الياس توما من براغ: رفض رئيس الحكومة البولندية ياروسلاف كاتشينسكي اليوم التفاوض حول إقامة قاعدة الاعتراض الصاروخية الاميركية في بلاده في إطار حلف الناتو مشددا على أن الأمر يتعلق بعلاقات ثنائية بين بلاده والولايات المتحدة . وقال اليوم في وارسو للصحفيين بعد اجتماع عقد لمجلس الأمن الوطني بان المفاوضات يتوجب أن تكون ثنائية الطابع وان القاعدة تمس العلاقات بين بلاده والولايات المتحدة متوقعا أن تتعزز هذه العلاقات بعد قبول وارسو للطلب الاميرك ي منها وضع القاعدة في أراضيها .

واعتبر أن القاعدة ستكون مهمة أيضا لأمن أوروبا كلها وليس فقط لأمن الولايات المتحدة .ويتعارض الموقف البولندي هذا مع مواقف العديد من الدول الأوربية الغربية التي ترى بان وضع القاعدة في بولندا والرادار التابع لها في تشيكيا يجب أن يكونا موضع نقاش أيضا داخل حلف الناتو والاتحاد الأوربي لان اعتبار الأمر مسالة ثنائية يمكن أن يثير الخلافات بشأنها بين دول الحلف وأيضا بين الغرب وروسيا التي ترى فيها تهديدا لأمنها وفي نفس الوقت يمكن أن تثير جولة جديدة من سباق التسلح .

ويدعم موقف رئيس الحكومة البولندية في هذا المجال شقيقة التوأم ليخ الذي يترأس بولندا والذي يرى أيضا بان مسالة وضع القاعدة في بولندا هو شان ثنائي بولندي اميركي وتقول الإذاعة التشيكية في تقرير لها من وارسو بان أعضاء مجلس الأمن الوطني البولندي تناقشوا فقط اليوم حول الطلب الاميرك ي الخاص بوضع الصواريخ في بولندا لكنهم لم يتخذوا أي قرار بشأنها وتنقل الإذاعة عن مدير المجلس فلاديسلاف ستازاك قوله إن الاجتماع كان قصيرا وان الرئيس اطلع المجلس حول الأبعاد الدولية لوضع القاعدة ولاسيما على ضوء المحادثات التي أجراها مع المستشارة الاتحادية .

ويقول رئيس الحكومة البولندية بان الطلب الاميركي يحتاج إلى تفكير جيد به قبل الرد وانه لا يزال من المبكر وضع أي شروط ولكنه رأى انه في كل الأحوال يتوجب على بولونيا أن تحصل على منفعة من وراء وضع القاعدة في أراضيها في هذه الأثناء أعلن حزب منظمة الدفاع الذاتي المشارك في الائتلاف الحاكم انه سيطلب تنظيم استفتاء بشان وضع القاعدة في بولندا غير أن رئيس الحكومة رفض هذا الطلب مسبقا .

ويأتي اجتماع مجلس الأمن الوطني لبحث الطلب الاميركي قبل يوم واحد من عقد الحكومة التشيكية غدا الأربعاء اجتماعا وحسب وزير الخارجية التشيكي كاريل شفارتسينبيرغ فانه في حال الاتفاق على الرد التشيكي على الطلب الاميركي فسيتم إرسال هذا الرد في اقرب وقت.

ويوافق رئيس الحكومة التشيكية ووزراء حزبه المدني اليميني وزراء حزب الشعب على بدء التفاوض بخصوص القاعدة الرادارية وأيضا على وضع الرادار الاميركي في تشيكيا في حين يعلن حزب الخضر بأنه يريد أن يتضمن الرد التشيكي على المذكرة الاميركية إشارة إلى أن القاعدة الرادارية الاميركية يجب أن تكون مستقبلا جزءا من المنظومة الدفاعية لحلف الناتو.

يذكر أن نائب السفير الاميركي في بولندا كينيث هيلاس صرح أمس في وارسو أن بناء قاعدة الاعتراض الصاروخية الاميركية في بولندا والرادار الخاص بها في تشيكيا سيكلفان الولايات المتحدة نحو 5و1 مليار دولار .واعترف أن هذا النظام باهظ الثمن غير أن امن الولايات المتحدة وأوروبا يستحق كل ثمن يدفع من اجل تأمينه حسب قوله .

يذكر أن غالبية سكان البلدين أي بولندا وتشيكيا لا يوافقون على وضع القاعدة والرادار في البلدين ويطالبون بشكل توافقي بان يتم تنظيم استفتاء في هذه القضية الحساسة الأمر الذي لا يحظى حتى الآن بموافقة حكومتي وارسو وبراغ .