طهران:ادى بدء تطبيق برنامج تقنين استهلاك البنزين في ايران الليلة الماضية الى وقوع اعمال عنف في محطات الوقود التي توقفت امامها صباح الاربعاء طوابير طويلة من السيارات. ويسعى نواب إيرانيون إلى طرح اقتراح قانون على التصويت في شكل عاجل وذلك لإلغاء خطة تقنين البنزين بعد اعمال العنف التي تخللت تطبيقها ليلا. واضافت الوكالة ان سائقين غاضبين احرقوا ليل الثلاثاء الاربعاء خمس محطات وقود في طهران تقع خصوصا في احياء شعبية من العاصمة.
وافادت وكالة مهر الايرانية للانباء الاربعاء ان نوابا ايرانيين، معظمهم اصلاحيين ومعتدلين، يسعون الى طرح الاقتراح المذكور على التصويت، وخصوصا ان اعمال العنف شملت ايضا مدنا في المحافظات.ويلحظ الاقتراح الذي اعده النواب التخلي عن التقنين وابقاء سعر ليتر البنزين على الف ريال (0.08 يورو). من جهة اخرى، توجه وزيرا الداخلية مصطفى بور محمدي والنفط كاظم وزيري همانة الى البرلمان للمشاركة في اجتماع مغلق مع النواب.واكد وزيري همانة ان البنزين بسعر غير مدعوم لن يتم بيعه قبل شهرين على الاقل.وقال quot;نريد تحليل المعطيات خلال الشهرين المقبلين ثم سنحدد كمية البنزين التي ستباع بسعر حرquot;.
وقالت اذاعة طهران ان quot;مشاغبين الحقوا اضرارا بعدة محطات بنزينquot; دون ان تعطي مزيدا من الايضاحات في حين ان التوتر كان سيد الموقف صباح الاربعاء في عدة محطات وقود في العاصمة الايرانية مع تسجيل صدامات احيانا بين قوات الشرطة وسائقين غاضبين.وليلا احرقت محطتا بنزين على الاقل وسيارات في احياء شعبية في جنوب وشمال غرب طهران.وردد المتظاهرون الذين رشقوا قوى الامن بالحجارة شعارات معادية للرئيس الايراني محمود احمدي نجاد.
وردد متظاهرون في محطة في حي بوناك الشعبي شمال غرب العاصمة شعارات تدعو الى قتل الرئيس احمدي نجاد.واعلن برنامج تقنين البنزين فجأة مساء الثلاثاء قبل ساعات من بدء تطبيقه عند منتصف الليل.وتنص هذه الخطة التي وضعت مبدئيا لمدة اربعة اشهر وقد تمدد شهرين اضافيين على تحديد حصة 100 ليتر بنزين شهريا لكل سائق.وتخفض هذه الكمية الى 30 ليترا للسيارات التي تشغل ايضا بالغاز المسال وترفع الى 800 ليتر لسيارات الاجرة الرسمية والى 600 ليتر لسيارات الاجرة الخاصة والمسجلة رسميا.
وصباح الاربعاء شكلت طوابير طويلة من السيارات تمتد على عدة كيلومترات امام محطات البنزين التي تولى شرطيون مسلحون حمايتها.ولم تقتصر هذه الظاهرة على العاصمة التي تسير على طرقاتها حوالى نصف عدد السيارات في ايران ويقدر باكثر من سبعة ملايين.وفي بيرجاند عاصمة محافظة خوزستان الجنوبية (جنوب) وقع عراك بالايدي بين سائقي سيارات امام محطات البنزين بحسب وكالة انباء فارس.وفي زنجان شمال غرب البلاد كان السكان يركضون في الشوارع حاملين صفائح فارغة لتعبئتها.
وفي مدينة قم (وسط) حاولت الشرطة الحفاظ على نظام طوابير السيارات المتوقفة امام محطات الوقود بحسب وكالة فارس.ولايران قدرة محدودة على التكرير ولا تؤمن بالتالي سوى 60% من حاجاتها في حين ان الاستهلاك يزداد مع استمرار تدفق السيارات الجديدة على الطرقات دون ان يتوقف استخدام السيارات القديمة.وترمي الخطة الى الحد من الاستهلاك في ايران، رابع دولة منتجة للنفط في العالم، والتي تستورد 40% من حاجاتها من البنزين.واضطرت ايران الى استيراد كميات من البنزين تبلغ قيمتها خمسة مليارات دولار العام الماضي (اذار/مارس 2006-اذار/مارس 2007).
وقال علي فرحاني المسؤول عن توزيع المنتجات النفطية ان الحكومة ستكون قد انفقت اعتبارا من 23 تموز/يوليو مبلغ لبـ2.5 مليار دولار التي يخصصها مجلس الشورى لشراء البنزين من الخارج للسنة الايرانية التي تنتهي في 20 اذار/مارس 2008.
وتقدر الحكومة حجم الواردات ب5،9 ملايين دولار من دون خطة التقنين.وتفاقمت هذه المشكلة لان الدولة تمنح دعما كبيرا لكميات البنزين التي يتم شراؤها من الاسواق الخارجية باسعار مرتفعة.وزادت ايران سعر ليتر البنزين من 800 ريال (0.08 دولار) الى الف ريال (0.10 دولار) في 22 ايار/مايو الماضي.ولا تنتج المصافي الايرانية سوى 5،44 ملايين ليتر من البنزين يوميا في حين يصل الاستهلاك اليومي من هذه المادة في البلاد حاليا الى 79 مليون ليتر.ومطلع حزيران/يونيو اطلقت الحكومة المرحلة الاولى من برنامج تقنين البنزين وتتعلق بالسيارات التي تستخدمها الاجهزة الحكومية فقط.
التعليقات