طلال سلامة من روما: شهد المؤتمر الذي عقده الحزب الراديكالي لمدة أربعة أيام غياباً ملحوظاً لزعيم المعارضة، فالتر فلتروني. ويطرح الراديكاليون عدة مشاكل عالقة كما ورطة quot;أليتالياquot;، شركة النقل الجوي الوطنية، ومستقبل المعارضة التي يقودها الحزب الديموقراطي اليساري والتي بدأت انتقادات الراديكاليين الهطول عليها. ويبدو أن علاقات الراديكاليين مع فلتروني دخلت مرحلة من التسوس. ان الزعيم فلتروني تهرب من المشاركة في المؤتمر لأنه يعلم مسبقاً أنه سيواجه بعض الصعوبات التي قد تحضه على الاعتراف بأن quot;أنتونيو دي بياتروquot;، قائد حزب quot;قيم ايطالياquot;، أفضل مكانة منه، سياسياً. ومن الصعب أن يعترف فلتروني بأنه أراد المضي قدماً في طريقه، في انتخابات شهر أبريل(نيسان) الماضي، ثم تراجع عن موقفه للم ما هو مناسب من يساريين حوله ثم اعترف بأن بعض من يحتضنهم حزبه مشكوك بأمرهم ثم ضاعت quot;الطاسةquot; بين يديه وهو لا يدري اليوم ماذا عليه أن يفعل.

هذه قصة فلتروني منذ البداية. وطالما وجه إليه الحزب الراديكالي أكثر من دعوة لفعل المستحيل بهدف تفادي الانتخابات السياسية المبكرة. بيد أن فلتروني ترجم تهوره بحاجة ملحة للبلاد اتضح بعد أنها وهمية. فالحالة الطارئة الحقيقية تمحورت حول ضرورة مضي حكومة برودي السابقة قدماً في سياسات غير شعبية كان من شأنها تغيير مسار ايطاليا التاريخي بدلاً من تسليمه الى برلسكوني ومعاونيه.

صحيح أن فلتروني ودي بياترو طلبا استفتاء شعبياً حول تفعيل القانون المبتكر لوزيرة التعليم. بيد أن الحزب الراديكالي لا يرى منفعة منها. بدلاً من توحيد اليساريين، بدأ الحزب الديموقراطي يشكل شوكة في حلق العديد من السياسيين المخضرمين وهذا خطر بحد ذاته على التماسك السياسي القادر على إعطاء محتوى غذائي للناخبين الجدد.