طلال سلامة من روما: ينوه فالتر فلتروني، زعيم الحزب الديموقراطي اليساري، بأن حكومة روما الحالية والأغلبية السياسية الحاكمة تستأثر ب70 في المئة من المساحات المتوافرة داخل وسائل الإعلام، ان كانت تلفزيونية أم ورقية أم إنترنتية. إذن، فلا بد من هذه الحكومة أن تحصل على ثقة عالية من الناخبين نتيجة سمعتها الممتازة التي تشتق من سياساتها الإعلامية الاحتكارية. مع ذلك، لا يعترف فلتروني بأي هزيمة سياسية ساحقة بل يأمل أن يفوز حزبه في الانتخابات السياسية القادمة. فكل شيء هنا يضع على نفسه لباساً تقليدياً براقاً يتمثل في روح متحمسة ومندفعة، في بادئ الأمر، لينتهي الأمر بحالة كساد سياسية تطيح ذاتياً بحكامها دون الحاجة الى تيارات المعارضة. بالفعل، هذا ما يحصل هنا منذ موت الحزب الاشتراكي والحزب الديموقراطي المسيحي. فكل ولاية حكم جديدة تبدأ بالوعود والدعايات الساحرة كي تنتهي إما بطعنة سياسية، من داخل الائتلاف الحاكم، في صدر رئيس الوزراء(سبق لبرلسكوني أن ذاق طعمها من أومبرتو بوسي رئيس حزب رابطة الشمال) أو بثورة شعبية أم منظمة بواسطة أحزاب المعارضة لقلب أوراق اللعبة رأساً على عقب.

للآن، لا أحد يعلم بعد كم ستدوم مملكة برلسكوني هنا ومن هو الخائن، داخل ائتلافه، الذي سيقوم فجأة بتفجير التماسك الذي يجمع فريق برلسكوني التنفيذي، تحت سقف واحد. في هذا الصدد، قد يكون فلتروني أشجع من برلسكوني كونه قام بغربلة القوة السياسية اليسارية قبل ترشحه في الانتخابات السياسية. هنا، نستطيع القول ان برلسكوني فاز بها بفضل اتحاده مع قوى سياسية أخرى في حين نجح حزب فلتروني وحده في حصد ملايين الأصوات وهذه نتيجة ممتازة عقب ولادة أي حزب سياسي هنا. كما يتميز فلتروني، الذي كان عمدة روما لغاية شهر مايو(أيار) الماضي، عن برلسكوني بأنه يحارب علناً العقلية الفاشية ويخصص جزء كبيراً من وقته لمعالجة المشاكل الاجتماعية.

صحيح أن برلسكوني ومعاونيه يهيمنون بصورة لافتة على الساحات والمساحات الإعلامية إلا أن برلسكوني يتميز، في ولاية الحكم الحالية، بتحفظ وتكتم غير معهود وكأنه يعيش المشاكل دون الرغبة في الإفصاح رسمياً عن الحلول المواتية.