سمية درويش من غزة، نابلس: مع سقوط أول صاروخ في قلب البلدات الإسرائيلية، دخلت الحكومة الفلسطينية الوليدة الامتحان الأصعب أمام خصمها القوي، الذي يستعد منذ فترة ليست ببعيدة لعملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة. وقد أعلنت ألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية، مسؤوليتها مساء اليوم عن قصف مدينة المجدل داخل العمق الإسرائيلي، بصاروخين من طراز ناصر 3، في حين أعلنت كل من سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، وكتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح، مسؤوليتهما عن قصف مستعمرة سديروت ومواقع عسكرية.
الكثير من المراقبين والمحللين السياسيين ممن تحدثت إليهم quot;إيلافquot;، يتوقعون قيام إسرائيل الرافضة للاعتراف بالحكومة الجديدة التي كسرت حواجز دول عديدة بأوروبا، بالعمل وبسرعة على تقويض تلك الحكومة وإحراجها أمام الدول التي قد تستأنف مساعداتها، وإظهار عجزها بوقف الهجمات الصاروخية على البلدات اليهودية.
وكانت الفصائل الفلسطينية، قد توصلت لهدنة مع الجانب الإسرائيلي في السادس والعشرين من تشرين ثاني quot;نوفمبرquot; الماضي في عهد حكومة حماس، إلا أنها دخلت غرفة الإنعاش منذ فترة وتنتظر من يحييها.
وتتهم وكالة الاستخبارات الإسرائيلية من خلال تقارير أمنية تتصدر وسائل الإعلام من حين لأخر، حركة حماس وفصائل أخرى ببناء ترسانة عسكرية كبيرة وشبكات للأنفاق في قطاع غزة، وكليات عسكرية لتدريب جيش منظم على إطلاق احدث الصواريخ، لتبرر عملية عسكرية قد تقوم بها في القريب العاجل.
صحيفة يديعوت أحرونوت، كانت قد أفردت مساحة كبيرة لتصريحات رئيس جهاز الأمن العام quot;الشاباكquot; يوفال ديسكين، أشار فيها إلى إن أهالي سديروت بأكملهم مهددين تحت صواريخ المقاومة الفلسطينية علاوة عن ما تقوم به إيران من دعم لكافة فصائل المقاومة، بالإضافة إلى الحديث عن تعاظم قوة حماس العسكرية في القطاع، والدور الإيراني في تدريب عناصر حماس، واستمرار تهريب الوسائل القتالية، ومواصلة تطوير الصواريخ وزيادة مداها وبناء حماس والجهاد وباقي الفصائل شبكة أنفاق خطيرة في شمال القطاع تمكن الدخول للعمق الإسرائيلي.
ولطالما طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الفصائل المسلحة بوقف الهجمات الصاروخية لإعادة بناء ما دمره الاحتلال في قطاع غزة ورفع المعاناة عن سكان شمالي القطاع الأكثر تضررا من الرد الإسرائيلي.
وكان المتحدث باسم حكومة حماس السابقة د. غازي حمد، قد انتقد الهجمات الصاروخية في مقاله تحت عنوان quot;ارحموا غزةquot;، ما سبب حينها إحراجا لحكومته التي ترى بان برنامجها داعما quot;للمقاومةquot;. ويطالب قادة من المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، بخوض معركة حاسمة ضد حماس قبل فوات الأوان، مدعين بان حماس لا تختلف في شيء عن خطر حزب الله. وقد أصدرت وزارة المواصلات الإسرائيلية، اليوم أمرا يلزم المزارعين في المستوطنات المحيطة بقطاع غزة بالامتناع عن رش المزروعات باستخدام الطائرات، وذلك بذريعة المخاوف من محاولة الفلسطينيين إسقاط الطائرات بواسطة صواريخ الكتف التي تم تهريبها إلى قطاع غزة.
إصابة جندي إسرائيلي في نابلس
من جهة أخرى أصيب جندي إسرائيلي مساء اليوم نتيجة تعرضه لشظايا عبوة ناسفة زرعها مقاتلون فلسطينيون لقوات إسرائيلية اقتحمت مخيم بلاطة شرق مدينة نابلس.
وقالت مصادر إعلامية إسرائيلية أن قوات الجيش التي اقتحمت مخيم بلاطة تعرضت لإطلاق نار وإلقاء عبوات ناسفة من قبل مسلحين فلسطينيين ما أدى إلى إصابة جندي إسرائيلي بجروح وصفت بالطفيفة نقل على أثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج .
وأوضحت مصادر فلسطينية أن اشتباكات عنيفة تدور في مخيم بلاطة بين مقاتلين فلسطينيين والجنود الإسرائيليين الذين اقتحموا المخيم بشكل كبير وان سيارات الإسعاف لم تستطع الوصول إلى منطقة الاشتباكات.
التعليقات