واشنطن: يخوض المرشحان البارزان لخوض انتخابات الرئاسة الأميركية، السيناتورين الديمقراطي باراك أوباما، والجمهوري جون ماكين، المناظرة الثالثة والأخيرة بينهما، والتي تُعد quot;الفرصة الأخيرةquot; لكل منهما، من أجل حسم أصوات الناخبين quot;المحايدينquot; الذين لم يتخذوا قراراً بعد، لصالحه.

ومن المقرر أن تبدأ المناظرة في حوالي التاسعة من مساء الأربعاء، بتوقيت الساحل الأميركي الشرقي، في جامعة quot;هوفستراquot; بمدينة quot;همبستيدquot; في ولاية نيويورك، وتأتي قبل نحو 20 يوماً على الانتخابات التي ستجري في الرابع من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، لاختيار الرئيس القادم للولايات المتحدة الأميركية.

وما من شك أن المناظرة، التي ستستمر قرابة ساعة ونصف، سوف تتطرق إلى مناقشة الأزمة المالية، التي لم تقتصر تداعياتها على الاقتصاد الأميركي فقط، بل امتدت أثارها لتعصف بمختلف الأسواق المالية حول العالم، وما قد يتعين على كل منهما عمله للتصدي لتلك الأزمة الراهنة.

وعلى عكس ما جرى خلال المناظرتين السابقتين، فإن مناظرة الأربعاء، التي يديرها المذيع المعروف بشبكة CBS الإخبارية، بوب شيفر، مقدم برنامج quot;واجه الأمةquot;، سوف تجمع الغريمين معاً على طاولة واحدة، حيث سيجلس كل منهما بمواجهة الآخر.

وفي تصريحات نقلتها وكالة أسوشيتد برس الأحد، أكد شيفر أنه سوف يسعى إلى البحث عن المزيد مما سيقدمه كل منهما إلى الرئاسة، وقال: quot;من الآن، لقد سمعنا جميعاً أن نقاط حديثيهماquot;، وأضاف: quot; سمعنا الخطوط العامة لما يتحدثان عنه، لقد حان الوقت لنتعرف على التفاصيل بشكل أكثر تحديداً.quot;

وكانت آخر مناظرة أدارها بوب شيفر بين الرئيس الأميركي الحالي جورج بوش، في انتخابات عام 2004، بمواجهة منافسه الديمقراطي السيناتور جون كيري، وهي الانتخابات التي أسفرت عن فوز المرشح الجمهوري بفترة رئاسية ثانية.

وفي وقت سابق، ذكرت جامعة quot;هوفستراquot; أن فريقي كلا المرشحين تقدما بـquot;طلبات مثيرةquot;، فعلى سبيل المثال، طلب كل منهما وضع جهاز تكييف خاص أعلى كلا المرشحين لمنعهما من التصبب عرقاً، ولعل السبب في ذلك آخر مناظرة شهدتها الجامعة نفسها عام 1960، بين الرئيسين السابقين نيكسون وكينيدي.

ومن الطلبات الأخرى التي قدمها فريقا حملتي أوباما وماكين إلى إدارة الجامعة، وضع كأسين من المياه أمامهما، ليسا من الكؤوس العادية، وإنما من نوعين معينين، كاللذين تم وضعهما أمامهما في المناظرتين السابقتين.

ومع اقتراب موعد المناظرة المرتقبة، أعلن كلا المرشحان استعدادهما لخوضها، حيث كشفت المتحدثة باسم حملة المرشح الديمقراطي، ليندا دوغلاس، أن أوباما يستعد للمناظرة في منتجع سياحي بمدينة quot;توليدوquot; في ولاية أوهايو، مشيرة إلى أنه على اتصال دائم مع أعضاء فريقه بخصوص الأزمة المالية.

من جانبه، بدأ المرشح الجمهوري ماكين استعداده مبكراً، حيث يولي تلك المناظرة الأخيرة أهمية خاصة، حيث تُعد quot;الفرصة الأخيرةquot; لإثبات تفوقه على أوباما، خاصة أن استطلاعات الرأي التي أعقبت المناظرتين السابقتين صبتا في خانة المرشح الديمقراطي.

إلى ذلك، أظهر أحدث استطلاع أجرته CNN ومجلة Time، بالإضافة إلى شركة خاصة لبحوث الرأي، تم الكشف عن نتائجه الأربعاء، أن المرشح الديمقراطي يتفوق بعشر نقاط على منافسه الجمهوري، في الاستطلاع الذي تم إجراؤه بولاية فيرجينيا، حيث حصل أوباما على 53 نقطة مقابل 43 نقطة فقط لماكين.

وكان الاستطلاع الذي شهدته الولاية ذاتها بين بوش وكيري في انتخابات عام 2004، قد أظهر تفوق الرئيس الجمهوري على منافسه الديمقراطي بتسع نقاط، حيث أن هذه الولاية تحديداً لم تمنح أصواتها عادة للمرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية، منذ انتخابات عام 1964.