محللون: واشنطن تعترف بدور دمشق وطهران

واشنطن: أعلنت الولايات المتحدة اليوم أن وفدها المشارك في المؤتمر الإقليمي حول العراق المقرر عقده في بغداد السبت المقبل سيناقش مع نظيره الإيراني مسألة الأسلحة الإيرانية المستخدمة ضد الجنود الأميركيين في العراق. وقال المتحدث باسم الخارجيةالأميركية شون ماكورماك في لقاء مع الصحافيين هنا إنه إذا كانت حماية الجنود الأميركيين في العراق تتطلب إجراء محادثات مع الوفد الإيراني في المؤتمر فإن الولايات المتحدة سوف تنتهز تلك الفرصة للتحدث إلى الإيرانيين.

وأضاف أنه إذا ما توافرت الفرصة لإثارة قضية المتفجرات القادرة على إختراق الدروع والدعم الإيراني للشبكات المسلحة في العراق وإمدادها بالتكنولوجيا اللازمة لصناعة هذه المتفجرات، فإن الوفد الأميركي سوف يثير القضية كونها متعلقة بحماية قواتنا، مشيرًا إلى أن بلاده ستنتهز أي فرصة لضمان حماية القوات الأميركية من أي تهديدات.

واعتبر ماكورماك المؤتمر جزءًا من الدبلوماسية العراقية الإقليمية التي يعمل من خلالها العراقيون مع جيرانهم في سبيل تحسين العلاقات على نحو يساعدهم في العملية السياسية في البلاد، فضلاً عن إطلاع جيران العراق على خطط الحكومة بشأن الإصلاح الإقتصادي والسياسي والأمني. وتوقع أن يشهد المؤتمر تركيزًا على الأمن، وأن يتم عرض خطة تأمين بغداد على المشاركين وطرح القضايا الأمنية التي تتطلب نقاشًا بين العراق وجيرانها لا سيما في ما يتعلق بالسيطرة على الحدود وتأمين عمليات نقل الكهرباء والوقود وسائر البضائع الأخرى.

وقال ماكورماك أن مؤتمر بغداد سوف يمهد لاجتماع لاحق في نيسان (ابريل) المقبل على مستوى وزاري بين الدول المشاركة، مشيرًا إلى أن المؤتمر سيكون الأول الذي تشارك فيه الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا. وأضاف أن العراق هي التي وضعت جدول أعمال المؤتمر وحددت القضايا المطروحة فيه مشيرًا إلى أن العراقيين تبنوا المبادرة في صياغة بيان قد يصدر عن الإجتماع المقبل أو الذي يليه.

ونفى ماكورماك علمه بما إذا كان السفيرالأميركي لدى العراق زلماي خليل زاد أو المستشار الخاص لوزيرة الخارجية لشؤون العراق ديفيد ساترفيلد سيشاركان في المحادثات المزمعة مع إيران، مشيرًا إلى أن بلاده لم ترتب حتى الآن لعقد لقاء مع الوفد الإيراني بالنظر إلى أن العراقيين مسؤولون عن جدول الأعمال. وقال إن المحادثات التي قد يتم إجراؤها مع إيران لن تتطرق إلى الملف النووي الإيراني بالنظر إلى أن تلك القضية يتم التعامل معها عبر الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا.

وحث ماكورماك الدول المجاورة للعراق على الإنصات لما سيطرحه العراقيون حول قضايا الأمن بشكل خاص، والمشاركة بفعالية في المؤتمر ومناقشة الإلتزامات التي بإمكانهم التعهد بها لمساعدة الحكومة العراقية. واعتبر أن جهود دول الجوار العراقي من شأنها دعم الجهود المبذولة من جانب التحالف الدولي من أجل العراق لتنفيذ مشاريع إعادة الإعمار والإصلاح الإقتصادي في البلاد.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض توني سنو في تصريح صحافي حتى تكون مفيدة، يتعين على إيران بذل ما بوسعها حتى لا تصدر إلى العراق مزيدًا من الأشخاص الذين يقومون بأعمال إرهابية، وأسلحة تستخدم لقتل أميركيين وعراقيين وسواهم، بهدف تقويض الحكومة العراقية.

وأضاف: quot;يستطيع الإيرانيون القيام ببعض الأمور للتأكيد على أنهم جيران جيديّون. ونأمل في أن يفعلوا ذلكquot;. وأكد وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي اليوم أن ايران ستشارك في مؤتمر دولي السبت في بغداد لإعادة الإستقرار إلى العراق. ووافقت الولايات المتحدة أيضًا على المشاركة في هذا المؤتمر الذي دعت إليه حكومة نوري المالكي الدول المجاورة للعراق، والأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي.

وبذلك ستتاح للإميركيين والإيرانيين الفرصة لأول إتصال مباشر منذ أشهر. واعتبر القرار الأميركي المشاركة في المؤتمر، على نطاق واسع، تغييرًا في الموقف من إيران وسوريا. وترفض الولايات المتحدة منذ أشهر التحدث مع عدويها اللدودين في المنطقة. وأبلغ الرئيس جورج بوش إيران وسوريا أن هذا المؤتمر سيكون إختبارًا لهما.لكن المتحدث باسمه حذّر من محاولة توقع محادثات ثنائية حول مواضيع غير الشأن العراقي. وهو يشير بالتأكيد إلى الجهود الدولية لحمل إيران على التخلي عن نشاطاتها لتخصيب اليورانيوم.