الجزائر: قالت مصادر أمنية في الجزائر إن مليشيات مسلحة فتحت النار على دورية عسكرية في شمال غربي البلاد، ممّا أدى إلى إندلاع إشتباكات بين الطرفين أسفرت عن مقتل تسعة جنود وستة من جانب المهاجمين. ونقلت الأسوشيتد برس عن مصادر أمنية محلية وشهود عيان، أن مجموعة من أربعين مسلحًا هاجمت القوة العسكرية، عقب إنتهائها من دورية أمنية بالقرب من بلدة quot;بن علالquot;، نحو 155 ميلاً غربي العاصمة الجزائر. واستدعت المواجهات المسلحة القوية، الإستعانة بدعم جوي من المروحيات العسكرية والعربات المدرعة.

ويشار أن آخر هجمات المسلحين التي جرى الإبلاغ عنها وقعت في ولاية quot;بسكرةquot; جنوب شرقي الجزائر، قتلت خلالها العناصر المتشددة المسلحة ثلاثة من الجنود في الثالث من نيسان (أبريل)الجاري. ويرى المراقبون السياسيون أن المليشيات المتشددة قد تسعى لتصعيد موجة العنف ضد الحكومة في إطار تحرك لإرباك الإنتخابات التشريعية المقررة في 17 أيار (مايو)المقبل.

هذا وقد شن تنظيم quot;القاعدة في بلاد المغرب الإسلاميquot; مؤخرًا سلسة من التفجيرات الدموية والمنسقة التي إستهدفت بعضها العمال الأجانب في الجزائر. فقد لقي مهندس روسي وثلاثة جزائريين مصرعهم في الثالث من آذار (مارس)الفائت بإنفجار إستهدف حافلة تقل عمال شركة روسية. كما أدى هجوم آخر ضد حافلة تقل عمال شركة تابعة لـquot;هاليبيرتونquot; الأميركية بالقرب من العاصمة الجزائر إلى مقتل مواطنين جزائريين. وبث الهجومان، اللذان تبنى تنظيم القاعدة مسؤوليتهما، الذعر في نفوس الأجانب المقيمين هناك.

ويشق العنف المسلح طريقه مجددًا إلى الجزائر التي بدأت في التعافي تدريجيًا من حقبة دموية قادتها المليشيات المتشددة أودت بحياة 150 ألف شخص في تسعينات القرن الماضي. ومثل الأجانب المقيمون في الجزائر الهدف المحوري لتلك الهجمات التي هدفت إلى قامة دولة إسلامية.

ويذكر أن محكمة جزائرية أصدرت في أواخر آذار (مارس)الماضي، حكمًا غيابيًا بالإعدام على أمير الجماعة السلفية للدعوة والقتال في الجزائر عبد المالك دوركديل وسبعة آخرين وفق ما الأسوشيتد برس. وقالت الصحيفة إن المتهمين الثمانية، الذين يعتقد بإختبائهم داخل الجزائر، أدينوا بتهم تشكيل مجموعة مسلحة وتدمير الممتلكات العامة وإرتكاب جرائم نهب وسرقة، وفق المصدر. وجرت مراسم محاكمة المتهمين الثمان في ولاية تيزي أوزو، 55 ميلاً شرقي العاصمة الجزائر.

وكان الرجل الثاني في تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، قد بارك في تسجيل مرئي في أيلول (مرئي) بمناسبة الذكرى الخامسة لهجمات 11/9 عام 2001 على الولايات المتحدة، تحالف التنظيم مع الجماعة السلفية للدعوة والقتال. وعلى الفور، تغير مسمى الجماعة السلفية للدعوة والقتال إلى القاعدة في شمال أفريقيا الإسلامية.

ويشار أن الجماعة رفضت برنامج العفو الشامل الذي أطلقته حكومة الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقه عن الجماعات المسلحة في إطار خطوة نحو المصالحة الوطنية.