أيمن بن التهامي، أحمد نجيم من الدار البيضاء: كشفت مصادر أمنية جد مطلعة أن عبد الحسيني، الذي اعتقل مؤخرا في مقهى للإنترنت بحي الحداوية في سيدي معروف بالدار البيضاء، والمشتبه في تورطه باعتداءات 16(آيار) مايو الإرهابية، كان يعمل على تشكيل مجموعة من الخلايا الإرهابية التي كانت تستعد لتنفيذ اعتداءات ضد مواقع حساسة في عدد من مدن المملكة.خبراء يجمعون الأدلة بعد تفجير كازابلانكا
وتعتقد المصادر نفسها، ل quot;إيلافquot;، أن يكون الحسيني، الذي يرجح بأنه ينتمي إلى quot;الجماعة الإسلامية المغربية المقاتلةquot;، استغل فترة اختفائه، منذ اعتداءات الدار البيضاء، وإفلاته من المراقبة الأمنية، في تكوين خلايا متفرقة وتدريبها على صنع المتفجرات، وهي الفرضية التي عززها اكتشاف كميات ضخمة من مواد تستعمل في تصنيع المتفجرات، في منزل كان يكتريه الانتحاريان المفترضان، الذين فجر أحدهما نفسه بمقهى الأنترنيت، يوم الأحد، في شارع الأدارسة بحي سيدي مومن في المدينة ذاتها.
وأفادت المصادر عينها أن سعد، الذي يعرف بكونه quot;المسؤول عن اللجنة العسكرية للجماعةالمذكورة، ويعتقد أنه صنع المتفجرات التي استعملت في اعتداءات البيضاء، وكان من بين المخططين الرئيسيين لها، يعد quot;صيدا ثميناquot;، مشيرة إلى أن اعتقاله أربك الانتحاريين ودفعهم إلى التعجيل بتنفيذ المخطط الإجرامي المتفق عليه، عكس ما وقع في هجمات 16 مايو التي تأخر تنفيذها بأسبوع عن الموعد المحدد في المرة الأولى.
وكشفت المصالح الأمن، ليل أمس، حوالى 200 كيلوغرام من المواد التي تستخدم في صنع المتفجرات في منزل بالمدينة، كما عثرت فيه أيضا على بطاقة هوية تعود للانتحاري عبد الفتاح الرايدي الذي فجر الحزام الناسف في المقهى المذكور. كما عثرت المصالح ذاتها، التي كانت تشتغل بحذر شديد خوفا من أي انفجار محتمل للمواد المحجوزة، حقيبتين رياضيتين، وسكينين من الحجم الكبير، وخلاط كهربائي، ومجموعة من القنينات الزجاجية بها سوائل بيضاء، وكيس ونصف به من الحجم الكبير به مسحوق أبيض، وكرتونتين، واحدة بها قنينات زجاجية فارغة، وأخرى بها قنينات بلاستيكية، إلى جانب قنينة أخرى مملوءة بمحلول أصفر، وحصير بلاستيكي، وغطاء صوفي، وجهاز ميكانيكي لم يعرف نوعه، وقطع غيار أخرى متنوعة تساعد على صنع المتفجرات.
إجتماع أمني طارئ و وزير الداخلية يتفقد المصابين بلاغات كاذبة بخصوص عمليات إرهابية تربك البيضاويين |
وعملت مصالح الأمن والسلطات المحلية، التي ضربت طوقا على جميع المنافذ المؤدية للمنزل، حوالي الساعة التاسعة من ليلة أول أمس الثلاثاء، على إفراغ المساكن المجاورة، للمنزل رقم 32 الزنقة 16، بحي مولاي رشيد، خاصة سكان الزنقة 16 والزنقة 15، الذين نقل البعض منهم للمبيت في فندق سوق الجملة، فيما فضل البعض قضاء الليل يتابع تطورات حادث أصاب سكان الحي بالذهول.
ويعد الحسيني مهندسا فيزيائيا، خبيرا في صناعة المتفجرات القوية، وكان درس بإسبانيا قبل أن يرحل إلى أفغانستان، حيث تلقى تدريبا بمعسكر الفاروق، وشارك في قتال القوات الأميركية، وبعد اشتداد القصف الجوي الأميركي على أفغانستان، هرب إلى سوريا، حيث اعتقلته سلطاتها على الحدود مع العراق، وسلمته إلى نظيرتها المغربية.
وبمجرد إيقاف المتهم، بدأ القاضي الإسباني خوان ديل أولمو، المكلف التحقيق في تفجيرات مدريد 2004، الاستعداد للانتقال إلى المغرب للتحقيق مع الحسيني الموجود رهن الاعتقال، كونه أيضا أحد الضالعين في الاعداد للهجمات. وتشير التحقيقات إلى أن الأمن توصل إلى مكان الحسيني بعد رصد مكالمة هاتفية أجراها من داخل أحد نوادي الانترنت بحي سيدي معروف، مبرزة أنه ما إن أنهى الاتصال حتى ألقت عليه عناصر الشرطة القبض رفقة شخص آخر كان يجلس بجانبه، لم تحدد هويته بعد.
العاهل المغربي يحيي موقف المواطن الذي تصدى للإرهاب
من جهة ثانيةبعث العاهل المغربي الملك محمد السادس رسالة إلى المصابين في اعتداء الأحد المنصرم بأحد نوادي الانترنت بالدار البيضاء. وأشاد بالموقف البطولي والشجاع للمغربي محمد الفايز، صاحب النادي الذي تصدى لهجوم إرهابي، وقالت رسالة العاهل المغربي إن عمله البطولي كان لهquot;quot; أكبر الفضل في التصدي للشخصين الارهابيين اللذين كانا يهمان باقتراف أعمال إجرامية مما كان له بالغ الأثر في التخفيف من فداحة الخسائر.
وفي الرسالة نفسها واسى العاهل المغربي أسر الجرحى وأبدى تعاطفه معهم في هذه الظروف، وأكد أن تلك الأسر ستتمتع quot;بكامل عطف جلالته وسابغ رضاهquot;. وكان وزير الداخلية شكيب بنموسى أشاد، هو الآخر، أمس الثلاثاء ببطولة المغاربة الذين صدوا الإرهاب، وقد زار محمد الفايز في مستشفى محمد الخامس بالدار البيضاء، وأثنى على عمله البطولي.
الشاب المغربي هو مواطن عادي، لم ينه دراسته، غادر المدرسة في السنة الثانوية الثانية حيث كان يدرس علوم رياضية، وكان ذكيا، حسب أصدقائه ومعارفه. هاجر محمد إلى إيطاليا سنة 1999، بعد أربع سنوات من العمل عاد الشاب إلى المغرب، عاد إلى حيه ليفكر في مشروع quot;نادي للانترنتquot;. فشل في تجربة زواج، وخرج منها بطفل صغير. معروف باستقامته وحبه للحياة. يتحدث اللغتين الفرنسية والإيطالية بطلاقة. وقد أضحى حاليا بطلا كبيرا في المغرب، يشيد الكل ببطولته وشجاعته في تجنب المغرب ضربة إرهابية.
التعليقات