فالح الحمراني من موسكو: أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف فشل محاولات أميركا في إقامة نظام القطب الواحد في العالم، مشيرًا إلى أن نفوذ أميركا وتأثيرها في الشؤون الدولية قد تقلص. وإنتقد لافروف أيضًا إصرار واشنطن على نصب أجزاء نظام الدفاع المضاد للصواريخ على تخوم روسيا بحجة التصدي للخطر الإيراني، وحذر من أن نشر الدفاعات المضادة للصواريخ سينعكس سلبًا على العلاقات بين روسيا وأوروبا.

وقال لافروف في كلمة له أمس خلال إجتماع مجلس الدفاع والسياسة الخارجية، إنه ناقش مع وزيرة الخارجية الأميركية كوندليزا رايس خطط نشر مكونات نظام الدفاع المضاد للصواريخ على الحدود الروسية. وأعرب لافروف عن عدم موافقته على التفسير الأميركي الذي يبرر نشر النظام الدفاعي على تخوم روسيا بهدف التصدي للخطر الإيراني. وقال، في إشارة إلى أميركا والناتو، إن هناك من يدعو روسيا إلى مكافحة أخطار إفتراضية في الوقت الذي يخلقون فيه تهديدات فعلية لأمنها.

وأعلن لافروف أن الوضع المترتب في العالم أكد فشل قيام نظام دولي قائم على القطب الواحد، مؤكدًا إستحالة قيام مثل هذا النظام الدولي. وقال إن التطبيق العملي يشهد على أن القدرات الحربية والإقتصادية والسياسية لدولة بمفردها عاجزة عن إيجاد حلول للمشاكل الدولية، وقال إن الكثير باميركا عاجزون اليوم عن إدراك تلك الحقائق. وإن هناك الكثير في أميركا غير قادرين على تجاوز أنفسهم والإعتراف بتعدد القطبية. منوهًا بتقلص تأثير أميركا على الشؤون الدولية، حيث يجري استيضاح دور روسيا في السياسة الدولية. وأشار لافروف إلى أن هناك محاولات في الغرب لتصوير التخلي عن العالم الأحادي القطب بمثابة خطر يهدد القيم الغربية.

وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في كلمته أيضًا أنه لا يحق لروسيا التخاصم مع العالم الإسلامي، وأشار إلى أنه لا يحق لروسيا التخاصم مع العالم الإسلامي ناهيك عن السماح بتحريضها على التخاصم مع العالم الإسلامي. وقال إن خيار روسيا في صالح سياسة الإتحاد يجب أن يشكل ضمانة عدم إنقسام العالم إلى بلدان متحضرة والأخرى كافة.

وحذر لافروف من أي محاولة لتقسيم العالم على أساس ديني باعتبار أنه سيؤدي إلى كارثة شاملة، وقال إن توحيد جهود دول مهمة، مثل روسيا والصين والهند يشكل عنصرًا من شأنه أن يحول دون حدوث تقسيم في العالم على أساس حضاري - ديني. وأشار إلى أن أهمية هذا التوجه تكمن في أن الغرب يفقد إحتكاره لعملية العولمة قائلاً إن هذه الحقيقة تدفع بعض الدوائر لتصوير ما يجري على أنه تهديد للغرب وقيمه الحضارية. وحذر لافروف من أن محاولة تسخير هذه التصورات لتقسيم العالم على أساس حضاري ستؤدي إلى كارثة شاملة.