وارسو: أبلغ الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما، الرئيس البولندي ليخ كاتشينسكي، بأن خطط بناء الدرع الصاروخي في شرق أوروبا ستمضي قدماً، معرباً عن أمله في تعزيز التعاون العسكري والسياسي بين واشنطن ووارسو.
وذكر مكتب الرئيس البولندي في بيان بموقعه على شبكة الانترنت السبت، أن أوباما تحدث عن خططه بشأن الدرع الصاوخي خلال اتصال هاتفي مع كاتشينسكي، حيث أعرب عن أمله في استمرار تطوير العلاقات بين البلدين.
كما أعرب الرئيس الأميركي المنتخب، بحسب البيان الرئاسي الصادر في وارسو، عن أمله في عقد لقاء مع الرئيس البولندي في أقرب وقت، للبحث في تلك المسائل تفصيلياً.
وتسببت الخطط الخاصة بنشر مواقع للمنظومة الصاروخية الأميركية في كل من بولندا والتشيك، في إثارة قلق روسيا، التي أبدت تحفظاتها على الدرع الأميركي، وهددت بأنها قد تضطر إلى مهاجمة الدول التي ستستضيف الدرع بهجوم نووي.
وبعد ساعات من إعلان فوز أوباما برئاسة الولايات المتحدة، تلقى الرئيس الأميركي المنتخب تهنئة من الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف، مصحوبة بتحذير quot;شديد اللهجةquot; بشأن المنظومة الصاروخية.
ففي أوّل خطاب يوجهه للأمة منذ اعتلائه لمنصب الرئاسة في وقت سابق من العام الجاري، حذّر الرئيس الروسي الأربعاء، من أنّ الصواريخ الروسية ستنتشر في مواجهة نظام الدرع الصاروخية الأميركية شرق أوروبا.
وقال إنّ quot;نظام إسكندر الصاروخي سيتم نشره في كالينينغراد للقيام بمهمة تحييد الدرع الصاروخية عند الضرورةquot;، مضيفاً قوله: quot;كما نخطط أيضاً لاستخدام موارد أسطول البحرية الروسي لتحقيق هذه الأهداف.quot;
وكانت وزيرة الخارجية الأميركية، كوندليزا رايس، قد وقعت في أغسطس/ آب الماضي، مع الرئيس كاتشينسكي، اتفاقية رسمية لنشر صواريخ باليستية اعتراضية في بولندا، ضمن المنظومة الصاروخية الدفاعية الأميركية.
وتقتضي الخطط الأميركية بنشر صواريخ اعتراضية مضادة للصواريخ البالستية بعيدة المدى في دول أوروبا الشرقية، وهو ما أثار قلق روسيا، التي تعتبر أن هذه المنظومة تشكل تهديداً لها وموجهة ضدها.
وتعترض موسكو بقوة على المنظومة الصاروخية الأميركية في بولندا والتشيك، رغم إصرار الولايات المتحدة على أنها مصممة لمواجهة تهديدات أنظمة مارقة، في إشارة إلى الصواريخ الإيرانية.
ووجّه الرئيس الروسي انتقادات قوية لواشنطن متهماً إياها quot;بتواطئها في الاعتداء البربريquot; الذي قامت به جورجيا مؤخراً في أوسيتيا الجنوبية، كما ألقى باللائمة على الولايات المتحدة في الأزمة المالية العالمية.
ووافقت الولايات المتحدة على مساعدة بولندا في تحديث قواتها المسلحة، وهو ما اشترطته وارسو مقابل الموافقة على نشر المنظومة الأميركية في أراضيها.