أشرف أبوجلالة من القاهرة: أعد مركز المشاركة الأميركية العالمية ومقره واشنطن تقريرا ً مختصرا ً حول رؤيته لطبيعة السياسات الأميركية تجاه منطقة الشرق الأوسط خلال تلك المرحلة الانتقالية من عمر الرئاسة الأميركية بعد وصول أوباما للبيت الأبيض، ويقول أن أول شيء سوف يقدم أوباما على فعله هو تعيين طاقمه الاقتصادي- وزير الخزانة و رئيس مكتب الإدارة والميزانية ورئيس المجلس الاقتصادي القومي. فقد سبق وأن قام بيل كلينتون بفعل ذلك عام 1992 مؤكدا ً وقتها أن الاقتصاد هو الأولوية رقم واحد بالنسبة له، حيث قام بتحديد هؤلاء الموظفين الثلاثة قبل اختياره لوزيري الخارجية والدفاع، أو حتى مستشار الأمن القومي.

وأفاد التقرير أيضا أنه ونتيجة للحربين التي تتورط البلاد في خوضيهما، فان أوباما سيعمل على ملء الفراغات الإدارية بحقائب الأمن القومي والشؤون الخارجية بشكل مبكر أيضا ً، وقد ينتهي من تجميع الطاقم بأكمله قبل عيد الشكر في السابع والعشرين من الشهر الجاري. كما سيقوم مجلس الشيوخ بالمصادقة على تلك التعيينات.

وفي إطار متسق، قللت اليوم صحيفة quot;جيروزاليم بوستquot; الإسرائيلية من حجم التوقعات الخاصة بإمكانية حدوث تغيير في سياسة الولايات المتحدة تجاه منطقة الشرق الأوسط، بعد انتهاء انتخابات الرئاسة الأميركية وتوقعت بأن تأتي تلك التغيرات في إطار التطوير وليس الاستحداث. ونقلت عن تقديرات دبلوماسية في القدس ألا تكون قضية الصراع الفلسطيني ndash; الإسرائيلي ومحادثات السلام بين دمشق وتل أبيب على رأس أولويات الأجندة الخاصة بالرئيس الجديد خلال المرحلة الانتقالية، التي تبدأ من اليوم وحتي تولي طاقمه القومي مقاليد الأمور في البلاد.

وقال مصدر دبلوماسي بارز :quot; نحن لسنا الأولوية الأولى quot;، وبحسب هذا التقدير، فان أوباما سوف يولي تركيزه كله لمعالجة الشؤون الاقتصادية وكذلك الوضع في العراق وأفغانستان وعلاقات بلاده المتوترة مع روسيا والوضع المتردي للولايات المتحدة في أميركا الجنوبية ndash; quot;الفناء الخلفيquot; للولايات المتحدة ndash; قبل أن يلتفت للصراع القائم في منطقة الشرق الأوسط.

وقالت الصحيفة أن أولويات الإدارة الجديدة سوف يتم كشفها على الأرجح أولا ً من قبل الأمر الذي أعلن فيه أوباما أعضاء إدارته الجديدة. وسيحتاج الرئيس الجديد لاختيار 30 شخص لتعيينهم كموظفين في البيت الأبيض ووزراء للإدارة قبل الجلسة الافتتاحية يوم 20 كانون الثاني المقبل. وفي ذات الوقت، أكدت الصحيفة على أن إسرائيل لن تنتظر حتي يقوم أوباما بتشكيل طاقمه لتلك المرحلة الانتقالية، كي تجري معه اتصالات رفيعة المستوى، فمن المتوقع أن تلتقي زيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني بأحد مسؤولي هذا الطاقم في نيويورك أحد يومي ال12 أو 13 من الشهر الجاري لحضور مؤتمر عن الأديان بمبادرة سعودية في مقر الأمم المتحدة.