طلال سلامة من روما: تعتبر مدينة quot;بولونياquot; قلعة سياسية تاريخية لليساريين لا سيما للفصائل الشيوعية منهم. فبعد استقالة رئيس البلدية السابق، سيرجو كوفيراتي الذي كان قائداً لأحد أبرز نقابات العمال هنا، لأسباب يدعي بأنها عائلية، تضاعفت أسماء المرشحين الذين يريدون الانقضاض على منصب رئاسة البلدية هناك. ويبدو أن الحزب الديموقراطي اليساري يخشى اليوم من مرشح برلسكوني اليميني quot;جورجو غوادزالوكاquot;. فوضع اليساريين اليوم متزعزع ويعيش تشققات وخلافات داخلية حادة. لذلك، فان أي خطوة متهورة قد تلحق بالجيل الجديد من اليساريين ضربة موجعة تضاف الى ضربات أخرى خسر اليساريون من خلالها العديد من المعاقل والقلعات التاريخية التي لم يحلم أحد بتسليمها الى الأحزاب اليمينية.

الآن، تخوض مدينة quot;بولونياquot; سيناريو غريب. فالحلة الجديدة للحزب اليساري تواجه دراما مرت بها قبل عشر سنوات. آنذاك، سببت الانقسامات اليسارية الداخلية بفوز نفس المرشح اليمينيquot;جورجو غوادزالوكاquot; الذي شغل منصب أول رئيس بلدية غير متأت من تاريخ الحزب الشيوعي الإيطالي. وهذه ليست المفاجأة الأولى التي تنتظرها مدينة بولونيا. فبعدما قرر فالتر فلتروني، زعيم المعارضة، أسماء المرشحين لمنصبي رئاسة البلدية(بمدينة بولونيا) والمحافظة(محافظة ريدجو ايميليا وعاصمتها الصناعية بولونيا)، تدخل رئيس البلدية السابق في مسار الانتخابات. هاهو سيرجو كوفيراتي يرشح باسمه وباسم ماسيمو داليما، وزير الخارجية السابق الذي يسعى الى الإطاحة بفالتر فلتروني من قيادة السياسيين الجدد، بروفيسور ذو مكانة سياسة مرموقة في التاريخ اليساري.

هكذا، والى جانب صراع حزب فلتروني مع ائتلاف برلسكوني للاحتفاظ بمركز مدينة بولونيا السياسي، يتعرض فلتروني، على غرار برلسكوني، لعملية غدر من التيارات النقابية اليسارية. وهذا من شأنه ضعضعة جميع المرشحين اليساريين معاً لصالح مرشح برلسكوني.