واشنطن: أرسلت الولايات المتحدة يوم الخميس أوضح إشاراتها حتى الآن على أنها مستعدة لاجراء محادثات ثنائية مع إيران وسوريا قائلة انها لن ترفض المحادثات الثنائية معهما في مؤتمر دول الجوار الذي يعقد مطلع الاسبوع القادم اذا رغبت أي من الدولتين مناقشة تحقيق استقرار العراق.

وقال ديفيد ساترفيلد منسق وزارة الخارجية المسؤول عن العراق للصحفيين quot;اذا تمت مفاتحتنا...من جانب السوريين أو الإيرانيين لمناقشة قضية متعلقة بالعراق وثيقة الصلة بهذا الموضوع وهو عراق مستقر وامن ويسوده السلام وديمقراطي لن نستدير ونسير مبتعدين.quot;

ولكنه قال ان مسألة عقد مثل هذه المحادثات من عدمه ستعتمد جزئيا على موقف السوريين والإيرانيين في المؤتمر الذي يعقد يوم السبت في بغداد ويجمع دول الجوار العراقي والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن الدولي بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة.

وتتهم الولايات المتحدة إيران وسوريا بتشجيع نشاط الجماعات المسلحة في العراق حيث يستعر العنف بعد أربع سنوات من غزو القوات التي تقودها الولايات المتحدة للبلاد للاطاحة بالرئيس السابق صدام حسين. ويبقى نحو 140 ألف جندي أميركي في العراق بهدف هزيمة الجماعات المسلحة واعادة الاستقرار.

وتتهم واشنطن عناصر إيرانية بتوفير قنابل متطورة توضع على الطريق استخدمت ضد القوات الأميركية في العراق. وتتهم سوريا بالسماح للمسلحين بالدخول الى العراق وايواء بعثيين يساندون التمرد.

وتنفي إيران وسوريا اذكاء العنف في العراق.

ولا ترتبط الولايات المتحدة بعلاقات دبلوماسية مع إيران لكنها أجرت معها اتصالات دبلوماسية في مناقشات متعددة الاطراف لكنها كانت ترفض المحادثات الثنائية مع طهران.

وعرضت الولايات المتحدة اجراء محادثات مع إيران اذا أوقفت طهران أولا تخصيب اليورانيوم وهي عملية يمكن أن تنتج الوقود لتوليد الكهرباء أو لصنع القنابل النووية. ورفضت إيران حتى الان تنفيذ ذلك وتقول ان برنامجها النووي مخصص لاغراض سلمية.

وللولايات المتحدة علاقات دبلوماسية مع سوريا الا أنها سحبت سفيرها لدى دمشق أوائل عام 2005 ولم تجر أي اتصالات رفيعة المستوى على مدى العامين الماضيين.

وستشكل محادثات السبت فرصة لاجراء محادثات ثنائية بين الولايات المتحدة والدولتين.

وفي اشارة أخرى على أنها تحاول التفاهم مع سوريا بشأن العراق غادرت مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية ايلين ساوربيري واشنطن يوم الخميس لاجراء محادثات في سوريا وكذلك الاردن ومصر بشأن محنة ما يقدر بمليوني عراقي فروا من البلاد منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في مارس اذار من عام 2003.

وامتنع ساترفيلد الذي سيحضر مؤتمر الجوار مع سفير الولايات المتحدة السابق الى العراق زلماي خليل زاد عن القول بشكل قاطع ما اذا كان مسؤولون أميركيون سيدخلون في محادثات ثنائية مع الإيرانيين أو السوريين خلال المؤتمر.

وقال انه اذا عقدت مثل هذه المحادثات quot;فالسيناريو الخاص بنا...هو ايضاح...أن لدينا مخاوف حقيقية من الافعال التي تصدر من الدولتين وتساهم في العنف والارهاب داخل العراق.quot;

وقال للصحفيين quot;الامر يعتمد على كيفية تطور المناقشات ولسنا الطرف الوحيد في هذه المناقشات. ما يختار الإيرانيون والسوريون فعله هو ايضا جزء لا يتجزأ من المسألة.quot;

وقال المسؤول الأميركي وهو اكبر مستشار لوزيرة الخارجية الأميركية كوندليزا رايس في شؤون العراق ان الولايات المتحدة ستوضح رغبتها في أن تتخذ سوريا وإيران خطوات لتهدئة العنف خلال المحادثات متعددة الاطراف.

ولدى سؤاله عما تريد الولايات المتحدة من الدولتين فعله قال quot;منع مرور الاسلحة عبر حدودهما وعدم المساهمة في العنف سواء كان هذا العنف موجها نحو قوات التحالف أو نحو العراقيين الابرياء ووقف توفير التدريب لعناصر في العراق تثير أو تنفذ أعمال العنف.quot;

وقال ساترفيلد ان الولايات المتحدة ستثير هذه القضايا في المحادثات الجماعية واضاف انه يأمل أن يؤدي الاجتماع الى مزيد من الدعم الدبلوماسي والاقتصادي والامني للعراق من جيرانه ومن ذلك تخفيف الديون من دول الخليج.

وقال جون ألترمان محلل شؤون الشرق الاوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن ان تصريحات ساترفيلد تنبيء بان الولايات المتحدة تدعو إيران وسوريا الى مفاتحة واشنطن في هذا الشأن.

وقال ألترمان quot;انها ... دعوة الى السوريين والى الإيرانيين لاثار المسائل مع الولايات المتحدة.quot; واضاف قوله انه يتوقع ان تجرى اتصالات غير رسمية بين مسؤولي الولايات المتحدة وسوريا وإيران في الاجتماع وربما تجرى اتصالات من خلال مجموعات العمل التي ستتشكل اثناء المؤتمر.

من أرشد محمد