اعتدال سلامه من برلين: كشف النقاب عن إستخدام السلطات الأمنية الألمانية خلال قمة البلدان الصناعية الثماني في بلدة هايلغندام، طائرات الإستطلاع تورنادو من أجل ملاحقة المتظاهرين والمناهضين للقمة، وتزويد قوات الأمن بصور عن تحركاتهم لمواجهتها أحدث احتجاجًا كبيرًا في الأوساط السياسية، وظل الامر سرًا إلى أن كشفه نواب من حزب الخضر المعارض قبل يومين. وكانت برلين قد أرسلت منها ست طائرات الى افغانستان للتربص لحركات قوات طالبان وتزيد قوات الناتو بصور عنها.
واعتبر عدد من السياسيين الألمان من الاحزاب الحاكمة والمعارضة، أن استخدام طائرات تورنادو الاستطلاعية خلال القمة من اجل التقاط صور للمتظاهرين ورصد حركاتهم هو خرق واضح لكل الاعراف المدنية. وحذر ميشال سومر رئيس نقابات العمال من هذا الاسلوب الذي ينذر بعواقب وخيمة وسياسة خاطئة وخطرة وتجاوز للدستور الاتحادي ويدعو الى القلق، لذا على اتحادات العمال ان تدخل في الحسبان ان كل مظاهرة سوف تنظمها ستراقب جوًا.
وقال سومر ايضًا أن المتظاهرين ليسوا قوات طالبان أو أطفالاً ضاعوا في الغابات، وكان يكفي الاستعانة بالطوافات وتحليق تورنادو هو بحد ذاته تحريضًا.
وقال سومر ايضًا أن المتظاهرين ليسوا قوات طالبان أو أطفالاً ضاعوا في الغابات، وكان يكفي الاستعانة بالطوافات وتحليق تورنادو هو بحد ذاته تحريضًا.
ولقد احتدم الخلاف اليوم بين المعارضين للإستعانة بطائرات تورنادو ووزير الداخلية الذي لم يصدر عنه حتى الآن تبرير أو موقف رسمي واضح ، خاصة وان الطائرات كانت تحلق على علو اقل من 500 متر وتلتقط صورًا، لذا قال خبير الشؤون الدفاعية في حزب الخضر الكسندر بوندى إن مثل هذا التحليق المنخفض يدفع إلى القول بأن وزير الدفاع يوزف يونغ لا يهمه اي تجاوز للدستور.
وأبرز المنتقدين لتحليق التورناود فوق المتظاهرين في قمة هايلغندام هو وزير الداخلية السابق غرهارد باوم الذي اعرب عن استغرابه لسماح وزارة الدفاع بتحليق طائرة تورنادو فوق رؤوس المتظاهرين. عدا عن ذلك، فهو يرى في نظام الامن الحالي في المانيا نظامًا هستيريًا لا يستطيع فهمه ابدًا. ومن وجهة نظره فإن ألمانيا تشكل بلدًا وقائيًا ولديها عناصر قوية وجيدة للمراقبة والحماية، وما يقلقه الآن هو تآكل القانون الأساسي عبر القوانين التي تقر الآن بحجة الحماية من الإرهاب الدولي.
التعليقات