طوكيو: عبر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في أول يوم من زيارة يقوم بها إلى طوكيو الاثنين عن شكره لليابان على مساعدتها بغداد. ودشن المالكي زيارته بحضور حفلة مع الأمبراطور اكيهيتو والأمبراطورة ميشيكو في قصرهما في وسط العاصمة اليابانية. وبعد ذلك بدأ سلسلة إجتماعات يفترض أن تنتهي بلقاء مع رئيس الوزراء الياباني شينزو ابيه.
وقال المالكي للصحافيين قبيل إجتماع مع وزير الدفاع فوميو كيوما إن سبب مجيئه الى هنا هو التعبير عن الشكر لمساهمات اليابان في العراق.
ويقوم المالكي في أول زيارة له إلى اليابان وكوريا الجنوبية الشريكتين الإقتصاديتين الرئيستين للعراق واللتين أرسلت كل منهما قوات في إطار قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة.
ويشير الرئيس الأميركي جورج بوش بإستمرار إلى التحالف بين الولايات المتحدة واليابان بعد الحرب العالمية الثانية، كمثال لتحقيق مصالحة في العراق. لكن الحرب في العراق واجهت معارضة في اليابان. وأثار وزير الدفاع جدلاً في كانون الثاني (يناير) الماضي عندما صرح بأن القرار الأميركي بغزو العراق كان quot;خطأquot;. وامتنع كيوما عن الإدلاء بأي تصريحات تثير الجدل في بداية لقائه مع المالكي، مرحبًا به في اليابان في نهاية موسم زهر الكرز. وقال إنه موسم جميل في اليابان وهو سعيد بوجودهم هنا.
ويفترض أن يوقع المالكي خلال زيارته التي تستمر حتى الأربعاء، إتفاقًا للحصول على قرض بقيمة 700 مليون دولار لمساعدة العراق على تحسين إنتاجه من النفط الخام وتوليد الكهرباء. ويشكل هذا القرض الذي يمتد على أربعين عامًا جزءًا من تخفيض لديون العراق لليابان التي تبلغ ستة مليارات دولار ومساعدات تبلغ 1،5 مليار دولار أعلنت اليابان منحها إلى العراق في 2003.
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية اليابانية: quot;العراق مهم لنا في مجال ضمان إستقرار الإمدادات النفطية. وفي هذا الإطار نريد بناء شراكة طويلة الأمد مع العراقquot;. ولا تملك اليابان ثاني إقتصاد في العالم ثروات طبيعية كبيرة وتعتمد بشكل شبه كامل على الشرق الأوسط في إستيراد النفطquot;. وقال المسؤول: quot;قدمنا مساعدة إنسانية عن طريق قوات الدفاع الذاتي ومساعدات التنمية وخفض الديون. نريد الآن التقدم في علاقاتنا لتصبح شراكة إستراتيجية مع العراق الذي يملك ثالث إحتياطي نفطي في العالمquot;.
وكانت اليابان قد قامت بخطوة تاريخية بإرسال 600 جندي إلى العراق في مهمة لإعادة الإعمار في أول مرة يتم فيها إرسال قوات يابانية إلى منطقة حرب منذ الحرب العالمية الثانية في 1945.
وسحبت اليابان قواتها العام الماضي رغم قرار ابيه مؤخرًا تمديد مهمة نقل البضائع والإفراد جوًا إلى العراق نيابة عن الأمم المتحدة والتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمدة عامين. وكان رئيس الوزراء العراقي قد وصل الأحد إلى اليابان بعد تأخير نحو عشر ساعات إثر معلومات مفادها أن إيران رفضت السماح لطائرته بالتحليق في أجوائها، حسب مسؤولين يابانيين.
وأعلنت إيران الأحد أن تحليق أي طائرة في إجوائها يتطلب الحصول على أذن، حيث قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية محمد علي حسيني خلال مؤتمر صحافي: quot;إنها مسألة فنية، ينبغي القيام بإجراءات معينة بالنسبة إلى جميع الرحلات من أجل الحصول على إذنquot;. وتدعم إيران التي خاضت حربًا مع العراق إستمرت من 1980 حتى 1988، حكومة المالكي المدعومة من الولايات المتحدة، إلا أن إيران على خلاف مع الولايات المتحدة التي تتهمها بدعم التمرد في العراق.
التعليقات