بيروت:إعتبر رئيس كتلة حزب الله البرلمانية اللبنانية النائب محمد رعد اليوم أن الظروف الراهنة مؤاتية ومساعدة جدًا لكي تخرج إجتماعات رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس تيار المستقبل سعد الحريري بتسوية مرضية على قاعدة لا غالب ولا مغلوب. وأكد رعد في تصريح صحافي أهمية الإستفادة من هذه الظروف لمصلحة لبنان واللبنانيين واصفًا أجواء لقاءات بري والحريري بالجيدة.

وحذر من محاولات إلتفافية ومناورات تركز على نزع سلاح المقاومة مشيرًا إلى أن هذه المحاولات يسعى بعضهم لأن يدخّلها حتى خلال التسويات التي نتطلع إلى أن تحقق نتائجها المرضية.

وقال إن الظروف الإقليمية التي تتعاطى إيجابيًّا مع التوصل إلى حلول للتسوية، هي جيدة ومساعدة يجب أن تلاقيها إرادة وطنية جامعة حتى تنضج التسوية التي قاعدتها الأساس هي محكمة ذات طابع دولي تدخل عليها تعديلات تضمن عدم تسييسها وسيرها في الإتجاه الذي يسلك حقيقة جريمة إغتيال الحريري وحكومة وحدة وطنية تتشكل من 11 وزيرًا للمعارضة و19 للموالاة.

لبنان أمام منعطف سياسي يتجه نحو الحل أو التصعيد

يقف لبنان حاليًا أمام منعطف سياسي يتجه به إما لمرحلة إنهاء الأزمة السياسية التي دخلت شهرها الرابع أو إنتظار جولة جديدة من التصعيد السياسي بين الأكثرية النيابية والمعارضة. وأضفى الإجتماع الثاني بين رئيس كتلة (المستقبل) النيابية النائب سعد الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري جرعة إضافية من التفاؤل على أكثر من مستوى وبقي موضوع متابعة وإهتمام داخلي وخارجي لا سيما وأن الطرفين أكدا في بيان مشترك أهمية إبقاء المشاورات مفتوحة وبوتيرة سريعة وجدية من أجل إيجاد مخارج عملية للأزمة الراهنة.

ومن المتوقع أن تشهد الساعات الـ48 المقبلة إجتماعًا ثالثا بين بري والحريري فور عودة الأخير من دولة الإمارات العربية المتحدة على أن يسبق الإجتماع السير بالآلية التشاورية نفسها التي يتبعانها في العلاقة مع حلفائهما من أجل حشد أكبر تأييد للنقاط التي تم التوافق عليها حتى الآن.

وأعلن بري أن بحثه مع الحريري تركز على quot;خريطة طريقquot; للوصول إلى حل قبل القمة العربية التي ستنعقد في الرياض أواخر الشهر الجاري. وذكرت مصادر سياسية مطلعة لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) أن البحث تركز بين الرجلين على مسألة رئيسية هي تشكيل حكومة وحدة وطنية تحمل صيغة (19 زائد 11) مرفقة بضمانات حول عدم الإستقالة وعدم تعطيل المحكمة ذات الطابع الدولي التي ستنظر في قضية إغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري.

ورأت المصادر أن معطيات الإجتماعين الأولين بين بري والحريري تشير lsquo;لى أنهما سيدخلان مرحلة وضع النقاط على حروف quot;خريطة الطريقquot; في حال نجاحهما في إخراج التسوية المطلوبة بعد موافقة الأكثرية والمعارضة عليها.

وبدأت الأزمة السياسية في لبنان إثر فشل جلسات التشاور في نوفمبر الماضي والفشل أيضا في الإتفاق على إقرار نظام المحكمة الدولية ممّا أدى إلى إستقالة خمسة وزراء من حركة أمل وحزب الله تبعهم وزير سادس إلا أن ذلك لم يمنع الحكومة من إقرار مسودة المحكمة الدولية.

ونسبت صحيفة (الأنوار) اللبنانية الصادرة اليوم إلى مصادر سياسية مطلعة القول إن ما يسعى إليه بري والحريري قد بات يتجاوز مسألة تسوية موقتة بمقدار ما يصب في إطار حل شامل، بحيث سيتم توسيع لائحة البنود المطروحة للتوافق في شأنها. وإن هناك إقتراحًا بقيام صفقة سياسية شاملة تتجاوز توسيع الحكومة إلى تشكيل حكومة جديدة من 24 وزيرًا تتولى تنفيذ البنود المطروحة.

في غضون ذلك نقلت صحيفة (النهار) عن مصادر في حزب الله، خشيتها من تعرض هذه المساعي للعرقلة والعقبات على رغم المناخ الإيجابي الذي تسعى إليه الإتصالات السعودية الإيرانية والتي توجت بلقاءات بري والحريري. وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله قد رحب في خطاب له الجمعة الماضي بلقاءات بري والحريري التي تعد الأولى التي تجمع زعيمين أحدهما من الأكثرية والآخر من المعارضة منذ بدء الأزمة داعيًا إلى التعاطي معها بإيجابية وبواقعية.

ومواكبة للأجواء الإيجابية قررت الحكومة اللبنانية تأجيل جلسة مجلس الوزراء التي كانت مقررة يوم أمس السبت إلى الثلاثاء المقبل لبحث تشكيل وفد لبنان إلى قمة الرياض التي تعقد في 28 و29 الجاري.