها والتي تبقت خارج الجدار. وإذا ما بني بالفعل فسيكون هذا اكبر حي تقيمه إسرائيل خلف الخط الأخضر في منطقة القدس منذ 1967.

النائب عتنئيل شندلر من حزب كديما الحاكم، الضالع في الاتصالات لإقامة الحي، قال أمس إن وزارة الإسكان هي التي طورت الخطة وإنهم في بلدية القدس quot;فرحون بالفكرةquot;. وجاء من وزارة الإسكان الإسرائيلية أنه quot;لا علم للوزارة بمثل هذه الخطة. وفي الأغلب ndash;حسب المصادر الإسرائيلية- للواء القدس في الوزارة علم بذلك فقطquot;. وجاء من بلدية القدس أنه: quot;عند عرض الخطة بشكل مسؤول على البلدية، فإنها ستبحث فيها وتتخذ القرارquot;.

وحسب quot;هآرتسquot; فإنهم quot;في مكتب المهندسينquot;، الذي أعد الخطة، رفضوا القول من الذي أوصى بها. كما أنه ليس واضحاً من سيدفع لقاءها. ولم ترفع الخطة بعد لمصادقة لجنة التخطيط، وذلك لأنها حسب شندلر، توجد quot;في مرحلة فكرة فحص الخطةquot;. المحامي داني زيدمان من جمعية quot;عير عميمquot; قال إن مثل هذه الخطة ستؤدي إلى quot;بلقنةquot; القدس وستضع المصاعب أمام إيجاد تسوية إسرائيلية - فلسطينية لتقسيمها.

والحي الجديد سيبنى قرب حاجز قلنديا - الذي يفصل بين الأحياء الفلسطينية لشمال القدس وبين رام الله، في الطرف الشمالي من الأراضي التي ضمتها إسرائيل بعد حرب 1967. ويدور الحديث عن إحدى المناطق المدينية الفلسطينية الأكثر كثافة في الضفة الغربية.

ومنازل الحي من المخطط أن تقام على الأرض التي يوجد عليها اليوم المطار المهجور في عطروت ومصنع الصناعات الجوية. وكما هو معروف فان هذه الأراضي هي أراضي دولة أو أراضي الصندوق القومي لإسرائيل.

وحسب الخطة، فإن الحي الجديد سيربط بالمستوطنة الأصولية كوخاف يعقوب شرقه، من خلال طريق تحت أرضي بطول بضع مئات الأمتار. وسيمر الطريق المخطط له من تحت الحي الفلسطيني كفر عقب وتحت جدار الفصل التي توجد كوخاف يعقوب خارجه. مثل هذا النفق، إذا ما بني سيقصر جدا الطريق بين كتلة المستوطنات في منطقة بيت ايل وبين القدس.

ورغم تعقيب وزارة الإسكان فقد علمت quot;هآرتسquot; بان الخطة عرضت عدة مرات على محافل رسمية مختلفة، وفي واحد من اللقاءات على الأقل حضر مدير لواء القدس في وزارة الإسكان، موشيه مرحافيا. وحسب مصادر حكومية، يؤيد الخطة أيضا نائب رئيس بلدية القدس ورئيس اللجنة المحلية للتخطيط والبناء يهوشع بوليك.

وحسب شندلر، quot;رأيت المخططات لقسم البرامج في وزارة الإسكان، وتمتعت جدا برؤيتهاquot;. وعلل ضرورة الحي الجديد في أنه في أعقاب فشل quot;خطة صفديةquot; للبناء في غرب القدس، اشتدت الحاجة إلى البناء في داخل نطاق المدينة.

وأشار شندلر إلى أنه لان معظم الأصوليين في القدس يسكنون في الأحياء الشمالية فيها، فان الانتشار باتجاه عطروت يبدو الحل الأكثر منطقية، والذي سيمنع تحويل مركز المدينة إلى عربي - أصولي.

وشندلر، رئيس مجلس quot;يشعquot; للمستوطنين سابقا، يشغل اليوم أيضا دور رجل الارتباط بالمستوطنين لدى رئيس الوزراء إيهود أولمرت. وحسب أقواله فانه لم يتحدث عن الخطة مع أولمرت بعد ولكن quot;لمعرفتي مواقف الحكومة، هناك مصلحة إسرائيلية لإقامة حي في عطروتquot;.

نائب رئيس بلدية القدس السابق ميرون بنبنستي قال عن الخطة لبناء الحي انه توجد في المنطقة مشاكل quot;غير بسيطةquot;. وذلك على حد قوله لان بعضها تعود قبل العام 1967 الى سلطات محلية فلسطينية، مثل البيرة، التي توجد اليوم في أراضي السلطة الفلسطينية.