أسامة العيسة من القدس : إتهم محمود عباس (أبو مازن)، رئيس السلطة الفلسطينية، حركة حماس، بمحاولة إغتياله قبل شهر ونصف، بتفجير الطريق الذي يمر به وهو قادم إلى غزة.

وقال أبو مازن، في اجتماع للمجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، في رام الله مساء اليوم، بأن أجهزة الأمن التابعة له أبلغته بوجود خطة لإغتياله وضعتها حركة حماس، عن طريق تفجير نفق تحت شارع صلاح الدين في مدينة غزة، لدى مرور سيارته فوق الشارع.

وأضاف أبو مازن، بأن المعلومات التي توفرت لأجهزة الأمن لم تشمل المكان الذي سيتم فيه وضع الألغام، وقال إنه على الرغم من المعلومات المؤكدة التي حصلت عليها الأجهزة الأمنية الفلسطينية بشأن خطة حماس لإغتياله، فإنه أصر على الذهاب إلى غزة، وهناك سلمه شخص من حركة حماس شريطًا يظهر وضع لغم كبير يصل وزنه إلى 250 كلغ، في النفق من أجل اغتياله.

واشار أبو مازن إلى أن الشريط يظهر 6 أشخاص مكشوفي الوجه ويرتدون قمصانًا كتب عليها اسم حركة حماس وشعارها، يجرون اللغم، وإنهم قالوا بأن هذا اللغم هو لأبي مازن، وإن اللغم المقبل سيكون لجهاز الأمن الوقائي.

وكشف أبو مازن، الذي يتحدث عن محاولة اغتياله المفترضة لأول مرة، والتي كان التلفزيون الفلسطيني قد أعلن عنها مؤخرًا، بأنه أرسل الشريط إلى خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس المقيم في دمشق، والذي أنكر أن تكون حماس تخطط لإغتيال رئيس السلطة الفلسطينية.

وقال أبو مازن إن الشخص الذي سلمه الشريط قال له إن المنفذين ينتظرون تعليمات مشعل لينفذوا فعلتهم، ويغتالون أبا مازن، في إشارة واضحة من أبي مازن إلى تورط مشعل في محاولة الاغتيال المفترضة.

وكان التلفزيون الفلسطيني قدبث شريطًا، قال إنه يظهر الاستعدادات لإغتيال أبي مازن، ولم يكشف التلفزيون كيف حصل على هذا الشريط، حتى أعلن ذلك اليوم أبو مازن، كاشفًا عن سر هذا الشريط الذي قالت مصادر غير رسمية في حركة حماس إنه يظهر استعدادات مجموعة من مقاتليها لتفخيخ نفق في قوات الإحتلال.

وفيما يبدو انه تعليق على ذلك قال أبو مازن: quot;قد يقولون إن اللغم تم تجهيزه لتفجيره في قوات الإحتلال، ولكن ثلاثة من الذين يظهرون في الشريط قالوا إنه مخصص لأبي مازنquot;.وأشار إلى أنه أرسل نسخًا من الشريط إلى الدول العربية، لإطلاعهم على ما قال إنها خطة حماس لإغتياله.

وأعلن الرئيس الفلسطينيأنه لا حوار مع quot;القتلة والإرهابيينquot;، في إشارة إلى حركة حماس التي أكد أن سيطرتها على غزة جرت بتخطيط مع أطراف خارجية. وقال عباس quot;لا حوار مع هؤلاء القتلة والارهابيين والتكفيريينquot;.

واكد ان quot;المخطط المعد سلفًا وتوافقت عليه قيادة حماس في الداخل والخارج مع بعض اطراف اقليمية كان اسبق من محاولاتنا لتجنيب شعبنا الويلات والنكباتquot;. واشار الى ان السيطرة على قطاع غزة هو quot;مخطط سلخ غزة عن الضفة الغربية، وإقامة إمارة أو دويلة من لون واحد يسيطر عليها تيار واحد من ميزاته التعصبquot;. وأكد أن حماس إستبدلت العلم الفلسطيني بعلمها الفصائلي لإقامة إمارة أو دويلة في غزةquot;.

ودعا عباس إلىتفعيل دور منظمة التحرير بمشاركة اللجنة التنفيذية والفصائل الفلسطينية بإستثناء الإنقلابيين الخونة، في إشارة إلى حماس. وأكد على قراره السابق بأن القوة التنفيذية (التابع لحركة حماس في قطاع غزة) هي الأداة المنفذة لهذا الإنقلاب خارجة على القانون، وعلى ضرورةاعتذار حماس للشعب ولقيادة منظمة التحرير على الجريمة وتسليم جميع مؤسسات السلطة للحكومة الجديدة الشرعية الفلسطينية الواحدة والعمل على أساس القانون.

وتابع عباس الذي بدا غاضبًا، quot;إن مشروع الانقلابيين قصير العمر لا مستقبل له وسيصبح جزءًا من ذكرى مأسوية في اقصر وقت... وسنعمل لتجنيب الشعب الآلام والمآسي الناتجة عن هذا الانقلاب الغاشم. وسنستمر في إلتزاماتنا تجاه شعبناquot;.

من جهة ثانية قال أبو مازن: quot;نؤكد رفضنا التام لأي محاولة اسرائيلية تستهدف استغلال هذا الاستهتار الذي سار عليه الانقلابيون من اجل التضييق على شعبناquot;. واضاف: quot;قدم الانقلابيون عبر اعمالهم الهوجاء أثمن الفرص لكل من يريد فصل غزة عن الضفة ومن يعمل على معاقبة شعب بأكمله بسبب حماقة... هؤلاء يريدوا أن يعاقبوا الشعب الفلسطيني لأن الأموال التي نعرف مصادرها يستطيعون أن يصرفوها على أنفسهم كما فعلوا أثناء حكومتهمquot;.

ودعا الرئيس الفلسطيني إلى إطلاق مفاوضات في اطار مؤتمر دولي. وقال: quot;نؤكد على ضرورة انطلاق المفاوضات وظروفنا الحالية لا تمنع وذلك في إطار مؤتمر دولي يتم الإتفاق عليهquot;.