لينينغراد:أعلن الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف في لقاء مع رئيس الوزراء الإسباني خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو في ستريلنيا quot;ضواحي بطرسبورغquot; أنه لا توجد بين روسيا والولايات المتحدة أية خلافات إيديولوجية من شأنها أن تؤدي إلى نشوب حرب باردة أو أية حرب أخرى. وأضاف: quot;لا أريد أن أربط الوضع الحالي بمن سيتولى المنصب الرئاسي في الولايات المتحدة. بغض النظر عمن سيتولى المنصب، فإن المهمة رقم واحد بالنسبة له ستكون إمعان النظر في حالة الإقتصاد الوطني الأميركيquot;.

وفي سياق متصل أشار الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف في مؤتمر صحفي مشترك مع ثاباتيرو إلى أن روسيا ستنفذ إلتزاماتها المتضمنة في خطة التسوية السلمية quot;ميدفيديف - ساركوزيquot; بما فيها سحب جنود السلام الروس من جورجيا. وقال: quot;روسيا ستنفذ كل ما إتفقنا عليه. وفيما يتعلق بالمرحلة الأخيرة سننفذها في موعدهاquot;.

وأفاد ميدفيديف أنه بحث مع رئيس الوزراء الإسباني العمل المشترك مع الإتحاد الأوروبي في تنفيذ الإتفاقات التي تم التوصل إليها بين باريس وموسكو. وذكر الرئيس الروسي أنه شارف على إنهاء العمل على نشر 200 مراقب أوروبي، بينما يباشر الجنود الروس التدريبات على التفاعل معهم.

وقال ميدفيديف في هذا الصدد: quot;في المواعيد المذكورة ووفقًا لاتفاقاتنا سيتم سحب جنود السلام الروس من الأراضي الجورجية بالكاملquot;. هذا وقد أعلن الناطق الرسمي بإسم وزارة الدفاع الروسية الجنرال نيقولاي أوفاروف أن النقاط الروسية في المنطقتين الأمنيتين بالأراضي الجورجية عند حدود أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا ستزال قبل 10 أكتوبر الحالي.

وذكر أوفاروف أنه سبق أن تم نشر 9 نقاط لقوة حفظ السلام الروسية في المنطقة الأمنية عند حدود جورجيا مع أوسيتيا الجنوبية و8 نقاط في المنطقة المماثلة عند حدودها مع أبخازيا. وطبقًا للإتفاق مع روسيا ينشر الإتحاد الأوروبي في الأراضي الجورجية بالمنطقتين المتاخمتين لأبخازيا وأوسيتيا الجنوبية إعتبارا من 1 أكتوبر الحالي بعثة له تضم ما لا يقل عن 200 مراقب. وقد صدر للبعثة تفويض مدته 12 شهرا من 1 أكتوبر 2008 إلى 20 سبتمبر 2009.

وقد ذكرت وكالات الأنباء العالمية في وقت سابق أن بعثة المراقبين من الإتحاد الأوروبي وصلت إلى جورجيا بتشكيلتها الكاملة. ويتواجد حاليا في جورجيا أكثر من 300 عنصر من الإتحاد الأوروبي وهم مراقبون مدنيون وطاقم فني، وهم باشروا بالإنتشار في مناطق غرب ووسط جورجيا.

وكانت جورجيا قد شنت في ليلة السابع على الثامن من شهر آب 2008 هجومًا على أوسيتيا الجنوبية وقصفت عاصمتها مدينة تسخينفالي بمختلف أنواع الأسلحة بما فيها راجمات quot;غرادquot; مما أدى الى إلحاق دمار هائل بالمدينة، ووقوع عدد كبير من الضحايا وسط السكان المدنيين.

وهبت روسيا لحماية السكان المدنيين وأفراد قوة حفظ السلام في أوسيتيا الجنوبية فأرسلت وحدات عسكرية طردت القوات الجورجية من هذه الجمهورية غير المعترف بها وقتذاك. كما أقامت قوة حفظ السلام الروسية شريطين عازلين في أراضي جورجيا على امتداد حدودها مع أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية مع نشر نقاط مراقبة وحواجز أمنية داخل الشريطين المذكورين بصورة مؤقتة.

وفي السادس والعشرين من شهر أغسطس الماضي إعترفت روسيا بإستقلال أوسيتيا الجنوبية، وكذلك أبخازيا، وتبادلت معهما في التاسع من شهر أيلول 2008 مذكرات إقامة العلاقات الدبلوماسية على مستوى السفارات. ووقعت روسيا مع كل من أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا في السابع عشر من أيلول الماضي معاهدة للصداقة والتعاون والمساعدة المتبادلة.