واشنطن: اتهم الرئيس الأمريكي الأسبق، جيمي كارتر، الولايات المتحدة وإسرائيل والاتحاد الأوروبي بمحاولة تقسيم الشعب الفلسطيني من خلال استئناف المساعدات إلى الحكومة الفلسطينية الجديدة في الضفة الغربية، وحرمان قطاع غزة، الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية quot;حماس.quot;
ووصف كارتر، الحائز على جائزة نوبل للسلام، خلال quot;المنتدى السنوي عن حقوق الإنسانquot; في أيرلندا، رفض الإدارة الأمريكية القبول بفوز حماس في الانتخابات التشريعية عام 2006، بأنه quot;جريمة.quot;
وأضاف أن quot;حماسquot;، وبجانب فوزها في انتخابات عادلة وديمقراطية خولتها حق قيادة الحكومة الفلسطينية، أثبتت أنها أكثر تنظيماً، على الصعيدين العسكري والسياسي، وذلك خلال مواجهتها مع حركة quot;فتحquot; المعتدلة، التي يقودها رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس.
وانتقد كارتر استئناف الولايات المتحدة وإسرائيل والاتحاد الأوروبي للمساعدات المالية إلى حكومة عباس في الضفة الغربية، واستمرار حظرها على quot;حماسquot; في قطاع غزة، ووصفه بأنه يساهم في quot;تقسيم الفلسطينيين إلى شعبين.quot;
وأضاف قائلاً في هذا السياق، إن quot;كافة جهود المجتمع الدولي يجب أن تنصب في محاولة الصلح بين الجانبين، إلا أنه لا توجد أي جهود خارجية تبذل للجمع بينهما.
وقطعت الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي المساعدات المالية عن الحكومة الفلسطينية التي قادتها حماس إثر فوزها في الانتخابات التشريعية في مارس/آذار عام 2006، لرفض الحركة مطالب الشرعية الدولية بنبذ العنف والاعتراف بإسرائيل.
وقال كارتر، إن الانتخابات التشريعية الفلسطينية عام 2006، التي أشرف عليها طاقم مراقبين دوليين، كانت quot;عادلة ومنظمةquot;، وأن تحقيق حماس الفوز فيها يعود جزئياً إلى انتقائها بعناية مرشحيها، فيما تنافست quot;فتحquot; بعدة مرشحين على مقاعد فردية.
وواصل انتقاده لمواقف الإدارة الأمريكية وإسرائيل والاتحاد الأوروبي، التي قال إنها تركزت على إفساد نتائج الانتخابات بتجاهل حماس، ومساعدة عباس للاحتفاظ بزمام القوى السياسية والعسكرية.
وجاء موقف كارتر خلال مؤتمر صحفي، أعقب كلمته، التي قال فيها إنه quot;تصرف مجرم، حيث قررت الولايات المتحدة وإسرائيل معاقبة كل الشعب في فلسطين، وفعلتا كل ما بوسعهما للحيلولة دون التسوية بين حماس وفتح.quot;
وأردف أن تلك الدول زودت القوى الأمنية التابع لفتح بأسلحة متفوقة على أمل quot;قهر حماس في غزةquot;، إلا أن تلك الأخيرة اجتثت quot;فتحquot; خلال قتال الأسبوع الفائت لامتلاكها quot;مهارات فائقة.quot;
وكان عباس قد حل حكومة الوحدة الوطنية، وشكل حكومة طوارئ لإدارة الضفة الغربية، برئاسة وزير المالية الأسبق، سلام فياض.