سبها (ليبيا) : انتقد الزعيم الليبي معمر القذافي النظام المالي العالمي امس واصفا اياه بأنه دكتاتورية قائمة على الخوف لكنه قال إن خيار ليبيا العملي الوحيد بعد سنوات من العقوبات هو قبول الواقع الجائر للتجارة العالمية.وقال القذافي في مناظرة علنية نادرة مع علماء غربيين إن ليبيا التي تسيطر الدولة على صحافتها قبلت الانترنت وقنوات التلفزيون التي تبث بالاقمار الصناعية لانها أظهرت لليبيين ما قال انه ضعف الديمقراطية الغربية.

ومضى يقول ان السلطات الكاسحة اليوم في أيدي من يملكون قوة اقتصادية وعسكرية تغرس الخوف في الآخرين مضيفا أنهم يستطيعون تجويع الناس واغلاق الابواب أمام صادراتهم من المواد الخام مثل البن أو النفط.وقال بشأن الشروط التي تفرضها الجهات الغربية المانحة للمساعدات على الدول الفقيرة انها دكتاتورية دولية تتم ممارستها ضد الناس وخصوصا الفقراء.واضاف ان اولئك الذين يهددون باستخدام القوة العسكرية أو بمجلس الامن التابع للامم المتحدة هم الذين يسيطرون على العالم وأن من يقف ضد المد فقد يتم تدميره.

ومضى يقول في المناظرة التي أقيمت في الذكرى الثلاثين لإعلانه الجماهيرية في ليبيا إن الليبيين أدركوا هذا جيدا ومن منطلق هذه الرؤية الواقعية والعملية حسنت ليبيا علاقاتها مع العالم.أقيمت المناقشة التي استغرقت ساعتين في غرفة صغيرة أمام مجموعة صغيرة من الصحفيين الذين تمت دعوتهم في سبها وهي بلدة صحراوية جنوبية أعلن فيها القذافي الجماهيرية في الثاني من مارس اذار عام 1977.

ويقول نقاد إن نظام الجماهيرية هو غطاء لاخفاء الحكم السلطوي ويقول مؤيدون ان هذا النظام يضمن للناس العاديين رأيا مباشرا في حكم أنفسهم.وحسن القذافي الذي كان منبوذا على الصعيد الدولي غالبية سنوات حكمه بسبب اتهام الغرب له بالارهاب موقفه في عام 2003 عندما قبلت ليبيا المسؤولية المدنية عن حادث لوكربي في اسكتلندا.وبعد شهور أعلنت طرابلس أنها ستتخلى عن برامجها لاسلحة الدمار الشامل. وأشادت لندن وواشنطن بهذا الاعلان وفي سبتمبر أيلول عام 2004 أنهى الرئيس الامريكي جورج بوش حظرا تجاريا أمريكيا بشكل رسمي.


وفي مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية بعد الاجتماع شكا القذافي من أن ليبيا لم تعوض بشكل مناسب مقابل تخليها عن الاسلحة النووية وقال انه نتيجة لذلك لم تحذ دول مثل ايران وكوريا الشمالية حذوه.واضاف ان هذا كان نموذجا لا بد وان يحتذى به ولكن ليبيا أصيبت بخيبة أمل لان الوعود التي قدمتها لها امريكا وبريطانيا حتي يمكنها التخلي عن قدراتها لم تنفذ ومن ثم فان تلك الدول لن تحذو حذو ليبيا.وقال القذافي إن ليبيا تقبل بأن التحول الاقتصادي قد يأتي في شكل عولمة حتى رغم قوله ان العولمة موجهة من مصالح مالية قوية.

واضاف ان ليبيا جزء من هذا العالم المتغير الذي تهيمن عليه العولمة وان صندوق النقد الدولي والبنك الدولي يفرضان شروطا قاسية بشدة وغير ملائمة على الدول الفقيرة.واستطرد أن من الممكن انتقادهما لكن لا يمكن البقاء خارج هذه المؤسسات واصفا ذلك بأنه مستحيل في الوقت الراهن.

وكرر الزعيم الليبي وجهة نظره بشأن أن ديمقراطية التمثيل هي دكتاتورية الواحد وخمسين في المئة.وقال لعالم السياسة الامريكي بنيامين باربر وعالم الاجتماع البريطاني انتوني جيدينز في نقاش أداره الصحفي التلفزيوني البريطاني ديفيد فروست ان نسبة 51 في المئة ليست ديمقراطية لانها تعني أن 49 في المئة ضد الفائز.

ومضى يقول ان الدولة الواقعة في شمال أفريقيا البالغ عدد سكانها ستة ملايين نسمة ستواصل نظام الجماهيرية لانه يتيح للناس العاديين بالفعل ان يكون لهم رأي أكثر من الانتخابات الغربية التي قال ان عدم مبالاة الناخبين تؤدي الى اضعافها.