الامم المتحدة: تسعى ايران التي فرض عليها مجلس الامن التابع للامم المتحدة عقوبات بسبب برنامجها النووي للحصول على مقعد في المجلس خلال انتخابات تجرى هذا الاسبوع ستضعها في منافسة يائسة على الارجح امام اليابان. تبدأ الجمعية العامة للامم المتحدة التي تضم 192 عضوا انتخاباتها السنوية يوم الجمعة للتنافس على خمسة من المقاعد العشرة غير الدائمة في المجلس المؤلف من 15 دولة ويعد الاداة الفاعلة للامم المتحدة حيث له القدرة على فرض عقوبات وايفاد بعثات حفظ السلام. وسيحصل الفائزون على عضوية مجلس الامن لمدة عامين بدءا من الاول من يناير كانون الثاني القادم.
بالاضافة الى المواجهة الايرانية اليابانية على مقعد اسيوي تبلورت ملامح معركة معقدة بين تركيا المسلمة والنمسا المثيرة لجدل سياسي وايسلندا التي تعاني من ازمة مالية على مقعدين اوروبيين سيصبجان شاغرين. ومن المؤكد ان تفوز المكسيك واوغندا بالمقعدين الاخرين حيث لا تواجهان اي معارضة من دول اخرى في تجمعاتهما الاقليمية. والدول الخمس التي ستخرج من المجلس هي بلجيكا واندونيسيا وايطاليا وبنما وجنوب افريقيا.
ولا يتوقع كثيرون ان تتمكن ايران من انزال الهزيمة باليابان ذات الثقل السياسي الكبير والتي سبق لها الفوز بتسع فترات في المجلس وهي منافس اول للفوز بمقعد دائم اذا اتفقت دول العالم على طريقة لتوسيع عضوية مجلس الامن. والدول الخمس دائمة العضوية والتي لها حق النقض (الفيتو) هي الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين.
ويقول دبلوماسيون ان اليابان تبحث عن انتصار خلال الاقتراع الاول. وتعارض دول غربية بقوة مساعي ايران لتخصيب اليورانيوم كما لا تريد معظم الدول العربية وجود ايران في المجلس وتتفق الدول الافريقية مع الموقف العربي الى حد بعيد. وهناك شكوك في ان ايران نفسها تتوقع الفوز. وقال مبعوث غربي quot; جاء السفير الايراني لرؤيتي وطلب الحصول على صوتنا في الانتخابات.quot; واضاف quot;لا اعرف من الذي كان يجد صعوبة اكبر في الاحجام عن الضحك عمدا...هو ام انا.quot;
لكن الدبلوماسيين سيتطلعون لمعرفة عدد الدول التي ستصوت لصالح ايران في انتخابات قد تكون في جزء منها تعبيرا عن وجهة النظر تجاه الولايات المتحدة العدو اللدود لايران. وربما تدعم حكومات تعارض أميركا بقوة مثل فنزويلا ونيكاراجوا المحاولة الايرانية. وتعطي مقاعد المجلس حتى للدول غير دائمة العضوية الحق في ابداء الرأي في اهم القضايا العالمية وينظر اليها على انها ذات هيبة وربما تنطوي على مكاسب اذا احتاجت القوى الكبرى اصوات شركائها الاصغر.
وبموجب قواعد التصويت في المجلس فان تحالفا من سبع دول غير دائمة العضوية يمكن ان يعرقل اي قرار حتى اذا كانت تؤيده القوى الكبرى. وفي المجموعة الاوروبية من المتوقع على نطاق واسع ان تفوز تركيا بمقعد في المجلس اذ انها تستطيع الاعتماد على اصوات معظم الكتلة المسلمة الكبيرة.
وكانت ايسلندا تعتبر حتى وقت قريب منافسا قويا لكن الازمة المالية العالمية التي سحقت بنوكها وهددت بافلاس قومي حسب وصف رئيس وزرائها ربما تكون قد غيرت ذلك الوضع. وهذا يجعل النمسا هي التي في الصورة وكانت الانتخابات التي اجرتها النمسا الشهر الماضي واسفرت عن فوز احزاب اقصى اليمين بثلث الاصوات تقريبا قد اثارت ردود فعل داخل الامم المتحدة.
ويقول دبلوماسيون انه على الرغم من ذلك فان الازمة الاقتصادية في ايسلندا ربما عززت موقف النمسا. وقال دبلوماسي غربي quot;اعتقد ان النمساويين في وضع جيد.quot; وتأمل الدول الغربية في ان تتمتع بفترة اهدأ في المجلس العام القادم بالنظر الى ما شهدته بالفعل في الاونة الاخيرة عندما واجهت معارضة ليس من روسيا والصين فحسب بل ايضا من بعض الاعضاء المنتخبين فيما يتعلق بايران وميانمار وزيمبابوي.
واليابان وعلى افتراض فوزها بمقعد هي حليف للغرب في حين ان اندونيسيا التي ستخلي المقعد الاسيوي كانت الدولة الوحيدة التي لم تدعم احدث جولة من العقوبات ضد ايران. ويتوقع الغرب ان تكون اوغندا اكثر دعما من جنوب افريقيا. والاعضاء المنتخبون الذين سيظلون في المجلس لمدة عام اخر هم بوركينا فاسو وكوستاريكا وكرواتيا وليبيا وفيتنام.
التعليقات