واشنطن: استأنف مجلس الشيوخ الأميركي مناقشاته بشأن السياسة الأميركية في العراق مع عدم ظهور أي بادرة بعد على حدوث انفراج سياسي.ومن المقرر أن يقترع أعضاء المجلس على ثلاثة مقترحات بتعديلات رئيسية على قانون تمويل الحرب، أحدها قد يتطلب سحب القوات الأمريكية مع نهاية أبريل/ نيسان 2008.
وكان زعيم الديمقراطيين في المجلس قال إن المجلس سيعقد جلسة نادرة يحضرها كل الأعضاء مساء الثلاثاء قبل الاقتراع الذي سيجري يوم الأربعاء.
وكان الرئيس الأميركي جورج بوش قد أصر على أنه يتعين اتاحة مزيد من الوقت لاستراتيجيته المتعلقة برفع مستوى الوجود العسكري الأميركي في العراق قبل أي تغيير في المسار. ويتصاعد الضغط على الرئيس بوش مع قيام عدد من النواب الجمهوريين بسحب تأييدهم لسياسته، ومع صدور تقرير أولي غير حاسم بشأن ما تحقق من تقدم في العراق.
وقال بوش إنه يتعين على الكونجرس الانتظار حتى صدور التقرير النهائي في منتصف سبتمبر/ أيلول المقبل بشأن الاستراتيجية الأمريكية في العراق، التي تم بموجبها إرسال تعزيزات بلغت 30 ألف جندي، قبل النظر في أي تغيير في الاستراتيجية.
وقال وزير الدفاع روبرت غيتس الجمعة quot;لا يتعلق الامر فقط بالجنود بل وايضا بملايين الاطنان من المعدات التي تعود الى الحكومة الاميركية فضلا عن امور اخرى عديدةquot;، مضيفا quot;ستكون عملية لوجستية ضخمة عندما سيتم ذلكquot;. وقارنها بانسحاب القوات الاميركية من المنطقة بعد حرب الخليج في 1991. فقد تطلب ذلك الانسحاب ما يقرب من عام في ظروف سلمية وباستخدام مرافىء ومطارات سعودية جيدة التجهيز.
وكان زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس النواب السيناتور هاري ريد قد حدد جلسة الثلاثاء غير العادية التي سيتم خلالها الاقتراع، في محاولة لإحراج الجمهوريين الذين ما زالوا يدعمون سياسة الرئيس بوش في العراق. ويسعى الديمقراطيون لتمرير التشريع الذي سيتطلب انسحاب معظم القوات الأمريكية من العراق قبل نهاية أبريل/ نيسان 2008، وإعادة توزيع القوات الباقية خلال 120 يوما من صدور التشريع.
وفي حالة العراق اليوم يرى عدد من الخبراء ان العنف الطائفي قد يتكثف عشية الانسحاب الاميركي مما يجعل هذه العملية اكثر صعوبة. وقال احد مسؤولي وزارة الدفاع الاميركية quot;ان ذلك يتطلب تنسيقا تاما لعمليات التنقل على الطرقاتquot; مؤكدا على وجوب تأمين غطاء جوي جيدا.
كما سيتعين على الجيش الاميركي ايضا تحديد ما سيفعل بخصوص عشرات الاف المدنيين الذين استخدمهم في العراق كما يؤكد وليام سوليس الخبير في مكتب المحاسبة الحكومي وهو هيئة مراقبة للحسابات العامة. ويشير مسؤولون في البنتاغون الى وجود مئات الدبابات من طراز ابرامز وآليات قتالية من طراز برادلي وسترايكر في العراق، فضلا عن الاف الاليات المصفحة هامفي والشاحنات. يضاف الى ذلك مخزونات من الذخيرة ومستودعات المواد الغذائية ومستشفيات.
وفي حال ترك معظم المعدات والتجهيزات في العراق سيتوجب استبدالها عندما تعود القوات الى الولايات المتحدة وذلك سيكلف اموالا باهظة بحسب احد مسؤولي البنتاغون.
الى ذلك يخشى عدد من الخبراء من اعطاء الدبابات والاليات القتالية الى العراقيين بسبب ما تنطوي عليه من تكنولوجيات حساسة ولانه يوجد نقص في الولايات المتحدة لهذا النوع من المعدات للتدريب.
إلا أن من المستبعد أن ينجح اقتراع الأربعاء بسبب إصرار الجمهوريين على ضرورة التصويت بأكثرية 60 صوتا لتمرير التشريع بدلا من الأغلبية البسيطة لأعضاء المجلس الذي يبلغ عدد أعضائه مائة. وحتى في حالة تمرير التشريع فقد هدد الرئيس بوش باللجوء لاسخدام حق الفيتو للاعتراض عليه.
ويقتضي أن يحصل الديمقراطيون على أغلبية الثلثين في مجلسي النواب والشيوخ للتغلب على الفيتو الرئاسي. وكان المجلس قد وافق على قانون مشابه يقضي بسحب القوات المقاتلة من العراق قبل الأول من أبريل/ نيسان 2008.
ويتوقع أن يجري أيضا اقتراع آخر الأسبوع الجاري بشأن الخطة التي تقدم بها عضوا الكونجرس عن الحزب الجمهوري، ريتشارد لوجار وجون وورنر، والذي يدعو الرئيس بوش إلى البدء في سحب القوات الأمريكية من العراق مع نهاية العام الجاري.
ويرغب العضوان في أن يتقدم الرئيس بوش بخطط قبل السادس عشر من اكتوبر/ تشرين الأول المقبل، تقضي بسحب القوات المقاتلة من المناطق المدنية حيث تقوم بمهام أمنية أو تتصدى للعنف الطائفي المنتشر في البلاد، لكي تقوم بمهام أكثر تحديدا تتعلق بمكافحة الإرهاب وحراسة الحدود وتوفير الحماية للممتلكات وقوات التحالف. ولم يبد البيت الأبيض والديمقراطيون اهتماما كبيرا بهذه المقترحات.
وانتقد السيناتور ريد المقترحات بسبب عدم مطالبتها بضرورة سحب القوات في تاريخ محدد. ومن المقرر أيضا أن يتم التصويت على مقترح ثالث الأسبوع الجاري يطالب بأن تتبنى الولايات المتحدة التوصيات التي تقدمت بها في أواخر العام الماضي مجموعة دراسة الوضع في العراق.
وكان التقرير الأولي الذي صدر الاسبوع الماضي قد أبرز، ضمن أشياء أخرى، عدم تحقيق تقدم في مستوى تدريب القوات العراقية. وقد تناقص عدد القوات العراقية القادرة على القتال بمفردها، إلى النصف خلال الأشهر الأخيرة، رغم زيادة الجهود الأمريكية في تدريبهم.
التعليقات