دمشق: كشف نائب الرئيس السوري فاروق الشرع عن أن الغارة الإسرائيلية التي نفذها الطيران الإسرائيلي على سوريا هذا الشهر تبين الصورة أنها استهدفت مركز أبحاث ودراسات للمناطق القاحلة والأراضي الجافة، وهو تابع للجامعة العربية خلافًا للصورة التي تناقلتها كثير من وسائل الإعلام الأوروبية والاميركية وبعض وسائل الإعلام العربية.

وقال في مؤتمر صحافي مع نظيره العراقي عادل عبد المهدي الذي اختتم اليوم زيارة رسمية لسورية، إن quot;هذه الصورة بحد ذاتها تؤكد أن كل ما قيل عن هذه الغارة خاطئ ويستهدف حربًا نفسية لن تنخدع بها سوريةquot;، مضيفًا quot;إذا كان بعضهم في إسرائيل يعتقد بأن هذه الحرب النفسية ترمم الجيش الإسرائيلي بعد هزيمته العام الماضي وانكساره على يد المقاومة اللبنانية فإن ما تحتاجه إسرائيل هو ترميم العقل الإسرائيلي لا أكثر ولا أقل، وعندما يرمم العقل الإسرئيلي سنجد أن هناك فرصة سانحة لإقامة سلام حقيقيquot;.

وحول موضوع ضبط الحدود السورية العراقية قال الشرع: ما يهمنا هو أمن العراق وليس فقط أمن جانب من حدود العراق، وسورية صادقة ومخلصة في أن تفعل ما تستطيع لمساعدة الشعب العراقي الشقيق للخروج من هذا المأزق دون النظر إلى اعتبارات إيديولوجية ولا لفظية، مضيفًا quot;يهمنا مستقبل العلاقة السورية العراقية وبعدها المصيري القومي وأيضًا المصالح العميقة الموجودة بين البلدينquot;.

وأوضح أن زيارة نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي إلى دمشق ومن قبله زيارة الرئيس جلال الطالباني ورئيس الحكومة نوري المالكي quot;تنطلق في عمقها الحقيقي من أن الأمن واحد بين سورية والعراق ولا يستطيع أن يغيره، لا محتل ولا أي أجنبي وهذا واقع يفرضه التاريخ والجغرافياquot;.

بدوره، رفض عبد المهدي وبشدة قرار الكونغرس الاميركي الأخير القاضي بتقسيم العراق وقال quot;إن أي كلام بشأن تقسيم العراق لا يستحق أي نقاش، لا نرضى بأي تقسيم للعراق فهذا أساس وثابت وسياسة ومنهجquot;. وأوضح عبد المهدي أنه quot;في العراق لنا اختيار ونحن اخترنا طريق النظام الفيدرالي وهذا النظام نحن نصنعه ولا يصنعه لنا أحد، هذا النظام هو قرار عراقي ولا نرضى بأي نظام تحت أي جهة كان يعتمد على الطائفية أو الإثنية أو الفئوية وإنما نظام يمهد لأفضل أسلوب سياسي فيدرالي لإدارة العراق بواقعه التعددي ذو الثقافات المختلفةquot;.

وحول جدولة انسحاب قوات الاحتلال من العراق، قال عبد المهدي ان الملف العراقي الأمني معقد والعراق لا يزال تحت الفصل السابع ونحن لدينا جدول زمني لبناء القوات المسلحة العراقية والقوات الأمنية وهذا الجدول دقيق بالأشهر والأيام وعندما يكتمل هذا الجدول فلا يصبح هناك مبرر لوجود القوات الأجنبية، مشيرًا الى أن هذا الملف سيجد نهاياته مع نهاية عام 2008.

من جانبها، أوضحت وكالة الأنباء السورية سانا أن الرئيس بشار الأسد بحث مع نائب الرئيس العراقي الدكتور عادل عبد المهدي quot;الاوضاع في المنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين لاسيما التطورات الايجابية التي شهدتها في الفترة الاخيرة والمراحل التي تم قطعها للوصول الى هذا المستوى من العلاقات بين الاشقاء... كما تم بحث افضل السبل لتعزيز هذه العلاقات وتطويرها في مختلف المجالاتquot;.

وذكرت سانا أن اللقاء تطرق كذلك إلى quot;أوضاع اللاجئين العراقيين في سورية والجهود التي قامت بها سورية باستقبالهم واحتضانهم ورعايتهم والاجراءات التي اتخذتها لمساعدتهم على اجتياز محنتهم وآلامهم والتسهيلات التي قدمتها لهم والتي تؤمن لهم حياة كريمة الى حين عودتهم الى وطنهم.