وسيم الدندشي من الرياض: وجه ضابط الإتصال في تنظيم القاعدة عطية الله (عبدالرحمن) الليبي رسالة عبر أحد المنتديات التي يستخدمها تنظيم القاعدة كمنبر إعلامي يقتصر على أعضاء معدودين ومغلق أمام الجمهور، تعليقًا منه على خطاب الرجل الثاني في تنظيم القاعدة الدكتور أيمن الظواهري، محذرًا من quot;المزالق الخطرة التي إنزلقت إليها (حركة حماس) وبيان خطئها في دخولها ما يسمى باللعبة السياسية وتولّي الحكومة في ظل نظام السلطة المرتدة، وما في ذلك من إنحرافات واضحة تتمثل بمجموعة متراكمة من الأخطاء الشرعية المتعلقة بالتعامل مع المرتدين والوثوق في بعضهم وإظهار الموالاة والمؤاخاة لهم والتصريح باحترام دستورهم وقانونهم والعمل به، وإحترام الإتفاقات الباطلة المبرمة بين مرتدي السلطة وفتح وبين العدو اليهوديquot;.


وأيد عطية الله الليبي في رسالته عبر منتدى الحسبة (قسم الاحتساب في السياسة الشرعية) التي نشرت مساء أمس الأول الثلاثاء، الظواهري باعتبار أن ما أقدمت عليه حركة حماس من دخول مجالس التشريع الشركية، وتولي الحكومة التنفيذية لسلطة المرتدين، والتعرّض للإهانة والإذلال، والتوقيع على إحترام الاتفاقات الباطلة، واحترام الدستور والقانون ، وإظهار الوحدة الوطنية والتآخي مع المرتدين، هو في المحصلة قد ترك للجهاد والمقاومة، رغم تصريح حماس وتأكيداتها المتكررة بأنها لم ولن تترك المقاومة والسلاح، ولكن ليس لمثل الشيخ أيمن أن يغترّ بالتصريحات والتأكيدات اللفظية، وهو يرى الأفعال المخالفة.

التلبيس على الشهداء

ووجه الليبي حديثه إلى حركة حماس، ردًا على إعلانها عدم تخليها عن طريق المقاومة، بأن ذلك يتطلب منها تحقيق عدم التخلي عن خيار الجهاد، بالجهاد فعلاً، وتحقيق الكفر بالإتفاقات الباطلة التي تعطي الحق لليهود في موضع أصبُع من أرض الإسلام، وتحقيق الولاء والبراء على أساس دين الإسلام فقط لا غير، الجواب بالأفعال والإستقامة على دين الله وشريعته لا بالأقوال المجردة والتطمينات. مضيفاً أن ما تردده حماس باستمرار، أنها قدمت ولا زالت تقدم شهداءً من أعضائها، فإن هذا الكلام وإن كان فيه بعضُ الحق، ففيه بإزائه قدرٌ لا بأس به من التلبيس... لأن الكثير من الشهداء ممن تقدمهم حماس، ليسوا بالضرورة موافقين على ما ننتقده من انحراف الحركة وضلالها، ولا مؤيدين لها فيه. وأضاف: quot;وقد قلتُ إننا نعلم وجود الكثير من المجاهدين كذلك، رغم أنهم يجاهدون أعداء الله في إطار حركة حماس، أضف إلى ذلك أن الكثير من الشهداء الذين تقدمهم حركة حماس هم من عامة المسلمين، فأي مزيّة لحماس فيهم، أعني أنهم ليسوا لها جنودًا وأعضاء، وإنما هم من عموم أهل الإسلام ممن قد يوافقها أو يخالفها، يحبها أو يبغضهاquot;.

قيادة حماس... وحماس

وقد أوضح الليبي أن الظواهري فرّق في خطابه بين قيادة حماس وبين سائر حماس تفريقًا واضحًا، لأنه لم يضع الجميع في درجة واحدة، وهذا واضح من خلال عبارته: quot;ويؤسفني أن أواجه الأمة المسلمة بالحقيقة فأقول لها: عظم الله أجرك في قيادة حماس، فقد سقطت في مستنقع الاستسلام، ولذا فإني أهيب بإخواني إخوة الرباط والاستشهاد والجهاد في فلسطين أن يعلموا أنهم مجاهدون في سبيل الله، وأن عليهم أن ينبذوا القرارات الدولية التي سلمت فلسطين لليهود، وألا يحترموها بل يحتقروها ويستنكروها ويتبرؤا منها، وأن يواصلوا جهادهم في سبيل اللهquot;.

مرجحاً بأن الظواهري والقاعدة وراءه، قد اختارت توجيه النقد العلني لحماس بهذه الحدّة أمام الجمهور بهدف تبيان أخطاء حماس وتحذير المسلمين في فلسطين وغيرها من هذه الأخطاء، وعدم السكوت عنها، أعني في العلن، وإلا ففي السرّ وفي ما بينهم وبين إخوانهم هم لا يسكتون على ما يرونه باطلاً، لأنها من الباطل والمخالفات الشرعية الكبيرة الواضحة. وأضاف أن هناك قناعة يبدو أنها تشكلت لدى قادة القاعدة في أن الإصلاح صار عسيرًا، وأنه لا بد من التغيير.
وبين الليبي في رسالته بأنه فهم من خطاب الظواهري أنه لا يعيب على حماس عقد هدنةٍ موقتة مع العدوّ متى احتاجت إليها، ما دامت الهدنة بابًا من أبواب الجهاد ، بل ولا يعيب عليها أن تحقن الدم الفلسطيني.
وكان الظواهري في خطابه الإثنين الماضي قد وجه نقدًا لاذعًا لحركة حماس قائلاً: quot;اتفقوا إن شئتم على حقن الدم الفلسطيني، ولكن لا تتفقوا على بيع فلسطينquot;. وقال: quot;واليوم، في زمن الصفقة، تسلم قيادة حماس اليهود معظم فلسطين. وإنها لحقت أخيرًا بقطار السادات للذل والإستذلالquot; .

من هو الليبي

هو عطية عبد الرحمن قيادي في القاعدة تلقى العلم الشرعي في موريتانيا قبل أن ينتقل إلى أفغانستان، إنفصل عن القاعدة بعد عامين عاشهما في الجزائر حاول فيهما أن ينسق ويصلح الخلافات ما بين قادة الجماعات الجزائرية المسلحة.
سجن في الجزائر، وصدرت فتوى بقتله من جماعة حسن حطاب، وإعتقل لمدة أشهر في المنطقة الثانية تحت إمارة حطاب، لكنه استطاع الفرار من السجن مع إسلاميين ليبيين وهرب إلى منطقة أخرى قبل أن يغادر الجزائر، وعاد إلى أفغانستان في حدود عام 2000.

وهو يعد كضابط اتصال في تنظيم القاعدة ، ومطلوب على اللائحة الأميركية في الآونة الأخيرة ، وعرض لأجل القبض عليه 5 مليون دولار، حيث أعلن اسمه مع الحكايمة القيادي في الجماعة الإسلامية المصرية، وعبد الهادي العراقي أحد قادة القاعدة العسكريين والذي يقاتل الآن في أفغانستان ، وله مشاركات كثيرة في الإنترنت، وكان يكتب بنفسه، حتى بدأ يشتد الطلب عليه فأصبح يرسلها إلى منتديات الحسبة التي تتميز بأمن عالي.
وله علاقة وطيدة بالزرقاوي، حيث أصدر الزرقاوي بيانًا بعنوان quot;دعوا عطية الله فهو أعلم بما يقولquot;. وذلك عقب كتابة عطية الله موضوعًا ينتقد فيه بيانات تنظيم التوحيد والجهاد - القاعدة حاليًا - وكان انتقاده قد أغضب بعض المؤيدين للتيار الجهادي آنذاك ، فأصدر هذا المقال الذي أعلن فيه الزرقاوي أنه مجرد تلميذ عند عطية الله، وأن عطية الله نشأ منذ صغره على إطاعة الله عكسه ـ أي الزرقاوي ـ الذي كانت له جاهلية حسب ما عبر به،
ولا يعرف حتى الآن أي مكان له ، لكن القيادة الأميركية أعلنت عن رسالة تم التحفظ عليها كتبها عطية الله وذكر أنها يكتبها في مقرات القاعدة في وزيرستان، وكان آخر ظهور له عبر مقال نشر في أبريل من عام 2005.