أسامة مهدي من لندن: وجه العراق تحذيرا إلى برلمانات العالم من أن انتصار الإرهاب على أراضيه سيخل بميزان القوى الدولية ويعرض منظومة القيم العالمية لخطر كبير بينما بحث رئيس مجلس النواب العراقي محمود المشهداني مع نظيره الايطالي بيرتونونتي الأوضاع في العراق والعالم ووسائل العمل من اجل تنسيق المواقف حول القضايا والمشاكل التي تواجه العالم كالأمن والفقر وتعزيز الحوار بين الحضارات.

وأشار المشهداني في كلمة له خلال المؤتمر الدولي حول دور البرلمانات في تطوير وتنمية مجتمع المعلومات المنعقد في روما حاليا إلى أن العالم والعراق بخاصة يمر بمرحلة بالغة الدقة والحساسية تتمثل بالإرهاب العالمي ومحاولة مصادرة منجزات الحضارة الإنسانية المعاصرة إلى جانب اختلال ميزان القوى الدولية.

وأضاف انه في حال تقاعس المجتمع الدولي عن دعم الشعب العراقي في معركته الضارية ضد الإجرام والإرهاب فأن منظومة القيم العالمية ستتعرض لخطر كبير وسيتأثر الواقع الدولي الراهن حتما، بشكل أو بأخر.

وأضاف أن قدرة العالم على توظيف واستثمار الانجازات العلمية والمعرفية والتكنولوجية المتطورة سيسهم في ربط العالم ببعضه ويساعد على معالجة كثير من المشاكل العالمية ويقلل الهوة بين عالمي الشمال والجنوب ويعزز الحوار والتواصل بين الحضارات المختلفة.

وشدد على أن خلق عالم الكتروني لن يجعل منا قرية صغيرة فحسب بل عالما اكثر شفافية وتطورا وقدرة على مواجهة الأزمات والتحديات بسبب سهولة وسرعة حركة وتبادل المعلومات.


وكان المشهداني بحث قبل ذلك مع رئيس مجلس النواب الايطالي بيرتونونتي الأوضاع في العراق والعالم.

وقد أكد بيرتونونتي حرص برلمان بلاده على العمل المشترك مع البرلمان العراقي لتنسيق المواقف حول القضايا والمشاكل التي تواجه العالم كالأمن والفقر وتعزيز الحوار بين الحضارات.

وشدد على التزام بلاده بإحلال السلام في العراق وأعماره وحرص البرلمان الايطالي على تطوير العلاقات البرلمانية مع مجلس النواب العراقي وتوسيع آفاق التعاون.

وأوضح إمكانية تحديد المجالات ونوع المساعدة والدعم الذي يمكن لايطاليا تقديمها للعراق في المرحلة المقبلة عبر لقاءات ثنائية بين أعضاء مجلسي البلدين.
ومن جهته استعرض المشهداني تطورات الأوضاع الأمنية والسياسية في العراق مشيرا إلى حجم الدمار الذي لحق بالعراق وشعبه جراء الحروب المتعاقبة.

وأضاف quot;لقد اخترنا طريق الديمقراطية لأنها السبيل الأمثل لبناء بلدنا واستعادة شعبنا لمكانته الحضارية بين شعوب العالم ولن تعود العجلة إلى الوراء مهما كلفت التضحياتquot;.

وأشار إلى أن التجربة الديمقراطية والبرلمانية العراقية بحاجة إلى دعم ومساعدة الأصدقاء والتعرف على تجارب الشعوب في العالم بهذا الشأن لضمان نجاحها وتطورها.
وجدد حرص العراق على تطوير العلاقات مع ايطاليا الصديقة بمختلف المجالات لاسيما البرلمانية. ودعا المجتمع الدولي إلى مضاعفة جهوده لإحلال السلام في العالم وتعزيز الحوار وتقليل الفجوة بين عالمي الشمال والجنوب لأنها الطريق الأمثل للقضاء على الإرهاب والفقر في العالم.