واشنطن: تستعد وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس لمهمة حساسة للغاية في روسيا في وقت يعبر الكرملين عن سخطه المتزايد من سياسة التوسع العسكري الأميركي في أوروبا الشرقية في موازاة توسع منظمة حلف شمال الأطلسي.
وستلتقي وزيرة الخارجية بالرئيس فلاديمير بوتين وأبرز مستشاريه في مجال الأمن القومي، ونظيرها سيرغي لافروف لإجراء مباحثات موسعة، يومي الاثنين والثلاثاء، بحسب ما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية.
وتتزامن مهمة رايس مع فترة من التوتر الملحوظ بين الغرب وروسيا هو الأقوى منذ وصول جورج بوش إلى الحكم في كانون الثاني (يناير)2001.
وفي خطاب ألقاه بوتين في التاسع من أيار (مايو) لمناسبة الإحتفال بهزيمة ألمانيا النازية، ذهب الرئيس الروسي إلى حد تشبيه السياسة الخارجية التي ينتهجها بوش بتلك التي اتبعها ادولف هتلر.
وقال إن السياسة الأميركية تعبر عن الاستهانة نفسها بالحياة البشرية والادعاء ذاته بكونها امة فريدة من نوعها تملي قراراتها على العالم كما في زمن الرايخ الثالث.
ومن أبرز المواضيع الخلافية بين موسكو وواشنطن توسيع الحلف الأطلسي والتوسع العسكري الأميركي في الدول السوفياتية سابقًا والانتقادات الأميركية لوضع حقوق الإنسان والديمقراطية في عهد بوتين والتحفظات الروسية الأخيرة بشأن استقلال كوسوفو.
وكان بوتين قد بدأ بتصعيد لهجته ضد واشنطن في خطاب ألقاه في ميونيخ في شباط/فبراير، حيث اتهمها بأنها قوة ذات توجه منفرد وغير مسؤولة، جعلت من العالم مكانًا أكثر خطورة من خلال سياسات قادت إلى الحرب وانعدام الأمن والخراب.
وتفجر غضب الروس إزاء توسع الأطلسي الذي تقوده الولايات المتحدة بعد إعلان واشنطن مطلع 2007 بنشر دروع مضادة للصواريخ في بولندا وتشيكيا اللتين كانتا تدوران حتى أوائل التسعينات في الفلك السوفيتي.
ودافعت إدارة بوش عن هذا المشروع بالقول إنه يهدف إلى حماية أوروبا من هجمات في المستقبل تنفذها دول مثل إيران، في حين أن موسكو اعتبرته تهديدًا استراتيجيًا لمنظموتها الدفاعية.
ورد بوتين على المشروع الأميركي الشهر الماضي بالإعلان أن روسيا تعلق انضمامها إلى المعاهدة المتعلقة بالقوات التقليدية في أوروبا.
وتعتبر موسكو أن هذه الاتفاقية فرضت شروطًا مذلة على روسيا خلال السنوات التي تلت انهيار الاتحاد السوفياتي.
وترى روسيا حليفة صربيا أن منح الاستقلال لإقليم كوسوفو سيشكل سابقة خطرة، لا سيما في منطقة القوقاز.
وأشار مسؤولون في وزارة الخارجية الأميركية إلى أن رايس ستتطرق إلى كل هذه المواضيع في موسكو في محاولة لتهدئة الوضع قبل لقاء بوش وبوتين في قمة رؤساء الدول والحكومات في مجموعة الثماني التي ستعقد في مطلع حزيران/يونيو بألمانيا.
وفي حين أن واشنطن تعبر عن ثقتها في التمكن من تدوير الزوايا مع موسكو حول كوسوفو ومسألة الدروع المضادة للصواريخ، إلا أن رايس لم تخف قبيل الزيارة قلق الولايات المتحدة حيال عهد بوتين.
وأشارت إلى أن الرئيس الروسي قام بإلغاء الإصلاحات الديمقراطية التي طبقت بعد انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991، ما اضعف استقلالية السلطتين التشريعية والقضائية والإعلام.
واعتبرت رايس أن مركز السلطة بيد الكرملين أمر مثير للقلق.