بينها التعاون لإرتياد الفضاء:
توقيع 5 إتفاقيات خلال زيارة بوتين لأبوظبي

تاج الدين عبد الحق من أبوظبي: يصل إلى أبوظبي، بعد منتصف ليل اليوم (الأحد)، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أول زيارة لرئيس روسي للإمارات. وكانت الطلائع الأولى للوفد المرافق للرئيس بوتين، قد بدأت بالتوافد على العاصمة الإماراتية، إعتبارًا من الأول من أمس. فيما كانت فرق عمل قد زارت الإمارات تباعًا، لبحث القضايا التي ستتناولها محادثات بوتين مع نظيره الإماراتي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان. وعلمت quot;إيلافquot; أنه سيتم خلال الزيارة التي تستغرق يومًا واحدًا التوقيع على خمس اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين الإمارات وروسيا، بينها إتفاقية أمنية وأخرى للتعاون في مجال ارتياد الفضاء، فضلاً عن اتفاقيات في مجال حماية الإستثمارات والتعاون العسكري وغيرها من مجالات التعاون.

وقد أدى موعد وصول الرئيس بوتين القادم من أستراليا إلى تغيير قواعد البروتوكول lsquo; فالرئيس الروسي سيصل في حوالى الساعة الرابعة من فجر يوم الإثنين، وينتقل مباشرة إلى فندق قصر الإمارات حيث سيقضي بضع ساعات للاستراحة وافتتاح معرض خاص على هامش الزيارة باسم ( كنوز الكرملين في ابوظبي ) ثم يغادر قصر الإمارات إلى قصر الضيافة بالمشرف حيث تجري مراسم استقبال رسمية، ويكون الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان على رأس مستقبليه. وستجري المباحثات بين الزعمين ووفدي البلدين قبيل مأدبة الغداء التي سيقيمها الشيخ خليفة على شرف الرئيس بوتين، ويصحبه بعدها إلى مطار ابوظبي حيث يجري له وداعًا رسمي.

وتشكل مذكرة التفاهم حول التعاون الأمني أبرز محطات زيارة الرئيس بوتين للامارات، وقالت مصادر اماراتية إن مذكرة التفاهم هي أقل من اتفاقية أمنية لكنها قد تمهد الطريق لإتفاقية من هذا القبيل بالمستقبل. وأضافت أن روسيا تعلق أهمية على هذا الجانب بالنظر إلى أن الجالية الروسية في دولة الإمارات هي اكبر جالية روسية في دول مجلس التعاون، إذ يناهز عددها الثلاثين ألفًا وقد تسبب التدفق السياحي والتجاري الروسي للإمارات منذ انهيار الاتحاد السوفياتي في عام 1991 بحدوث إشكالات أمنية مختلفة الأمر الذي يخلق حاجة إلى إطار يمكن من خلاله معالجة تلك الإشكالات. وتضيف أن من بين ما تسعى إليه روسيا توفير قنوات لتبادل المعلومات بشأن قضايا خطرة كالإرهاب وغسيل الأموال.

ويوجد تباين بين الإمارات وروسيا إزاء قضايا غسيل الأموال، ففيما تتشدد القوانين الإماراتية في التقصي عن الأموال الناجمة عن الاتجار بالمخدرات او التي تتصل بتمويل الإرهاب، فإنها لا تعتبر الأموال التي تأتي للإمارات هربا من بعض القوانين المالية والضريبية بمثابة أموال قذرة. وقد ساهم التحول الاقتصادي في روسيا ابتداء من أوائل التسعينات في تدفق كبير لرؤوس الأموال الروسية إما لتمويل حركة إعادة التصدير لروسيا أو للاستثمار في مشروعات إماراتية وخاصة في المجال العقاري. وسيكون التعاون الأمني هو واحدًا من بين موضوعات عديدة أخرى تبحث خلال زيارة بوتين للإمارات والتي تستغرق يومًا واحدًا. ومن بين مذكرات التفاهم التي سيتم توقيعها مذكرة حول التعاون في مجال ارتياد الفضاء. يذكر هنا أن إمارة رأس الخيمة تعمل على انشاء مطار فضائي لأغراض السياحة في الفضاء.

وقد أنهى وفد روسي هذا الأسبوع سلسلة من الاتصالات واللقاءات مع الجانب الإماراتي للإعداد للزيارة. وينظر الإماراتيون إلى زيارة بوتين باهتمام كبير، نظرًا لإمكانات الشراكة الواسعة بين البلدين. وتشمل مجالات الشراكة التعاون العسكري والاقتصادي والاستثماري. وفي الميدان العسكري تتطلع الإمارات إلى شراء منظومة صواريخ دفاعية روسية مضادة للطائرات والصواريخ. وقالت مصادر مطلعة إن دولة الإمارات التي تملك حصة استثمارية في الشركة التي تقوم بتصنيع هذه الصواريخ طلبت إدخال تعديلات عليها لتتناسب مع احتياجات الإمارات. ويطلق على هذه الصواريخ التي تمتاز بمرونة الحركة اسم (بانتسر) وسبق أن اجري في معرض الدفاع الدولي بابوظبي في آذار/مارس الماضي عرضٌ تجريبيٌ لإمتحان قدراتها .

والى جانب الصواريخ الدفاعية، فإن الإمارات ابتاعت أكثر من 600 ناقلة جند مدرعة من روسيا وقد استخدم جزء من هذه الناقلات أثناء عمل القوات الإماراتية في إقليم كوسوفو ضمن قوات حفظ السلام الدولية. ومع انه لا يمكن توقع تحول في توجهات الإمارات التسليحية، إلا أن الاماراتين ينظرون إلى السلاح الروسي كتعبير عن مرونة فلسفة التسلح الإماراتية واعتمادها مبدأ الجودة ومعيار التلاؤم مع احتياجات القوات المسلحة.

وفي الميدان الاستثماري، فإن الإمارات التي تمتلك فائضًا ماليًا متزايدًا تجد في روسيا ساحة واسعة وجذابة للاستثمار. ويقول رجال أعمال إماراتيون إن إمكانيات الاستثمار في روسيا كبيرة لكن لا بد من اتفاقيات لتنظيم وحماية تلك الاستثمارات وتوفير حوافز للمستثمرين الإماراتين ليكونوا قادرين على منافسة المستثمرين من الإتحاد الأوروبي. ومن بين المشروعات الاستثمارية التي تتطلع لها الإمارات بعض المشروعات السياحية والفندقية والعقارية التي تقام في مدينة سوتشي الروسية التي ستستضيف الألعاب الاولمبية الشتوية بعد حوالى أربعة أعوام من الآن.

وعلمت quot;إيلافquot; أن من بين القضايا التي سيتم بحثها تسوية قرض معلق قدمته الامارات في التسعينات على اثر انهيار الاتحاد السوفياتي السابق بقيمة نصف مليار دولار، وقالت مصادر روسية إن الظروف تغيرت الآن وليس من الصعب وصول البلدين إلى اتفاق بينهما في هذا الشأن.