واشنطن: جدد الرئيس الأميركي جورج بوش الثلاثاء، تحذيره للكونغرس من المضي بمشروع قانون يربط سحب القوات الأميركية من العراق بقانون تمويل الحرب الإضافي.
وكرر بوش في مؤتمر صحافي في حديقة البيت الأبيض، تهديده باستخدام حق النقض quot;الفيتوquot; ضد مشروع القانون إذا تضمن بندًا يشترط جدولاً زمنيًا لسحب القوات الأميركية من العراق، ناحيًا بلائمة تعرض الجنود الأميركيين وأفراد أسرهم لضائقة إذا نبضت موازنة البنتاغون، على الديمقراطيين الذين يسيطرون على الكونغرس بمجلسيه النواب والشيوخ.
وقال بوش: quot;يبدو أن الزعماء الديمقراطيين في الكونغرس مهتمون في القتال بمعارك سياسية في واشنطن، أكثر من تزويد جنودنا بما يحتاجونه لخوض القتال في العراقquot;.
وكان نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني، قد إنتقد الإثنين، الكونغرس وإستراتيجيته الساعية لفرض الإنسحاب الأميركي من العراق، مكررًا تهديد بوش باستخدام حق النقض quot;الفيتوquot; للحيلولة دون تمرير إجراءات تربط مبلغ تمويل الحرب الإضافي بسحب القوات الأميركية في موعد أقصاه العام 2008.
وكان كل من مجلسي النواب والشيوخ قد أقر نسخة من مشروع قانون يدعو إلى تخصيص مبلغ 123 مليار دولار لتمويل الحرب، وربط كل من المجلسين هذه الموازنة ببند يحدد جدولاً زمنيًا للإنسحاب من العراق.
وتتضمن النسخة التي إعتمدها مجلس النواب من القانون تحديد أول أيلول (سبتمبر)عام 2008 موعدًا نهائيًا لإنسحاب القوات المقاتلة، بينما تتضمن النسخة التي إعتمدها مجلس الشيوخ موعدًا أقرب لبدء الإنسحاب، لكنها تحدد 31 آذار(مارس) المقبل موعدًا للإنتهاء من الإنسحاب.
وطالب بوش في مؤتمره المشرعين الأميركيين الذين بدأوا عطلة الربيع، قبل يوم واحد من سفره إلى تكساس لقضاء عطلة عيد الفصح، ببعث له قانونًا على وجه السرعة، كي ينقضه وبعدها يمكنه التحرك قدمًا، وفق تعبير بوش.
واستشهد بوش بكلام الجنرال بيتر بيس رئيس هيئة الأركان المشتركة، بأنه في حال لم يتم تخصيص أموال للبنتاغون بحلول منتصف نيسان (أبريل) الحالي، فإنه سيتم إعتماد تخفيض للتكاليف في أقسام أخرى، بما فيها تقليص التمويل المخصص لتدريب الجيش الأميركي في الوطن وفي الميدان.
وفي رده، قال زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأميركي هاري ريد في تصريح في مسقط رأسه في نيفادا إن الكونغرس لن يقوم بأي شكل من الأشكال بما قد يحرم الجنود الأميركيين من الحصول على كل ما يريدونه، مضيفًا أن الرئيس الأميركي سيضطر إلى التعاطي مع الكونغرس.
وقال ريد: quot;لن نسمح للرئيس بمواصلة سياسته الفاشلة في العراق، نحن نمثل رأي الشعب الأميركي في هذه الحرب الفاشلة، وسنواصل الضغط على الرئيس، كي يغير مسار هذه الحرب التي كانت سيئة جدًا للشعب الأميركيquot;.
من جهته رد بريندان دالي، المتحدث باسم رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي التي تقوم بجولة شرق أوسطية من ضمنها سوريا وهو ما أثار سخط الإدارة الأميركية، بأن تشريع مجلس النواب سيمنح قواتهم كل ما يحتاجونه وأكثر...
يُذكر أن الكونغرس يعاود عقد جلساته في الـ 16 من الشهر الجاري، رغم قول مساعد رفيع من الحزب الديمقراطي مقرب من جلسات التفاوض بين مجلسي النواب والشيوخ، أن المشرعين بدأوا العمل فعلاً بالرغم من العطلة، على حل الخلافات بين نسختي مشروع القانون، لافتًا إلى أن الخلاف المتعلق ببند المهلة الزمنية للإنسحاب سيكون آخر نقطة يناقش.
يُشار إلى أن الديمقراطيين فازوا بأغلبية مقاعد الكونغرس في تشرين الثاني (نوفمبر)الماضي على أساس معارضتهم للحرب في العراق.