اندريه مهاوج من باريس

من المقرر ان يزور وزير الخارجية الفلسطيني زياد ابو عمرو فرنسا خلال الايام القليلة المقبلة واضعا بذلك حدا فعليا لمقاطعة فرنسا للحكومة الفلسطينية. واوضح الناطق باسم الخارجية الفرنسية ان باريس ستستقبل الوزير الفلسطيني مطلع الشهر المقبل بناء على دعوة وجهها اليه وزير الخارجية الفرنسي . ومن المقرر ان يعقد الوزيران اجتماعا في الثاني من الشهر المقبل يليه غداء رسمي وستتركز مواضيع البحث على الاوضاع الفلسطينية وعملية السلام بشكل عام وسبل اقامة علاقات تعاون مع الحكومة الفلسطينية .

وتاتي هذه الزيارة انسجاما مع الموقف الاوروبي الذي اتاح اعادة الاتصال بالوزراء الفلسطينيين غير التابعين لحركة حماس وهو موقف كانت باريس السباقة في الاعلان عنه منذ تشكيل الحكومة بناء على اتفاق مكة لا بل ان الرئيس جاك شيراك كان اول القادة الاوروبيين الذي دعا بعد استقباله رئيس السلطة الفسلطينية محمود عباس الشهر الماضي الى تفعيل اتفاق مكة واعدا بالتدخل لدى الاميركيين لفتح باب الاتصال مع الحكومة التي ستنبثق من الاتفاق المذكور مع التوضيح بحصر التعامل مع الوزراء المستقلين او التابعين لفتح. لذلك فان زيارة ابو عمرو لا تعني باي حال اعادة الاتصال بكامل اعضاء الحكومة او برئيسها ففرنسا كما الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة والولايات المتحدة لا تزال تنتظر من الحكومة تلبية شروط المجتمع الدولي بالاعتراف باسرائيل وبالاتفاقات الموقعة معها ونبذ العنف كشرط مسبق لتطبيع العلاقات بشكل كامل .

زيارة ابو عمر ستسمح بالاطلاع على برنامج الحكومة الفلسطينية بشكل مفصل وعلى الاتفاق على سبل ايصال المساعدات للفلسطينيين بعدما كان رئيس الحكومة الفرنسية دومينيك دو فيلبان اعتبر ان الالية الراهنة التي اعتمدها الاتحاد الاوروبي منذ تشكيل حكومة حماس الاولى لم تعد تتناسب مع الظروف ويجب استبدالها . كذلك ستتيح هذه الزيارة اقامة اتصال مباشر مع وزير فلسطيني منذ اكثر من سنة بعدما كان محمود عباس المحاور الوحيد المقبول لدى الغرب منذ فوز حماس في الانتخابات التشريعية.

ولا شك ان عملية السلام واعادة تفعيل المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية ستكون من المواضيع الرئيسية خصوصا في هذه المرحلة التي يكثر فيها الحديث عن احياء المبادرة العربية للسلام مع بضع التعديلات .