اعتدال سلامه من برلين: لفتت مواقف المستشارة الالمانية انجيلا ميركل الواضحة والصريحة و التي اظهرتها وتظهرها حيال قضايا في السياسة الخارجية، مثل التعامل الصارم مع الجارة بولندا خلال قمة الاتحاد الاوروبي حيث وضعت حدا لتمادي الحكومة البولندية في مطالبها كعضو في المجموعة الاوروبية، بالاضافة الى علاقاتها الجيدة مع باريس ولندن وروما وواشنطن، و ادارتها للقضايا الداخلية خاصة الاقتصادية حيث وصل حجم الصادرات الالمانية للمرة الثانية في عهدها الى رقم قياسي مع تراجع عدد العاطلين عن العمل، لفتت انظار نسبة لا بأس بها من الناخبين المحسوبين بشكل تقليدي على الحزب الاشتراكي الديمقراطي الشريك في الحكم. و ما زاد من ميولهم الى ميركل ايضا الاخطاء التي يرتكبها الاشتراكيون في عدة مجالات، ولو اجريت انتخابات جديدة لصوتوا لها.

ولان استقراءت الرأي تعتبر باروميتر الحياة السياسية، تهم الاحزاب التقليدية الالمانية وتتأثر بها، فقد اقلق استقراء اجرته مؤسسة فورسا، الاشتراكيين منافسي ميركل.

وحسب النتائج وصلت نسبة المؤيدين للحزب الاشتراكي الى 24% فقط وهي اقل نسبة يحصل عليها منذ الانتخابات العامة التي اجريت عام 2005. و في المقابل جذب الحزب المسيحي الديمقراطي وزعيمته ميركل نسبة كبيرة رفعت شعبيته الى 38% ، كما كسب حزب اليسار اصواتا جديدة اوصلته الى نسبة 13% ليعتبر بذلك ثالث اقوى حزب في المانيا متقدما على حزبي الخضر والليبرالي.

وفيما يتعلق بمسألة المستشارية كان كورت بيك زعيم الحزب الاشتراكي يتمتع بشعبية كبيرة تجاوزت العام الماضي شعبية ميركل الا انها سرقت منه الكثير. فحسب استقراء الراي لمؤسسة فورسا لو انتخب الشعب مباشرة مستشارا لكان حظ ميركل كبيرا جدا، اذ ان نسبة من يريد مواصلتها الحكم وصلت الى 55% مقابل16% لمنافسها بيك.