وزير الداخلية البحريني عقب هجوم القنابل الحارقة:
إستهداف المواطنين بالمولوتوف عمل إرهابي خطر

سارة رفاعي من المنامة: في بيان شديد اللهجة قال وزير الداخلية الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة إن حادث مهاجمة سيارة مدنية بعبوات المولوتوف في قرية دمستان هو عمل إرهابي خطر كان يمكن أن يودي بحياة المواطنين الذين كانوا يستقلون السيارة. وأضاف 'أنه على الرغممنأن الصحافة المحلية قد أظهرت اهتمامًا وطنيًا بالحادث إلا أني قد لاحظت ان بعضهم قد برر هذا العمل الإرهابي بأنه قد يكون المقصود به دوريات الأمن، وهذا في الواقع ''عذر أقبح من ذنب''.

لأنه تبرير يعطي انطباعًا بأن رجال الأمن في خانة المسموح التعدي عليهم، وهو مفهوم يحتاج إلى تصحيح؛ فرجال الأمن هم المواطنون الذين حماهم الدستور والقانون نظرًا لطبيعة عملهم وللمسؤولية الكبيرة التي يحملونها في حفظ أمان هذا الوطن، وبالتالي فإن حياتهم مهما كانت جنسيتهم ليست أرخص من حياة غيرهم من المواطنين، فوزارة الداخلية مسؤولة عن حماية أمن كل المجتمع بمن فيهم رجال الأمن وأهلهم. وقال الشيخ راشد بن عبدالله ''يجب أن يعرف من يخططون لمثل هذه العمليات الجبانة أنه ليس هناك ضوءًا اخضر لمثل هذه الأفعال الإرهابية المشينة، وأن على من يحاول ان يتساهل مع مثل هذه الأفعال أو يجد مبررًا لها أن يراجع نفسه، فبالأمس فقدنا أحد رجال الأمن البواسل في عملية غادرة مماثلة، واليوم كدنا نفقد ثلاثة من المواطنين بالأسلوب نفسه''.

واضاف ''إني أؤكد أن تلك الأفعال التي وقعت مخالفة للقانون الذي يعد رجال الأمن في مقدمة حماته حيث لن يسمح بالخروج على القانون لأن ذلك يعد خطًا احمر لا يمكن تجاوزه ولا السكوت عنهquot; وقال quot; ففي ظل الجو الديمقراطي الذي منحه لنا جلالة الملك وفي بلد تسوده الحرية، فإنه قد تم تجاوز مثل هذه الأساليب المتخلفة والرجعية التي لا يستفيد منها إلا عدو الوطن''.

وأكد ''سوف نتخذ الإجراءات التي تكفل عدم تكرار مثل هذه الممارسات الإجرامية والتجاوزات الخارجة عن القانون، خصوصا في المناطق التي تكثر فيها أحداث العنف؛ حيث سيتم تعزيز الأمن فيها، والتصدي لمثل هذه الأعمال بكل قوة، فليس هناك مناطق لا يصل إليها الأمن في بلد القانون''.

واشار وزير الداخلية البحريني الى ''أن هذه الأفعال هي نتاج لغياب المسؤولية الاجتماعية لأولياء الأمور في مراقبة تصرفات أولادهم، وفي ظل تمادي البعض في تبرير مثل هذه الحوادث من أجل تحقيق مكاسب شخصية مقدمين ذلك على حساب أمن المجتمع واستقراره''.

وقال ''كان من الأولى أن يكون هناك نشاط أهلي لإدانة هذه الأعمال الإجرامية وشرح خطورة هذه الأفعال والتصرفات ونتائجها وتوضيح العقوبة التي قد تطال من يقدم على ارتكاب مثل هذه الجرائم الخطيرة''.

واضاف ''إن التصدي لهذه الأعمال الإجرامية يجب ان يكون بتضافر الجميع وبالتعاون مع الجهود الأمنية للوزارة في المحافظات والمديريات الأمنية ومراكزها من أجل القيام بمسؤوليتها في التواصل مع المجتمع ومتابعة الوضع الأمني بالتنسيق مع كل الجهات وتذكير كل مواطن بدوره في خدمة امن بلاده والمسؤولية التي يجب أن يتحملها، في ظل تكاتف الجميع لخدمة الأمن في المملكة حتى لا يكون هناك أي مجال لارتكاب مثل هذه الأفعال الإرهابية''.

العثور على قنابل حارقة في احد المنازل

قال مدير عام مديرية شرطة المحافظة الشمالية إن المديرية عثرت على عدد من الزجاجات المعدة لاستخدامها كـ (المولوتوف) وإطارات وأدوات تستخدم في صنع الزجاجات الحارقة في منزل مهجور بمنطقة دمستان.

وأوضح أن تحريات أجرتها المديرية دلت على وجود منزل مهجور يقوم فيه مجهولون بصنع وتخزين الزجاجات الحارقة، حيث عثر رجال الأمن بداخله على 35 زجاجة فارغة و14 زجاجة بها فتيل جاهزة للاشتعال وعدد 14 من الإطارات الكبيرة، بالإضافة إلى فتايل من (الخياش) تستخدم لإشعال الزجاجات الحارقة وقناع لغطاء الوجه.

وأشار مدير عام مديرية شرطة المحافظة الشمالية أن المديرية سوف تقوم بعمليات البحث والتحري للقبض على الجناة، واستدعاء صاحب المنزل المهجور لاتخاذ الإجراءات القانونية حياله، وأهاب بأصحاب المنازل المهجورة إلى أهمية الاعتناء بمنازلهم وعدم تركها للعابثين مما يعرضهم للمسائلة القانونية.

خلفية الاحداث

وكانت ايلاف قد نشرت امس تقريرًا بعنوان quot; نجاة 3 بحرينيين من هجوم بالقنابل الحارقة quot; حيث قال القائم بأعمال مدير عام مديرية شرطة المحافظة الشمالية ان سيارة خاصة كان يستقلها 3 مواطنين تعرضت لاعتداء من مجهولين بالمولوتوف بقرية دمستان الشيعية، موضحًا أنه بينما كان الشبان الثلاثة قادمين من حلبة البحرين للسيارات شاهدوا حوالى 25 شخصًا كان بعضهم رجال يرتدون عبايات نسائية متجمهرين على جانب الشارع ، وعندما وصلوا بالقرب منهم تفاجأوا بقيام هؤلاء الأشخاص بقذف الزجاجات الحارقة ( المولوتوف ) على سيارتهم.

وكشف القائم بالأعمال ان الهجوم أدى إلى كسر النافذة واختراق النار إلى الكرسي الأمامي الذي كان يجلس عليه احد المجني عليهم ، ، مضيفا quot; كاد أن يتسبب ذلك في اشتعال السيارة بالكامل ، ولولا تحرك الشبان من الموقع لكان الضرر اكبر من ذلك ، ثم لاذ منفذي العمل الإرهابي بالفرار quot;.وأشار بأن البحث والتحري جاري للقبض على مرتكبي هذا quot;العمل الإرهابيquot; - حسب تعبيره - الذين ترصدوا وقاموا بإعداد هذا الكمين لترويع وقتل الآمنين .