لندن: يرى روبرت فيسك من خلال تحليله في صحيفة الإندبندنت أن لبنان، ذلك البلد الصغير بمساحته والمثقل بهمومه وحروبه وخلافات سياسييه التي لا تنتهي، يخرج من وسط أعتى أزمة إقتصادية يشهدها العالم من حوله ليعلن أن قانون الإنهيار المالي والإنكماش والركود الاقتصادي قد لا تنطبق عليه هذه المرة!

فتحت عنوان quot;الهلاك والحزن والوجوم المالي في كل مكان، إلاَّ في لبنانquot;، تنشر الصحيفة تحليل لفيسك، الذي يعترف فيه أن لا ناقة له ولا جمل بعلوم الرياضيات والاقتصاد، بل هو مجرد صحفي يقف محتارا أمام الوضع الاقتصادي المزهر الذي يشهده لبنان حاليا، والذي لا يشبه من قريب أو بعيد كل ما يحدث من حوله في العالم من انهيارات مالية وتراجع حاد في أسعار العقارات وركود وجمود اقتصادي ينذر بغد مظلم لبلدان وأمم عظيمة.

يقول فيسك في تحليله: quot;أيَّما سرت في جميع أنحاء بيروت، فإنك ترى الأمر ذاته. فمنظر خط الأفق يتغير ويتبدل أمامك باستمرار، وذلك بفعل مشاريع الإسكان وأبراج المكاتب الشاهقة التي تعلو في سماء المدينة فتملأها.quot;

فورة في لبنان

ويضيف قائلا: quot;في لبنان، ذلك البلد المقرون اسمه بالحرب، وفي عالم تشهد الرأسمالية انهيارا، ترى الاقتصاد هنا يشهد فورة له ويزدهر أيَّما ازدهار.quot; ويدلل فيسك على ما يذهب إليه بما تقوله الحكومة اللبنانية من أنها تتوقع أن تسجل البلاد أعلى معدل لإجمالي الناتج القومي منذ سنوات، ناهيك عن ارتفاع أسعار العقارات والـ 750 مليون دولار أمريكي التي جنتها مصارف البلاد الـ 58 كأرباح صافية لهذا العام.

ويورد فيسك أسبابا مختلفة، وتبدو أحيانا متناقضة، لما يراه الدافع وراء فورة النمو التي يشهدها لبنان الرابض في قلب العواصف السياسية والاقتصادية التي تعصف بالمنطقة والعالم. ومن هذه الأسباب: تلك المليارات التي يحولها المغتربون العاملون في الخارج، والذين يشكلون حوالي 40 بالمائة من إجمالي عدد اللبنانيين والمليار دولار الذي تحوله إيران سنويا إلى حليفها حزب الله، بالإضافة إلى المساعدات الدولية الأخرى. لكن الأهم من ذلك كله، كما يرى فيسك، هو أمر آخر، ألا وهو: quot;تفاؤل اللبنانيينquot;.