قضايا الشرق الأوسط الساخنة ليست من أولويات الرئيس الأميركي !
اسرائيل : جلوس اوباما مع ايران وحماس يعبر عن ضعف
محمد حامد ndash; إيلاف :
ينظر إليه بعض العرب على أنه quot; وسيط نزيهquot; في الصراع العربي- الإسرائيلي. ولكن قد لا يكون هذا الصراع من أولوياته. حيث يمثل انتخاب باراك أوباما مفاجأة سارة لشعوب منطقة الشرق الأوسط لأكثر من سبب أهمه أنه أول رئيس للولايات المتحدة من أب مسلم، كما أنه أول رئيس للولايات المتحدة قضى سنوات خارج الولايات المتحدة في بلد مسلم (إندونيسيا). وفي أحد الرسوم الكارتونية في إحدى الصحف، ترى رجلين يحملان ملامح عربية يبتسمان ويقولان... quot;أخيرًا... رئيس شرقي!quot;.
ووفقًا لتحليل سياسي غربي قالت صحيفة quot;كريستيان ساينس مونيتورquot; الأميركية أنه مهما كان الود، فإن مثل تلك التفاصيل الخاصة بحياة أوباما قد تتلاشى سريعًا عندما تواجه صعوبات إيجاد حل للصراعات المتعددة في منطقة الشرق الأوسط. وتوجد الآن كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأميركية في منطقة الشرق الأوسط ، وربما للمرة الأخيرة في رحلة مكوكية بين الفلسطينيين والإسرائيليين والتحالفات العربية. ولكن ما لا يعلمه بعض ممن أسعدهم تولي أوباما مقاليد الحكم أن الصراع الإسرائيلي ndash; الفلسطيني ربما لا يكون على قمة أولويات أجندة الإدارة الأميركية القادمة. على الرغم من أن هناك الكثير القضايا الشرق أوسطية الساخنة مثل عدم الاستقرار في لبنان، وكيفية ترتيب الأولويات في العراق وأفغانستان. وهناك الأزمة الاقتصادية العالمية. ويقول بعض المحللون في الولايات المتحدة بأن أوباما قد يجد أن المسار الإسرائيلي ndash; الفلسطيني يصعب التعامل معه الآن مع بداية فترة إدارته. حيث سيرى أنه من الضروري التعامل أولاً مع القضايا الأكثر أهمية مثل العراق وأفغانستان واللتان تمثلان مناطق تورط مباشر للولايات المتحدة عسكريًا.
ويرى بعض العرب في منطقة الشرق الأوسط أن الولايات المتحدة منحازة إلى إسرائيل وتم تكريس هذا الانحياز بشكل سافر في فترة إدارة بوش، ويتوقعون أن يلعب أوباما بإدارته الجديدة دور الوسيط الأمين في قضية الصراع الفلسطيني ndash; الإسرائيلي. ولكن خلال الحملة الانتخابية لأوباما اتضح أن سياسته بخصوص الصراع الإسرائيلي ndash; الفلسطيني لم تكن مختلفة عن سياسة منافسة الجمهوري. وإذا كان هناك من اختلاف رئيسي في منطقة الشرق الأوسط فهو توقع وضع جدول زمني للانسحاب من العراق.
ولكن الإسرائيليون قلقون من أن يكون هناك بعض التغير في السياسة الأميركية بخصوص بعض القضايا الأساسية وفي مقدمتها قضية إيران. ففي حين أن إدارة بوش لها موقف حازم ضد قضية إيران ومدعومة بالهجوم الجوي الإسرائيلي المتوقع لبرنامج التخصيب النووي، فإن أوباما قال بأنه يبحث عن إجراء حوار مع إيران أولاً. حيث وصفت وزيرة الخارجية الإسرائيلية quot;ليفنيquot; رغبة أوباما في الحوار مع إيران بأنها قد تكون علامة على ضعف موقف الولايات المتحدة تجاه قضية إيران في إدارة أوباما المقبلة.

هل الحوار مع إيران ضعف؟
حيث تقول الوزيرة ليفني، زعيمة حزب كاديما: إننا نعيش في منطقة جوار والتي من الممكن أن يفسر فيها إجراء حوار بعد العقوبات المفروضة على أنه ضعفquot;. وعندما سئلت عن هل تؤيد أي حوار بين الولايات المتحدة وإيران قالت : لا. ويرى محللون آخرون في إسرائيل أن وصول أوباما للإدارة الأميركية يفتح الباب أمام تسويات من الممكن قبولها في نهاية المطاف. حيث يقول هيليل كوهين، الأستاذ في معهد ترومان للتقدم السلمي في الجامعة العبرية في أورشليم: أعتقد أن إسرائيل سوف ترحب بحل قضية القنبلة النووية الإيرانية بالطرق السلمية دون اللجوء إلى المواجهة العسكرية. كما أن المفاوضات عن طريق أوباما من الممكن أن تكون مفيدة.
وقبل أن يقوم أوباما بأي جهود من أجل السلام فعليه أول الأمر أن يتعرف على شركاؤه في عملية السلام. وهذا غير مؤكد لأن المرشحين الإسرائيليين سوف يخوضون انتخابات محلية قادمة في 10 فبراير القادم، حيث ستواجه ليفني التي تمثل اليسار معركة حامية مع زعيم الليكود اليميني المتطرف بنيامين نيتانياهو. كما أن الفلسطينيين أيضا لا توجد لهم قيادة واضحة. فمن المتوقع أن تبدأ كل من فتح وحماس محادثات للتسوية بينها في القاهرة يوم الأحد. كما أن فترة رئاسة محمود عباس ستنتهي في شهر يناير، ولم يعد لديه قبول هنا للبقاء في السلطة.
محادثات مع حماس؟!
مع إعلان أوباما عن استعداده لمقابلة زعماء حركات التمرد في جميع أنحاء العالم هنا في واشنطن، فإن البعض في إسرائيل يتساءلون إذا كان سيتقابل مع زعماء حماس. فالمشكلة في إسرائيل هي ما يريده الإسرائيليون وما يريده الفلسطينيون. والمشكلة تكمن في إمكانية إقناع الإسرائيليين والفلسطينيين بالتعايش معا أو في دولتين منفصلتين جنبا إلى جنب. فمازال هناك العديد من الإسرائيليين والفلسطينيين الذين لا يؤمنون بإمكانية التسوية بينهما، ولدى كل منهم أسبابا معقولة لذلك، ولن يمكن إجبار الناس على أن يعيشوا في سلام إذا لم يرغبوا في ذلك.
ويقول البروفيسور كوهين: إذا نظرنا إلى ما كان يعنيه مصطلح quot;الوسيط الأمينquot; في الماضي نجد أنه كان يعني ضغط الولايات المتحدة على إسرائيل من أجل التوفيق في الصراع. ولكن اليوم فهناك اللوبي اليهودي واللوبي المسيحي في واشنطن اللذين ينظران إلى الصراع بشكل مختلف،ولا يمكن لأي شخص في واشنطن أن يتجاهل تأثيرهما.
كما أن أحد المؤشرات التي تشير إلى الكيفية التي سوف يتعامل بها أوباما مع اشكاليات الصراع في الشرق الأوسط سوف تكون اختياراته لوزير الأمن القومي ووزير الخارجية. فحتى الآن، نجد أن من بين مستشاريه لمنطقة الشرق الأوسط دينيس روس الذي كان مبعوث الولايات المتحدة الأساسي إلى منطقة الشرق الأوسط أثناء إدارة الرئيس كلينتون، وعضو الكونغرس رام إيمانويل الذي طلب منه أن يلتحق بفريق أوباما في منصب كبير العاملين بالبيت الأبيض، إضافة إلى سفير الولايات المتحدة السابق إلى إسرائيل، دانيال كورتزير.