بغداد: اعرب نائب وزيرة الخارجية الاميركية جون نيغروبونتي عن تفاؤله بقرب التوصل الى الاتفاقية الامنية الطويلة الامد مع العراق. وقال نيغروبونتي، وهو سفير اميركي سابق في العراق، عقب اجتماع برفقة السفير الحالي ريان كروكر مع رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني: quot;نحن قريبون جدا من التوصل الى اتفاقquot; حول الوجود العسكري الاميركي في العراق.

واضاف نيغروبونتي ان quot;المباحثات مستمرة وهناك قضايا قليلة ما زالت قيد البحث، وقد اقتربنا جدا من التوصل الى اتفاق، وليس من الحكمة الافصاح عن تفاصيل الاتفاقية قبل التوصل الى اتفاق نهائي quot; حول الوجود العسكري الاميركي في العراق ما بعد عام 2008.

وتجري بغداد وواشنطن مفاوضات متعثرة للتوصل الى اتفاق حول شرعنة الوجود العسكري الاميركي الطويل الامد في العراق لما بعد نهاية العام الحالي.

وتنتهي صلاحية التفويض الممنوح من مجلس الامن الدولي للوجود العسكري الاجنبي في العراق لما بعد غزوه واحتلاله في ابريل/ نيسان من عام 2003.

من جانبه دعا مسعود بارزاني الى ضرورة توقيع الاتفاقية بالقول: quot;نحن موقفنا واضح، اذ يجب توقيع هذه الاتفاقية لانها تصب في صالح الطرفينquot;.

الا ان مسؤولين عراقيين سبق لهم ان اعربوا عن عدم تفاؤل في التوصل الى اتفاق في عهد الرئيس الاميركي جورج بوش، وهو ما قد يحيل مسؤوليات الاتفاقية الى الرئيس الاميركي الجديد.

فقد قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في منتصف سبتمبر/ ايلول الماضي ان العقبات ما زالت امام ابرام الاتفاق الأمني طويل الأمد مع الولايات المتحدة، وان من ابرزها الخلاف حول حصانة الجنود الاميركيين امام القضاء العراقي.

واضاف المالكي ان من القضايا الخلافية الاخرى حق الجنود الاميركيين في اعتقال مواطنيين عراقيين والاشراف على العمليات العسكرية.

كما يواجه الاتفاق معارضة قوية من القوى السياسية العراقية التي تضغط على الحكومة لطرح جميع بنود الاتفاق بشفافية على البرلمان العراقي.

وتشير الأنباء إلى وجود اتفاق مبدئي على انسحاب الوحدات المقاتلة من العراق بنهاية عام 2011 مع الإبقاء على قوات أميركية لأغراض تدريب قوات الأمن العراقية.

كركوك والاقليات
وكان نيغروبونتي قد اجرى محادثات مع قادة القوميات في محافظة كركوك (التأميم) الغنية بالنفط حول الانتخابات المؤجلة ومسائل عالقة اخرى، كما اجرى مباحثات مع الرئيس العراقي جلال طالباني.

يذكر ان طالباني هو ايضا زعيم حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، المكون الرئيسي الثاني للتحالف الكردستاني مع الحليف الآخر، الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود برزاني.

وقال مسؤولون في كركوك ان الاجتماع بحث في مسائل قانون انتخاب مجالس المحافظات، والمادة 140 المتعلقة بوضعية كركوك، واعادة النظر في مسألة تمثيل الاقليات عبر تفعيل المادة التي تحفظ حقوقهم.

وكان مجلس النواب العراقي قد اقر في الرابع والعشرين من سبتمبر قانون انتخابات مجلس المحافظات، لكنه حذف منه ف المادة 50 التي تضمن حقوق الاقليات.

وينص القانون على اجراء الانتخابات في كل المناطق قبل الحادي والثلاثين من يناير/ كانون الثاني من العام المقبل باستثناء محافظات اقليم كردستان الثلاث، وهي دهوك واربيل والسليمانية، اضافة الى كركوك التي يطالب الاكراد بضمها الى الاقليم.

انتقادات دولية
وكان مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى العراق ستيفان دي ميستورا قد انتقد البرلمان العراقي لاسقاطه الفقرة 50 من قانون الانتخابات المعدل، وطالب باعادتها بأسرع ما يمكن.

يشار الى ان المادة 50 تضمن حصة محددة من المقاعد في مجالس المحافظات للاقليات العراقية المختلفة، وعلى الاخص منها الاقلية المسيحية والتركمانية.