إستمرت خلافاتهم ليعودوا بـquot;خُفي حُنينquot;
خوجة ينهي أزمة الورقة اللبنانية في الرياض
سعيد الجابر من الرياض :علمت quot;إيلافquot; من مصادرها أن الورقة اللبنانية (الكلمة) التي عُرضت على مجلس القمة العربية يوم أمس قد شهدت الكثير من الإختلافات الداخلية بين أفراد الحكومة اللبنانية المشاركة في القمة، مما جعل إعتمادها يتم قبل الوقت المُحدّد لعرضها بنصف ساعة فقط، وذلك بعد التحركات السياسية التي بادر بها السفير السعودي لدى لبنان عبد العزيز خوجة في سبيل تسوية الوضع الداخلي في الحكومة اللبنانية، وإعتماد الكلمة التي ألقاها الرئيس اللبناني إيميل لحود.
من جانبه، خالفت التوقعات السياسية المألوف من عودة الوفود المشاركة في القمة العربية الـ19 بالرياض وهي تنعم بمعنويات الوحدة العربية، حيث عاد وفدي الحكومة اللبنانية كما أتى إلى الرياض (بخُفي حُنين) متفاوتةً كلاً على حده، ليغادر رئيس الدولة اللبنانية إميل لحود عند الخامسة عصرًا من يوم أمس، وخلفه بعد ساعات رئيس الحكومة فؤاد السنيورة بوفده الخاص، دون أن تنتهي أزمة السياسة الداخلية في بيت الحكومة اللبنانية، ممّا جعل السفارة اللبنانية في الرياض تتعامل مع الوفدين كلاً على حدة بإزدواجية جعلتها الوحيدة بين نظيراتها من السفارات، حيث إستقبلت وودّعت وفدين لحكومة واحدة، وهو ما أرهق قواها وخلّف إرهاقًا لممثليها.
جاء ذلك بعد أن أكّدت مصادر في بيروت، أن السعودية قد وجهت دعوة إلى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة لحضور القمة العربية في الرياض، وتمنت على رئيس الجمهورية إميل لحود أن يكون السنيورة في عداد الوفد اللبناني إلى القمة لأنها ترغب في رؤية وفد لبناني فيها، وألاّ تتكرر على أرضها تجربة قمة الخرطوم العام الماضي حيث حضر لبنان بوفدين رسميين.
وكان الرئيس إميل لحود قد إختار أن يرافقه وزيران مستقيلان هما فوزي صلوخ ويعقوب الصراف، وبالتالي توجه رئيس الحكومة فؤاد السنيورة إلى القمة ومعه وزير الخارجية بالوكالة طارق متري الذي شارك في إجتماعات وزراء الخارجية الممهدة للقمة. وجلس السنيورة ضيفًا رسميًا من ضيوف السعودية في المكان الذي يجلس فيه الأمين العام لجامعة الدول العربية والأمين العام للأمم المتحدة.
يُذكر أن التطورات السياسية في لبنان والمنطقة تدفع في إتجاه تحريك التسوية للأزمة اللبنانية، التي لم تفت فرصتها رغم الإنتكاسة الداخلية، والتي يمكن أن تعاود بوتيرة سريعة ومكثفة في quot;الربع الساعة الأخيرquot; الذي يفصل عن موعد القمة. وهنا يفعل عامل الوقت الضيق فعله في حض كل الأطراف على التحرك وإسقاط إعتبارات، ليشكل عامل إنجاح القمة العربيةدورًا في تفعيل دور الوساطة السعودي وتزخيمه، حيث أن هناك قرارًا سعوديًا بإنجاح القمة وبأن تكون مختلفة عن سابقاتها، ويأتي ذلك بعد التطور الذي طرأ على الدور والتموضع السعودي في لبنان في موازاة تقدم بات أكيدًا في العلاقات السعودية السورية، حيث تقف الحكومة السعودية على مسافة واحدة من جميع الطوائف والفرق اللبنانية.
التعليقات