عكا تشتعل لليوم الثالث على التوالي
عشرات الشبان اليهود يهاجمون منازل الفلسطينيين في المدينة

نضال وتد منعكا: quot; إنهم يهاجمون المنازل العربية في الأحياء الشرقية المنزل تلو الآخر، والشرطة لا تحرك ساكنا، عكا أصبحت قاعدة عسكرية، الشرطة وحرس الحدود في كل مكان والعرب في الأحياء الشرقية مقطوعون ولا يمكننا الوصول إليهمquot; بهذه الكلمات استهلت ريم حزان الناشطة الفلسطينية إبنة عكا حديثها، وهي تصف الاعتداءات المستمرة لليوم الثالث على التوالي على الفلسطينيين في مدينة عكا تحت سمع وبصر الشرطة الإسرائيلية، فيما اكتفت وزيرة الخارجية الإسرائيلية التي زارت عكا اليوم واجتمعت برئيس البلدية أنكري، بالقول بضرورة الحفاظ على النظام واحترام مشاعر الآخرين الدينية وعدم تطبيق القانون.

وتبين من تحقيقات أجرتها إيلاف أن المواجهات والاعتداءات المستمرة على العرب في عكا لليوم الثالث على التوالي بدأت منذ مساء الأربعاء مع بدء يوم الغفران عند الشعب اليهودي، حيث قام عشرات من الشبان اليهود المتدينين بمهاجمة منزل أسرة شعبان، التي كانت تحتفل بعرس أحد أبنائها، بحجة أن العرب في عكا لا يحترمون مشاعر اليهود الصائمين وأن سائقا عربيا قاد سيارته بصورة استفزازية في أحد الأحياء اليهودية للمدينة دون احترام مشاعر الصائمين اليهود. وأكدت الآنسة ريم حزان في حديثها مع إيلاف إن المواجهات المستمرة لليوم الثالث تقع بالأساس في الأحياء الشرقية، التي يقطنها يهود متدينون من أنصار ومؤيدي حزب المفدال الديني اليمين، وأن البيوت العربية في هذه الأحياء أمست شبه مقطوعة لا يمكن الوصول إليها.

وقالت حزان إن الشرطة تنتشر في المدينة بشكل كبير للغاية لم تشهده المدينة ولا حتى خلال أحداث هبة القدس والأقصى قبل ثماني سنوات. وأكدت حزان أنه على الرغم من أن الهدوء عاد بعد ظهر الجمعة بعض الشيء إلى المدينة إلا أن العشرات إن لم يكن المئات من الشبان اليهود عادوا ليهاجموا المنازل العربية في الأحياء المذكورة، حيث تعيش عائلات بأكملها عرف منها عائلة البرغوثي، وغضبان وحماد وشعبان، في حالة ذعر كبير وخوف على حياتهم.

وأكد شهود عيان لإيلاف أن الشرطة الإسرائيلية التي عززت تواجدها في أنحاء المدينة كلها، لم تبذل شيئا لوقف الاعتداءات، وأن الهجمات التي يشنها العنصريون اليهود، تتوقف قليلا لتستأنف من جديد دون رادع حقيقي، على الرغم من إعلان الشرطة عن اعتقال أكثر من 24 شابا يهوديا، وعدد من السكان العرب.

وقال الزميل المصور محمد شيناوي في حديث خاص مع إيلاف إنه تعرض خلال قيامه بالتقاط الصور وتوثيق الأحداث لاعتداءات جسدية من قبل عنصريين يهود، على الرغم من تواجد رجال الشرطة في المكان، دون أن يحرك أفرادها ساكنا. وأكد شيناوي أن الشرطة الإسرائيلية تواصل تواجدها المكثف في شتى أنحاء المدينة، ومع ذلك فإن البيوت العربية وخصوصا تلك القائمة في منطقة المنشية التاريخية، لمدينة عكا لا تزال معزولة ولم تسمح الشرطة لأحد بالوصول إليها.

من جهتهم أدان النواب العرب عن الأحزاب المختلفة الاعتداءات اليهودية على السكان العرب، ومحاولة السلطات والإعلام العبري تحميل العرب مسؤولية الأحداث أو تصويرها على أنها مواجهات بين اليهود والعرب علما بأنها بوغروم عنصري سافر موجه ضد السكان العرب في إطار حملة مدروسة لتفريغ عكا من سكانها العرب الفلسطينيين.

وقال عدد من السكان العرب لمراسل إيلاف عبر الهاتف، إن ما يحدث في عكا يشبه إلى حد بعيد ما حدث في quot;ليلة البلورquot; أو ليلة الكريستالquot; لليهود في ألمانيا النازية عندما تعرضوا لاعتداءات على أرواحهم وممتلكاتهم من قبل عنصريين المان.

في غضون ذلك، ورغم محاولات قيادات عربية في عكا، منها النائب عباس زكور، عضو الكنيست عن القائمة العربية الموحدة، تهدئة الخواطر، إلا أن عضوي كنيست من اليمين الإسرائيلي المتطرف، هما ليبرمان وأوري اريئيلي قاما بجولة في عكا ، الجمعة بحجة التضامن مع السكان اليهود وقاما بالتحريض السافر على العرب. على ذلك نشر موقع إسرائيلي بيانا دعا فيه سكان عكا اليهود إلى فرض المقاطعة التامة على العرب الفلسطينيين في عكا، فيما أعلنت بلدية عكا عن إلغاء مهرجان المسرح الآخر الذي كان من المقرر افتتاحه الأسبوع المقبل في المدينة.

بيرس وأولمرت يدعوان إلى تهدئة الخواطر!

من جهته دعا رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت، quot;كافة الأطراف إلى المحافظة على الهدوء وعدم المس بالتعايش بين اليهود والعرب معتبرا أن التعايش السلمي بين اليهود والعرب في دولة إسرائيل هو مهم جدا، وخاصة في المدن المختلطة ويجب الحفاظ على القدرة للعيش سويةquot;.

وعلى غرار أولمرت، دعا الرئيس الإسرائيلي، شيمون بيرس السكان اليهود والعرب في مدينة عكا إلى نبذ العنف وترك المشاعر والغرائز، ووقف تبادل التهديدات والاتهامات بين الطرفين.

الطيبي: ما حدث في عكا هو بوغروم ضد العرب

أما النائب احمد الطيبي رئيس الحركة العربية للتغيير فوصف ما جرى في عكا بأنه quot;هجوم مبيّت أرعن وعنصري لسوائب من الزعران اليهود ضد المواطنين العرب في عكا تحت أعين الشرطة الاسرائيليةquot;.

وأضاف د.الطيبي: إن العنصريين اليهود هم المعتدون والمواطنون العرب هم الضحية وعليه على الشرطة أن تقوم باعتقالات فورية في صفوف المعتدين وليس في صفوف الضحية واصفا ما حدث بأنه quot;بوغرومquot; بمعنى الكلمة سببه جنوح اليهود في عكا للعنصرية والكراهية ضد عرب عكا محذرا من تجدد الاعتداءات على أهالي عكا العرب.

بركة: ليتوقف إرهاب الفاشيين ضد العرب في عكا !

وحمّل النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، الحكومة الإسرائيلية كلها والشرطة مسؤولية جرائم عصابات الفاشيين اليهود الإرهابية ضد المواطنين العرب في مدينة عكا، وقال إن الشرطة تتواطأ وبدعم جهات عليا، لإفساح المجال أمام هذه العصابات لتنفيذ جرائمها.

وتابع بركة في بيان خاص قائلا، إننا ومنذ سنوات نحذر من تنامي عصابات الفاشيين في مدينة عكا، ومن تصاعد المضايقات ضد أهالي عكا العرب، أهالي المدينة الأصليين، الذين يتعرضون بشكل دائم لمضايقات واعتداءات المهاجرين وعصابات المستوطنين، الذين يأتون من مستوطنات الضفة تحت ستار الدراسة في المعاهد الدينية، ولكن عمليا هم ينتظمون ضمن عصابات إرهابية لتنفذ جرائمها ضد العرب.

ودعا بركة إلى أوسع تضامن من الجماهير العربية والقوى التقدمية مع أهالي عكا، في معركة البقاء المتجددة في مدينتهم، ولمواجهات مؤامرات الترحيل التي تظهر في الآونة الأخيرة من خلال العنف، وهي المؤامرة ذاتها التي يواجهها المواطنون العرب في المدن الفلسطينية العريقة، حيفا ويافا واللد والرملة.